السيد كما نفهمه
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
مشكلة جيل التسعينيات والألفينيات مع السيد أنه ليس «باتمان» ولا «سوبرمان» ولا «كابتن أمريكا»...
مشكلة الجيل القديم أو جيل الهزيمة ليست مع السيد، بل مع صورة «إسرائيل» كما رسمت في أذهانهم.
مشكلة عموم الناس مع السيد أنها «بدها تعيش» يعني (ما) بدهاش تقاتل، وبدها تروح دبي تشوف برج خليفة!
هناك مشكلة أخرى، هي أن الحرب تحتاج نفساً طويلاً، وأن «إسرائيل» هذه هي خلاصة ثلاثة قرون من السيطرة الغربية المطلقة. هذا السيد تحديداً هو على رأس تنظيم يعمل منذ أكثر من أربعة عقود ويراكم أسباب القوة كما يقال «بالسراج والفتيلة»، مدعوماً من دولة محاصرة هي الأخرى منذ عقود وتراكم أسباب تطورها وصمودها أيضا «بالسراج والفتيلة».
المشكلة أن خلاصة 500 عام من السيطرة والتحكم في العالم لا يمكن أن تنتهي بـ90 دقيقة كما هو الحال في مباراة ريال مدريد وبرشلونة ولا بأشواط إضافية ولا بركلات الترجيح!
شباب الحزب هذا هم من عامة الناس، يعني جارك وزميلك على مقعد الدراسة وفلان الذي تلتقي به في الفرن وابن أم علي وابن القرية الفلانية... هم من نسيج هذا المجتمع أو «البيئة» كما يصطلح على تسميتها، وليسوا مخلوقات فضائية ولا أبطالاً في سينما بوليوود.
هناك شيء آخر، أنه على تواضع هذا التنظيم (قياسا بمعنى المعركة الحاصلة حاليا وهي معركة تتخطى جغرافيا غزة والمنطقة برمتها لتطال الهيمنة على العالم برمته)، فإنه منذ العام 1982 مرورا بالـ2005 و2006 و2011 وحتى اليوم يواجه مشاريع الإمبراطورية الأمريكية في المنطقة. يبسط السيد الموضوع لأن قاعدة عمل الحزب من حيث الجغرافيا تقتضي أن يصل الكلام للعامة، الكبير والصغير، هو معنيّ بأن يشرح للكل ويفهم الكل، كأستاذ يحاول تبسيط المادة لتلامذته.
هذا الحزب على تواضع قوامه واجه مع القوى الحية مشاريع الغرب، ما جعل الأخير يبحث تارة عن إسلاميين وأخرى عن محبي حياة وطوائف وزعامات محلية وشيوخ ودول وإعلام ونخب وعملاء وكل من هب ودب، لمواجهته وكسر صورته كنموذج يحتذى من بقية التنظيمات والقوى الأهلية في المنطقة. هم صرفوا عشرات المليارات وجندوا كل مرتزق لإنجاز المهمة، وفشلوا.
في الخلاصة هذا الحزب باقٍ، والمواجهة باقية، وما بان على وجه السيد، مؤخراً أن المنطقة قد تكون قادمة على فصول جديدة وكبيرة من الصراع.
 كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات