فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
أشعر بغير قليل من الحرج وأنا أستمع لهذا الثناء العاصر الذي يهب أريجه من ‏غزة، يشيد بنصر أبناء اليمن لأهل فلسطين.‏
لست وحدي الذي يشعر بالحرج من هذا الثناء الذي تقشعر منه جلود ‏اليمنيين، لأن هذا النصر إنما رآه كل أبناء اليمن واجباً شرعياً وأخلاقياً ‏وموقفياً شاملاً بأبعاد مختلفة تجتمع فيها جميع مكارم الأخلاق عند كل ‏إنسان في كل المعمورة.‏
سكت العالم وبخاصة أصحاب مؤتمرات «القما...» فلم يحرك هذا العالم ‏وبخاصة الذين اشتراهم المال الخليجي، ساكناً وهذا العالم يشاهد عمارات ‏شاهقة تنهال على أناس في سكنهم الآمن، أطفالاً وشيوخاً ونساءً (أو هم قابلون)! ‏وللتذكر فإننا نحمد لدول قطر وأمريكا ومصر صنيعهم في الوساطة بين ‏الكيان الصهيوني الدخيل وفلسطين، فإن عليهم أن يلاحظوا مئات الجثث ‏تحت الأنقاض.‏
إن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين تظهر أمام الشهود والأشهاد ترى ثلاثة من ‏اليهود الذين أسرهم المقاومون في أرض المعركة يقتلون أهل الحق مقابل ‏المئات من أهل فلسطين!‏
وللذكر فإنه سواءً من اليهود أو الفلسطينيين قبل الاتفاق على الإفراج ‏يقدم كل طرف قائمة بأسماء الذين يود الإفراج عنهم وفق اعتبارات ‏‏(كفاتية) عامة وشخصية وأخرى، إضافة إلى شيء يتعلق بالناحية ‏الدينية، ذلك أن التوراة التي حرفها أحبار اليهود تقضي ألا يدفن ‏‏»الإسرائيلي» إلّا في «أرض الميعاد»، بل يقدم أسير (الجهاز العظمي) على ‏الأسير الحي لأن «إسرائيل» إذا لم تقدم الجثة «العظيمة» على «الإسرائيلي» ‏الحي فهي «دولة» ملعونة في التوراة!‏
أذكر من باب العزة لله ولرسوله ولأهل فلسطين بالنشوة والسعادة المطلقة ‏أن يهود قد شعروا بمرارة الذل والانكسار والهزيمة ومئات يهود يقفون ‏على منصة الإفراج التي ظهرت فيها وعود الكيان الصهيوني كاذبة حين ‏صرح النتن ياهو بأنه سيقتل حماس وسيحرر الأسرى و... و... فانتصرت ‏إرادة الفلسطينيين الذين يحرجون اليمنيين بثناء لا تستوعبه مروءتنا.‏

أترك تعليقاً

التعليقات