فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

بابتهاج منقطع النظير، استقبل شعبنا اليمني الفدائيين الذين برهنوا أن اليمنيين قادرون على أن يدافعوا عن كرامة الوطن أرضاً وإنساناً. ولقد لاحظ العالم هذه المفارقة بين الأسرى من اليمنيين وأسرى دول العدوان، فبينما ظهر الأسير اليمني ضاحك الملامح مستبشر الوجه خفيف الروح مرتفع المعنويات، اشترط جانب العنفوان –وبرجاء- ألا يظهر الإعلام اليمني وجوه جانب العدوان، وقد نشرت مصادر أخباراً بأن رجاء دول العدوان الجانب اليمني عدم إظهار المعتمدين وجوههم عائد لكونهم أجانب من المرتزقة من كل جنس ولون (أمريكيين و"إسرائيليين" وبريطانيين...)، وشكلت دول هؤلاء المعتدين ضغوطاً على السعودية والأذناب من الإمارات لتسارع إلى إغلاق هذا الملف بإطلاق الأسرى. ولقد وعد الجانب اليمني فوافق على طلب العدوان من ناحية أخلاقية وحسب. أما الأسرى اليمنيون المنتصرون فإنهم بكل تلقائية لم ينكسروا ولم يظهر عليهم أي إرهاب أو ذل أو هوان، يطابق حالتهم ما قاله أبو الأحرار الزبيري:
خرجنا من السجن شم الأنوف... كما تخرج الأسد من غابها
فأنت ترى شعوراً من عزف ما نشيت من عبارات الكرامة والبطولة. لقد وصف "غريفيتث" المندوب الأممي المفاوضين اليمنيين بالحنكة والدبلوماسية والمهارة، مما جعل ممثلة الإمارات في مجلس الأمن تصف المندوب الأممي بما جعله يتعهد بألا يعود لمثل هذا الإطراء مرة أخرى.
إن المقارنة واردة بين طرفين، طرف معتدٍ خسر المعركة ليس له من حق يدافع عنه ولا شرف يرجوه غير عرض يبيعه بأبخس ثمن، فهو عبدٌ ذليل ورفيق زائد عن الحاجة، وبين يمني شريف خرج بلا أشر ولا بطر يدافع عن كرامة أمة ووطن وعرض مصون وشرف يتطاول كبرياء وثقة بالنفس يستمد حركته من تراث أسلافه شموس ذوي أمجاد سجد لها التاريخ وركع لأنفتها الجبابرة العظام.
إن المشاهد البصرية والسمعية أظهرت الأحرار مختلفة أعمارهم بين شباب وكهول وشيوخ لبوا نداء الجهاد مستجيبين لله ورسوله ومسار قرآني كريم. هذه المشاهد وعلى هذا النحو من الاعتزاز والثقة بالنفس تعطي العالم القريب والبعيد درساً واضحاً بأن اليمني يستمد من تاريخه الإقدام والجرأة والشجاعة التي لم ولن تضام أبد الدهر. ولقد نام كثير من أبناء اليمن في الداخل وخارج المطار وكثير منهم ليس له أسير ليشهد طوراً من أطوار الكرامة والعزة. ولقد أحسنت توجيهات رئاسة الجمهورية من صنعاء عندما عزفت موسيقى السلام الوطني للأحرار حين بدا أول حر من باب الطائرة ليجيب أحد الأحرار على سؤال سجان أثيم: ماذا ستفعل في القريب!
قال: سأعود للذود عن كرامة أمتي اليمنية الحرة لتروا ما تكرهون!

أترك تعليقاً

التعليقات