عن أمة رفضت الموت الجماعي
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
لو قيد للمشروع الأمريكي (الممر الهندي - الخليجي - «الإسرائيلي») أن يمر في المنطقة لكانت الطائرات الهندية وطائرات دول الخليج شريكة في قصفنا اليوم إلى جانب حلف الناتو فيما لو فكرنا بالمس به. ما حصل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وما تلاه من مجازر وحروب درأ عن المنطقة مجزرة أكبر؛ مجزرة تأبيد السيطرة على الموارد وتأبيد الحصار والفقر والتخلف والموت.
من يتهمون حماس بالمغامرة والجنون عليهم أن يعلموا أن دعوات الأنبياء في مجتمعات معادية لهم كانت ضرباً من الجنون أيضا. ستثبت الأيام بعد انقضاء هذه الحرب أن السنوار، مجنون هذه الأمة، هو أكثر العاقلين فيها.
كان المطلوب شطب القضية الفلسطينية لتصبح جثة يمر عليها مشروع التطبيع والممر آنف الذكر. كان المطلوب تحويل التطبيع إلى وقائع جيواقتصادية صلبة في المنطقة.
أما بالنسبة للبنان، فبجبهة إسناد وبدونها كانت الحرب قادمة إليه. مشروع بحجم «تغيير الشرق الأوسط» هو مشروع واقع بجبهة إسناد وبدونها. جبهات الإسناد كان هدفها رفع ثمن الإبادة على الغربيين أملا في إيقافها وتحقيق وقف لإطلاق النار ولم يكن هدفها الإسهام في تسعير النار أكثر.
من ينظر اليوم من اللبنانيين إلى جبهة الإسناد باعتبارها خطأ جلب عليه المآسي، أقول له إن الخطأ وفق هذا المنطق وقع في 82 في أصل تأسيس تيار حزب الله.
يريد الناس استمرار الستاتيكو الذي امتد من 2006 حتى 2023، باعتبار أن هذا كافٍ، وباعتبار أن الحرب ليس وقتها الآن. الناس التي استقرت وبنت وراكمت في هذه الفترة لا تريد الحرب، هذا مفهوم لو أننا في منطقة غير هذه المنطقة التي لم تقف حروب الغرب على سكانها أبدا.
لقد وُضع أهل منطقتنا بين خيارين: الخضوع والموت خنقاً، أو الإعدام والموت بالقنابل. 7 أكتوبر كان رفضاً للموت الجماعي، وليس سعياً له.

 كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات