ما بعد 7 أكتوبر: سؤال «اليوم التالي»
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل/ لا ميديا -
كيف تقيم نتائج «طوفان الأقصى» بعد ستة شهور؟
قارن بين موقع «إسرائيل» في ما كان يرسم للمنطقة أمريكيا قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر: مركزا ماليا وتكنولوجيا إقليميا، وأهم نقطة ترانزيت تجارية من شرق آسيا إلى أوروبا بموجب مشروع خط الهند – الخليج - «إسرائيل»، وما كان سوف يفتحه عليها التطبيع الكامل من التحول إلى مركز ترانزيت للنفط والغاز الخليجي إلى أوروبا.
بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر: «إسرائيل» فاقدة للأمن القومي، هذا يعني فقدان القدرة على جذب الاستثمارات، اقتصادها متضرر بنيويا، محاصرة بحريا من جهة البحر الأحمر وشرق آسيا عموما، كل مشاريع خطوط التجارة وخطوط النفط والغاز المرتبطة بها باتت في مهب الريح.
هذا الضرر المباشر الذي أصاب «إسرائيل» هو ضرر أصاب المشروع الأمريكي في المنطقة، والذي تعمل الولايات المتحدة منذ عقود لتحقيقه.
ما يعيق وقف الحرب ليس السؤال: ماذا في اليوم التالي في غزة؟ بل: ماذا في اليوم التالي في المنطقة؟ ماذا بالنسبة لخطوط التجارة الدولية وخطوط الغاز والنفط؟ ماذا بالنسبة للأسواق؟ وهذه الأسئلة ترتبط مباشرة بما حصل في الحرب على سورية، التي كانت أيضا حربا على خطوط الغاز وطرق التجارة، وهي ترتبط بالحرب في أوكرانيا، التي هدفت بجزء أساسي منها إلى تعطيل خطوط السيل الشمالي وطريق الحرير، وهذا ما حصل، وبالحرب الأذرية الأرمنية التي تنتظر فصولا جديدة لإنهاء مشروع الخط التجاري الذي يصل إيران بروسيا.
ما فعله السنوار والضيف في 7 تشرين الأول/ أكتوبر أنهم قلبوا الطاولة على الأمريكي في المنطقة؛ لأن شرط تحقيق الرؤية الأمريكية كان إنهاء القضية الفلسطينية بشكل كلي. قلب الطاولة هذا كان مصلحة لكل أهل المنطقة الذين يستثنيهم المشروع الأميركي من خيرات طرق التجارة وخطوط الطاقة، ويحصرها بالخليج والأردن الذي تحول إلى قاعدة أمريكية و»إسرائيل» التي تشكل درة التاج في هذا المشروع.
7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 طوى هذا المشروع بشكل نهائي؛ لكن كما في سورية وأوكرانيا وكل ساحات الصراع، السؤال المعلق يبقى: ماذا في اليوم التالي؟ ليس في غزة طبعا، ولا في المنطقة، بل في العالم، الذي يستمر ويشتد الصراع فيه.

أترك تعليقاً

التعليقات