نموذج عن «الإرهاب الاقتصادي»
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
تجبر الهيمنة وكلاءها على إخراج كمية هائلة من العملة الصعبة لخلق فجوة مالية تؤدي لفكفكة مفاصل الاقتصاد الوطني وإلى حدوث انهيار شامل وتفجر مرفأ شكل تاريخيا مع القطاع المصرفي ركيزة اقتصاد الكيان اللبناني، تماشيا مع استراتيجيتها في إعادة رسم وظائف الكيانات في المنطقة وتوزيع الأدوار الجديدة والموارد، وتمنع في الوقت عينه الحلول البديلة في الكيان (أو الكيانات) التي تريد تطويعها.
الاستراتيجية الجديدة مرت في طورين اثنين: الأول كان محاولة ترتيب خرائط المنطقة بحيث يكون مركزها تركيا بعباءة الخلافة الجديدة، وهذا مشروع انتهى. أما الثاني فهو أن تشكل "إسرائيل" وبعض الكيانات الوظيفية في الخليج قلب المنطقة ومركزها المالي والاقتصادي، فيما تكون بقية مناطق الإقليم العربي ضواحي كبيرة فقيرة تحيط بالمركز الإقليمي الناشئ والمتفوق، وهذا المشروع انتهى أيضا.
ما يحدث اليوم أن الأطراف التي أجهضت المشروع الأمريكي بوجهه العسكري بدأت اليوم بمواجهة "إرهاب الامبراطورية الاقتصادي". ناقلات النفط الإيرانية إلى لبنان خطوة في مسار مواجهة كبير بدأ يتبلور.
جسارة إيران في المبادرة منفردة بالتدخل لمنع سقوط سورية، ثم كسر حصار فنزويلا، وكسر حصار لبنان، تنبع من انفكاكها الكلي عن منظومة الهيمنة العالمية التي تتسيدها الولايات المتحدة الأمريكية في العالم، وبالتالي فإن إيران اليوم هي أمل كل مظلوم ومحاصر ومستضعف في هذا العالم.
 كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات