لماذا تركت القوى الأوراسية سورية؟
- هيثم خزعل الأثنين , 16 ديـسـمـبـر , 2024 الساعة 12:25:47 AM
- 0 تعليقات
هيثم خزعل / لا ميديا -
لم تستطع إيران وحلفاؤها حمل عبء المسألة السورية وحدهم، فكان الاتفاق مع روسيا سنة 2015، وكان دخول روسيا بالنسبة لدول الخليج بديلا عن دعم الجماعات المسلحة الممولة منها للتصدي للجماعات الممولة تركياً وقطرياً في سباق على الظفر بدمشق أولا ولخلق نوع من التوازن مع النفوذ الإيراني داخل دوائر القرار السوري.
حل المسألة السورية كان بشقين: عسكري تولى فيه الروس الدعم الجوي مسنودين بقوات فاغنر، والشق الأهم كان المصالحات والتي كانت في جوهرها رفعاً للدعم الخليجي عن مسلحي الجنوب وريف دمشق والغوطة وغيرها من المناطق، حيث شكل وجود روسيا ضمانة للدول الخليجية بوجه التمدد التركي (وفي ليبيا شكل ضمانة لمصر بوجه هذا التمدد) مع تسلم ترامب مقاليد السلطة وحديثه عن نيته الانسحاب من سورية.
هذه المقدمة تقودنا إلى مجموعة من الأسئلة، أهمها:
مع وصول الحرب في أوكرانيا إلى مفترق خطر، ومع الحديث المتزايد اليوم عن بدء نشاط قوات كوريا الديمقراطية في مقاطعة كورسك في ظل عدم رغبة القيادة الروسية في التعبئة الشاملة التي تلقي أعباء كبرى على المجتمع، وفي ظل حديث ترامب عن تسوية يسعى إليها مع روسيا في أوكرانيا، ومع التهديد الجدي لبنية "إسرائيل" وإمكانية استمرارها في الحرب الأخيرة، هل قايضت روسيا سورية بأوكرانيا؟! مع التأكيد أن هواجس الدول العربية من التمدد التركي يقابلها هواجس أعمق نابعة من التهديد الوجودي لـ"إسرائيل" بما هو تهديد لكل منظومة "سايكس بيكو" ومتفرعاتها، وما كان سينتج من هزات ارتدادية للطوفان تضرب المجتمعات العربية التي تعاني ما تعانيه من مشكلات اقتصادية ومعيشية، فهل اختار الخليج أهون الشرور؟
إن الانقلاب الاستراتيجي الذي حصل في سورية سمح بإعادة تمتين "الأمن الإسرائيلي"، وأكسب الأنظمة العربية مشروعية جديدة تتصل بحماية المجتمعات من موجة جديدة من الإسلام السياسي. فهل حصلت فعلا المقايضة الكبرى؟ وهل كانت سورية وإيران وحلفاؤهما ضحايا هذه المقايضة؟ أم أن تهيب إيران المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة والتي كانت ستقع في حال وصول ترامب بالتزامن مع بقاء الوضع "الإسرائيلي" على اهترائه سرّع هذه المقايضة؟
هل كان ثمة تفاهمات روسية إيرانية (تمثلها القيادة الجديدة غير الراغبة بالحرب مع الولايات المتحدة) مشتركة بهذا الشأن في ظل عدم رغبة الصين وأيضا بمواجهة إيرانية مباشرة مع الولايات المتحدة يكون فيها الحصار النفطي من نصيبها وتؤدي بارتداداتها الاقتصادية على العالم إلى ما يوازي الحرب النووية؟
الواضح أن سقوط سورية هو مسؤولية مشتركة للقوى الأوراسية.
المصدر هيثم خزعل
زيارة جميع مقالات: هيثم خزعل