كيف تقف الحرب؟
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
يقول الحاج عبد القادر رضوان الله عليه، إن الحرب يمكن أن تقف في ثلاث حالات:
- تدمير العدو.
- سلب العدو القدرة على القتال.
- جمود القتال، بمعنى أنه رغم توافر القدرة المادية وإرادة القتال إلا أن المعركة تتجمد، بمعنى عدم قدرة العدو على الحركة، وأنه في هذه اللحظة يطلب وقف القتال ويحصل النصر الإلهي.
بالنسبة للحرب الحالية، كنت قد كتبت سابقاً أن الحرب تستنفد نفسها، وأنها تخطت لحظة الذروة، وأن الاستنزاف الذي يحصل بدأ يضر بـ»إسرائيل» أكثر مما يفيدها.
منذ أسبوع تقريبا ارتفعت أصوات هليفي وغالانت بأن الحرب باتت بلا بوصلة أو بلا أفق، وأنه لا يمكن تحقيق كل الأهداف اعتمادا على القوة العسكرية وحدها، ثم اختفت هذه الأصوات كأنه تم خنقها أو تم الإشارة لأصحابها بأن أوان وقف الحرب لم يحن بعد.
حالة الجمود الميداني الحالي، وانسحاب الجيش «الإسرائيلي» الذي اعتمد في خرقه القرى على قوات النخبة المسبوقة بغارات مكثفة، ثم إعادة رفع السواتر الأسمنتية على المنطقة الحدودية الفاصلة، تشي بأن لا قدرة للمستوى السياسي على تحمل فاتورة اجتياح بري كامل تصل فيه قوات المشاة إلى الليطاني، وأن الإشارات التي يرسلها قادة الجيش من ناحية نقص العديد وعدم الجهوزية والتي يتم تسريبها إلى العلن تشي بأن هليفي لا يريد أن يصبح حالوتس آخر، وبتقديري أن نتنياهو برغم كل عنجهيته لا يريد أن يصبح أولمرت آخر.
قرار الزج بالمشاة والمدرعات يعني احتمال أن يصبح الجنوب محرقة، وهذه خطوة قد تكون انتحارية ويائسة. لذلك نعم، نحن نقترب من لحظة جمود القتال كما وصفها الحاج عبد القادر، لكن دون الوصول إلى لحظة وقف إطلاق النار أو إنهاء الحرب التي لا يزال نتنياهو وفريقه يجد فيها فرصة لقلب الأوضاع في المنطقة.
يستلزم إيقاف الحرب المزيد من الصبر والمزيد من تراكم الإنجازات الميدانية واستمرار وضع كامل الشمال «الإسرائيلي» تحت النار. هذه معركة كسر إرادات اليوم، ولا سبيل لحسمها إلا بمزيد من الصبر والإصرار، بهدف تيئيس «الإسرائيلي»، وهو سوف ييأس في نهاية المطاف.
 كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات