حتى لا ننسى!
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
كي لا يصيبنا العمى، لنتذكر أنه في الحرب الأخيرة:
- مصر ظلت مستمرة في حصار قطاع غزة، وسمحت برسو السفن التي تحمل الذخائر لـ»الجيش الإسرائيلي» في موانئها. هذا ما ظهر فقط من دورها.
- الأردن كان دوره أساسياً في الجسر البري الذي فتح لإمداد «إسرائيل» بما تحتاجه بعد الحصار البحري الذي فرضه اليمنيون عليها.
- دول الخليج ساهمت بإمداد «إسرائيل» لوجستياً بما تحتاجه، في دور مشابه للدور الأردني.
- تركيا استمرت بتوريد النفط الأذري لـ»إسرائيل» والفولاذ وسلع استراتيجية أخرى.
الأهم والأخطر من هذا كله كان اشتراك منظومات الدفاع الجوي الأمريكية في الخليج ومصر والأردن في التصدي لكل المسيّرات والصواريخ الإيرانية واليمنية والعراقية التي كانت تستهدف الكيان، كجزء من منظومة الدفاع الجوي الإقليمي التي أنشأتها الولايات المتحدة تعبيراً عن الشراكة العسكرية «الإسرائيلية» - العربية.
هذه حقائق واضحة، وهي ما ظهر للعيان، بغض النظر عن الأدوار الاستخبارية والسياسية والإعلامية التي كانت تصب كلها في مصلحة «إسرائيل».
إذن، «إسرائيل» هي درة التاج في منظومة عسكرية اقتصادية أمنية استخبارية بنتها الولايات المتحدة في المنطقة وللدول العربية دور ذيلي فيها.
هذا كان نتاج عمل تراكمي للولايات المتحدة بدأ من إسقاط الدولة العراقية، مروراً بالدولة الليبية والسودانية واليمنية، وصولاً إلى سورية. وللعلم أن هذه الدول -إضافة إلى الجزائر- شكلت في مرحلة زمنية بعد استسلام مصر وانزياحها للمعسكر الأمريكي ما عرف بـ»جبهة الصمود والتصدي»، وكان إسقاطها على جدول الأعمال الأمريكي، بأموال دول الخليج، وبدم «الجهاديين» العرب والمعولمين.
لحظة الانكشاف العربي هذه لم تأتِ من فراغ، بل هي محصلة عمل أمريكي تراكمي على مدى عقود، وبأموال عربية، لصياغة المنطقة بهذا الشكل، حيث لـ»إسرائيل» اليد العسكرية الطولى، وحيث الشراكة العسكرية والأمنية «الإسرائيلية» - العربية علنية، وحيث «العرب» ككتلة سكانية هم في هذا المعتقل الكبير في كيانات ممزقة وتابعة وفقيرة.
كانت حركات المقاومة هي العثرة الوحيدة في تجذير هذا الواقع، لذلك كان المخطط يقضي بسحقها، لسحق أية إمكانية مستقبلية للانقلاب على هذا الواقع المزري وتثبيت الوقائع الجديدة.

 كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات