العدالة الدولية
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
وضعت الدولة العميقة في الولايات المتحدة الرسن حول رقبة نتنياهو من خلال لعبة توزيع الأدوار مع الدول الأوروبية بعنوان «الجنائية الدولية». ثمة ثوابت في السياسة الغربية العامة استدعت هذا التحرك المفاجئ للجنائية الدولية، هي:
• وجود «إسرائيل» واستمرارها وأمنها خط أحمر أميركي غربي يُمنع المساس به مهما كانت الكلفة.
• وجود «القضية الفلسطينية» بعناوين كـ«حل الدولتين» و«الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي»، وغيرها من العناوين الحقوقية هو حاجة غربية؛ لأنه يشكل المدخل الوحيد للأدوار السياسية الغربية في المنطقة. كما أنه يبقي على شيء من شرعية الأنظمة التي تعمل كأنظمة وكيلة للغرب، وهي ناتجة بالأساس عن الترسيمة الاستعمارية الغربية للمنطقة.
إن اندفاع نتنياهو وراء أجندته الأيديولوجية يعرض المصالح الغربية لخطر كبير يخرج الغرب من المنطقة وينهي شرعية بقاء الأنظمة العربية الوكيلة للغرب، واضعاً المنطقة في مهب الفوضى.
• فتح الأوروبيون مستودعات سلاحهم لـ«إسرائيل» وأعطوها دعماً سياسياً مطلقاً، وحج رؤساء دولهم إليها بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وسمحوا لها بارتكاب إبادة جماعية. كل هذا حصل تحت مظلة «المصالح الغربية العليا».
الشطحة الأيديولوجية لنتنياهو وللفريق القادم لترامب هي ما استدعى إعادة الأمور إلى نصابها بإصدار مذكرتي التوقيف اللتين بتقديري ستكونان موضع مساومة في حال التزام نتنياهو بالسيناريوهات الموضوعة أمريكياً لإنهاء الحرب أو ضبطها.
• ما يؤكد عملية توزيع الأدوار هذه هو التزام دول مثل كندا وأستراليا (وهما دولتان لا تمتلكان أي هامش استقلال عن الولايات المتحدة) بتنفيذ مذكرات التوقيف.
* كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات