ذنب إيران!
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
ذنب إيران الوحيد أنها سعت لامتلاك المعرفة. لا يمكن لأية أمة أن تنجز مشروعاً استقلالياً دون امتلاك المعرفة. الاستقلال ذاته يصبح أجوف دون استقلالية في امتلاك المعرفة وإنتاج أدواتها. تعتبر ثورة الخميني امتداداً لمشروع مصدق الاستقلالي، الذي أطاح به الغرب، وقبل الخميني أطاح الغرب بالمشروع الاستقلالي المصري الذي قاده جمال عبد الناصر؛ ليس لأن الخميني شيعي اثني عشري، ولا لأن عبد الناصر سني، بل لأن كلاً منهما قد سعى لإنجاز مشروعه الاستقلالي.
من سوء حظ مصر وإيران أن الدولتين تقعان في منطقة قررت قوى الغرب الشريرة عدم السماح بقيام أي مشروع استقلالي فيها، وزرعت فيها قاعدة تحوز كل الإمكانات التدميرية لوأد أي مشروع استقلالي وأية نهضة ممكنة.
لقد استلزم الأمر من الاتحاد السوفييتي أن يضحي بعشرين مليون إنسان في الحرب العالمية الثانية كي يحوز السيادة والمعرفة ويبني إمبراطورية قوية، واستلزم من الصين أن تضحي بعشرات الملايين في حروب التحرير كي تصبح ما هي عليه اليوم. لا شيء يأتي بالمجان، ولا بالصدفة في هذا العالم، لا شيء يأتي سوى بالقتال والاستعداد للتضحية.
إيران اليوم تملك المعرفة، وإلى جانب المعرفة هي تحوز موارد هائلة. وبرغم الحرب الظالمة التي تشن عليها والحصار الجائر الذي فرض عليها، هي قادرة على ترميم ما يخربه الصهاينة بوقت قياسي.
لقد كانت الخطوة الأولى بعد نجاح الثورة هي إعلان العداء لـ"إسرائيل". هذه الخطوة هي الخطوة الأولى والإلزامية لأية دولة في المنطقة تسعى لإنجاز استقلالها، وإنجاز الاستقلال يعني الانتقال من مصاف الأمم الذليلة التابعة الخاصة إلى مصاف الأمم التي تحوز السيادة والكرامة الوطنية. من دون إيران في الصورة ستصبح المنطقة كتلة بشرية هائلة فقيرة، خاضعة، ومستعبدة.

أترك تعليقاً

التعليقات