لبنان إلى أين؟
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
الحلف الخليجي "الإسرائيلي" الإثيوبي المرعي أمريكياً وغربياً والهادف للإمساك بسواحل المتوسط والبحر الأحمر وسواحل القرن الأفريقي ومضيق باب المندب والخليج العربي، هو بالدرجة الأولى على حساب مصر ومجمل الإقليم العربي ودوره أولا. وثانيا: هو على حساب تركيا التي انتفى دورها بشكل شبه كلي لحساب دور أمني جديد تلزمها به الإمبريالية الغربية في البحر الأسود ووسط آسيا. 
من يمانع هذا المشروع في الإقليم هو إيران بالدرجة الأولى وحلفاؤها في العراق وسورية واليمن ولبنان، ثم روسيا والصين، لأن الإمساك بمفاصل هذه المنطقة بموانئها ومصادر الطاقة فيها يعني تطويقهما بشكل شبه كلي. 
هل ممانعة هذا المشروع بالنسبة لحلفاء إيران نابع عن رغبات أيديولوجية؟ الجواب هو ببساطة: لا. ما هو مرسوم للبنان وسورية واليمن ومصر ومجمل الإقليم العربي هو تحويل هذه البقعة بما تحويه من كتلة بشرية إلى قطعان جائعة تقتات على الفتات وتقطن كيانات لا وظيفة ولا مستقبل لها في ما يرسم من خرائط. لذلك القتال ليس ترفا ولا خيارا، هو قتال مفروض من أجل البقاء والمستقبل. هذا قدر شعوب هذه الجغرافيا، وإلا فالموت الجماعي بانتظارهم. 
بالنسبة للوضع في لبنان، لن تترك إيران ولا روسيا (والصين من خلفهما) أحد أهم الحلفاء الميدانيين وأحد أهم نقاط ارتكاز نفوذ الدولتين في غرب آسيا وعلى شواطئ المتوسط فريسة للولايات المتحدة وأدواتها. مغامرة الولايات المتحدة بإسقاط الكيان اللبناني سوف تعمق خسارتها في المنطقة في سيناريو شبيه بما حصل في العام 1983، لكن الخسارة هذه المرة سوف يستحيل تعويضها.
* كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات