الصراع بالنقاط والنصر النسبي
- هيثم خزعل الأثنين , 2 ديـسـمـبـر , 2024 الساعة 12:21:46 AM
- 0 تعليقات
هيثم خزعل / لا ميديا -
الصراع بالنقاط يعني أن النصر نسبي وليس مطلقاً. بما أن النصر نسبي فسؤال الكلفة مشروع، لأن رفعها يعني تقليل نسبة النصر. وقف إطلاق النار هو التقاط نقطة التوازن بين النصر وكلفته.
في العام 1982 وصل «الجيش الإسرائيلي» إلى بيروت وما بعدها، وتفككت منظمة التحرير، وتم تنصيب رئيس جمهورية بأجندة «إسرائيلية»، وتوقيع «اتفاقية 17 أيار»، وكانت إيران غارقة في الحرب التي شُنَّت عليها بالوكالة لثماني سنوات. ماذا حصل بعدها؟
في العام 2011 كان الحزب قوة محدودة بحدود الجغرافيا اللبنانية، لم يكن هناك وجود للحشد ولا لأنصار الله ولا لمحور المقاومة الذي وُلد في خضم الهجمة الأمريكية على المنطقة، وكاستجابة من أهل المنطقة لصد الهجمة بدعم ورعاية ومشاركة إيران... حماس نفسها انبثقت من العدم بعد خيارات الاستسلام في «أوسلو» و»مدريد».
إن قدر هذه المنطقة هو الصمود والمقاومة، وهذه الحركات وهذا المحور هم صناع مستقبل هذه المنطقة. لقد قايضت الولايات المتحدة الملاحة في البحر الأحمر وأمن أساطيلها وحاملات طائراتها هناك وقايضت مفهوم «الأمن الإسرائيلي» الذي تهشم، في سبيل تحقيق هدف أسمى يتصل بسيطرة كاملة على المنطقة، وفشلت.
الكيلومترات المربعة في غزة وجنوب لبنان لم تكن يوماً امتيازاً تاريخياً لحزب الله ولا لحماس، وهي ليست مكسباً استراتيجياً لـ»إسرائيل»، التي باتت تحتاج أن تطوق «جغرافيتها» بمساحات خالية لتضمن أمنها، وهذا ليس دليل قوة، بل انعكاس للقلق الوجودي الذي ينتاب الكيان بنخبته ومستوطنيه. «إسرائيل» في وقتها المتبقي ستظل تعيش كابوس 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
كاتب لبناني
المصدر هيثم خزعل
زيارة جميع مقالات: هيثم خزعل