فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
لعل الإنسان نسّاء، وتأتي أحداث كبيرة فتنسيه أكثر، ولذا فإن بعض ما يفاد من صلاة الجمعة تكرار الموعظة كل أسبوع. أما ما أريد أن أذكر به فإنه عنوان المسيرة القرآنية، فهو عنوان خطير جداً، بالغ الخطورة جداً، فهو يقوم على دعامتين مهمتين صلة الوصل بينهما «التعالق» الأساس بين الحاكم والمحكومين، فإذا شغلت «المسيرة» الحاكم وحده بدون المحكومين، فإنه قد يصير طاغوتاً ديكتاتوراً وحشاً.
إن من بعض مفاهيم المسيرة القرآنية التفاعل الإيجابي بين قطبي الحياة المتوائمة ذات الغايات المعمارية لأرض الدنيا وللآخرة! تعمر الدنيا بوسائل السنن الكونية، وتعمر الآخرة بصلة سوية بالله الجليل الأعلى، باعتباره صاحب العدل والجزاء، والوحيد الذي يستحق العظمة والمجد حين يجيب كل مخلوق على سؤال: لمن الملك اليوم؟!
المسيرة القرآنية شرعة برنامجها الصلاح الوطني، وتستمد رؤيتها الوطنية من شريعة العدل التي تقرها السماء وقدوة تمثلتها الأرض عدلا ضد الظلم، وحباً للإنسان باحترام حقه دون سلب، وتكريم له ليكون بحق خليفة الله في أرضه الفسيحة الأرجاء والمترامية الأطراف.
المسيرة القرآنية أنسٌ بأخلاق الله، الذي حرم الظلم على نفسه ولم يفرق في رزقه بين ملحد كافر ضل سواء السبيل ومؤمن سار على الصراط المستقيم. وبناءً عليه فإن المسيرة القرآنية ليست حلية بلاغية يتجمّل بها الكلام ويحسن بها وقع اللغة، وإنما هي شعار، نعم؛ ولكنه في الواقع عبء ضخم يلقى على عاتق رجال بصراء بحركة التاريخ ومجاري سنن الكون بأبعاده الملموسة والمدركة بألباب نافذة ملهمة!
إن الذين يدرسون التاريخ بحياد إيجابي وعدم انحياز يدركون الفرق بين شعار يرفع بدهاء الانتهازية، وشعار يشكل صدى في طريق الجهاد والاستشهاد؛ بين لون الحرباء ولون الغراب الذي لا يستطيع تغيير لونه الأسود إلى أبيض مهما قلد صوت الحمام وعزف أنغام اليمام.
يا أصحاب المسيرة القرآنية، احترموا أنفسكم وكونوا قدوة!

أترك تعليقاً

التعليقات