فرحة معجزة!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
بكل عبارات الفرح والسعادة، بكل تعبيرات البهجة، قابل شعبنا في فلسطين وكل البلاد العربية والإسلامية اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة، وبكل صدق ما أنجزته المقاومة الفلسطينية وحركة حماس، وبمدد صادق من مجاهدي لبنان والعراق واليمن، نجحت الوساطة التي كسرت كل أمنيات يهود ووارتها التراب، فغزة لم تستلم ولم تسلم غزة سلاحها، فهذه غزة التي لا تحمل غير بندقية اشترت معظمها من الجنود الصهاينة أنفسهم، ولا تحمل في جوانحها غير إيمان صادق وعزيمة قوية وثقة كبيرة بوعد الله الصادق المصدوق بالنصر الأكيد، هزت غزة أقوى جيوش الشرق الأوسط بطائراتها الأحدث وصواريخها الأكثر فتكاً وواجه الفدائي الفلسطيني دبابات «الميركافا» وصدور اليهود من مسافة صفر.
إن ما حصل لا يتفق مع منطق الحرب ولا الأشياء. إن ما حصل آية من آيات الله تعالى وسنة من سننه.
إن شعب فلسطين بحق شعب الجبارين المذكورين في القرآن الكريم: {وإذا بطشتهم بطشتم جبارين}، فقد بطش أهل فلسطين بجبروت المقاومة المجاهدة الباسلة بالكيان وجعلوه رغم إمكاناته التي تتجاوز الوصف يستسلم خانعاً ذليلاً ينقاد لكل شروط الإهانة والذل.
إننا نحيي شعبنا شعب غزة البطلة التي خذلها الأشقاء وتعاون عليها الأعداء. فخورون بما أنجزته من بطولة تسجد لها الجباه. وإذا كان شعبنا في غزة قد حقق هذا الانتصار بعونه تعالى، فعليه أن يوحد صفوفه ويحذر الجواسيس والخونة السافلين الذي يقدمون معلومات حساسة للكيان الغاصب مقابل بعض «شيكلات» لا تسمن ولا تغني من جوع.
إن العمالة للعدو الصهيوني تضر بالقضية الفلسطينية من 48 وحتى الآن، ولقد راهن اليهود على الانقسامات بين آليات الكفاح الفلسطيني، وظنوا أن حماس وحدها في الميدان، فطلبوا من الدوحة تفويضاً من كل فصائل فلسطين فباؤوا بالخسارة إذ سلم المفاوضون تفويضاً مطلقاً يبارك الهدنة وما اتفق عليها حماس.

أترك تعليقاً

التعليقات