ماذا بعد؟
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
مبادرة الحزب لاستخدام أسلحة غير تقليدية، نقطوية، كاسرة للتوازن، تعني أن «إسرائيل» لن تكتفي بقصف لبنان، بل ستبدأ حربا مع إيران تشترك فيها الولايات المتحدة والناتو بشكل مباشر.
هذا السيناريو يبدو أن إيران لا تريده، ولا الولايات المتحدة الأمريكية ترغب به. لذلك ستستمر «إسرائيل» بتصعيدها النوعي على الجبهة اللبنانية، على أمل جر حزب الله لردود تفجّر حرباً إقليمية.
قضية «إسرائيل» اليوم ليست معبر فيلادلفيا ولا قطاع غزة ولا السنوار ولا مستوطني الشمال... هذه كلها تفاصيل في سياق أهداف الحرب الاستراتيجية، وهي قناعة عموم «الإسرائيليين»، والولايات المتحدة الأمريكية معهم، بأن لحظة وقف الحرب دون نصر حاسم أو ثمن موازٍ لما حصل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر ستضع كيانهم على درب التفكك النهائي.
التصعيد الأخير على الساحة اللبنانية تديره الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر بعد أن استنفدت كل السبل الدبلوماسية من خلال الجولات المكوكية لمبعوثها الخاص إلى لبنان. بات مسموحاً لـ»إسرائيل» فعل كل ما تراه مناسباً، تحت سقف عدم «اندلاع حرب شاملة»، والحرب الشاملة تعني إطلاق العنان للتدمير المتبادل بين طرفي الصراع دون أي رادع، وهو سيناريو قد يحتمله اللبنانيون الذين اعتادوا التهجير والتدمير، لكن «الإسرائيليين» لن يحتملوه بالطبع، وهو ما سيجر الولايات المتحدة للتدخل بشكل مباشر في الحرب.
بالنسبة للحزب، ما هو مسموح وما فيه مصلحة استراتيجية له ولإيران هو الرد على الاستفزازات والضربات «الإسرائيلية» بما لا يودي بالمنطقة إلى انفجار كبير، وهو ما عبر عنه السيد في إطلالته الأخيرة بقوله إن الحرب طويلة وربما تمتد لسنوات.
هذه الحرب لم تبدأ لتنتهي، وهي إن انتهت لن تنتهي بـ»ضربة قاضية»، وعليه فالمنتصر هو صاحب النفس الأطول والأكثر قدرة على التكيف. حماس لن ترفع الراية البيضاء، والحزب لن يوقف جبهة الإسناد، ووحدة الساحات باقية، والاستنزاف الحاصل لن توقفه ضربة أو اغتيال مهما كان حجمه وتأثيره.
 كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات