هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر مباشرة تم إعادة «تأميم إسرائيل» كمشروع مشترك للغرب الجماعي برمته. حضر جميع رؤساء الدول الغربية وأبدوا دعماً مطلقاً لها.
قبل الرد الإيراني على استهداف القنصلية، استنفرت الولايات المتحدة كل قدراتها العسكرية في المنطقة لاستيعاب الرد وعدم حرف الحرب عن المسار المرسوم لها أمريكياً. أما بعد الاغتيالات الأخيرة فقد أعلنت الولايات المتحدة بشكل صريح أن «إسرائيل هي أرض أمريكية».
تخطى الاشتباك «الإسرائيلي» اللبناني مستوى إسناد غزة بالنار، وهو أصبح صراعاً مباشراً على قواعد الردع التي سوف تحكم العلاقة بين الجبهتين بعد حرب غزة. ما يحصل هو جس نبض بالنار بين الطرفين دون حرف الأمور نحو مواجهة مفتوحة.
من الواضح أنه لا الولايات المتحدة ولا إيران تريدان مواجهة مباشرة بينهما. روسيا وهي دولة نووية لا تزال برغم كل الدعم الغربي العلني لأوكرانيا تتحاشى مواجهة مباشرة مع الغرب. الصين تفعل ذلك أيضا. إن أية مواجهة مباشرة مع الغرب الجماعي وذراعه العسكرية (الناتو) تعني تدميراً متبادلاً لكل أطراف الحرب، وهذا قرار يصعب اتخاذه وتحمل تبعاته على أية قيادة سياسية.
قياساً بالأهداف الاستراتيجية التي وضعها العدو في ما يتصل بمصير فلسطين كقضية سياسية فإن الأثمان التي يدفعها في مواجهة جبهات الإسناد تعتبر تحت سقف القبول الأمريكي ولا تستوجب إشعال حرب واسعة.
سقطت كل التصورات السابقة عن الصراع مع «إسرائيل»، حيث كان يغلب على التحليل الطابع الإقليمي والمحلي، وذلك المرتبط بتعريف الكيان الوظيفي.
تعتبر «إسرائيل» اليوم إحدى أهم الركائز الجيوسياسية والأيديولوجية للرأسمالية المالية ممثلة بالغرب الجماعي، والتي تسعى في معركتها الوجودية الحالية لإدامة سيطرتها على العالم والحفاظ على الترتيبات السياسية العالمية التي تكرست بعد سقوط الاتحاد السوفييتي.

أترك تعليقاً

التعليقات