فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
إلى عهد قريب كنا نسمي التواصل مع الاحتلال الصهيوني "عمالة". أما الزعماء العرب فكنا نفهم إذا ما تواصلوا مع هذا الكيان أنهم خونة رجعيون. وسجل تاريخ العلاقة الخيانية للشعوب حين طار زعيم عربي بهيلوكوبتر إلى منطقة فلسطينية ليخبر جولدا مائير بساعة صفر الحرب ضد الكيان اليهودي، فتأجل موعد الضربة الأولى، بسبب خيانة "جلالته"!
إذن العلاقة "الإسرائيلية" وبعض زعماء العرب علاقة مودة من زمان، فقط لم تكن معلنة. أما اليوم فإعلانها أصبح يمثل شجاعة أدبية، كون هذه العلنية تعني حماية هذا النظام أو ذاك، فقطر تفتح مكتب علاقات مع الكيان الصهيوني، وسمو الأمير مسؤول المخابرات السعودية يزور فلسطين المحتلة أكثر من مرة، بينما أمر جلالة والده بمضاعفة ميزانية المساعدة لليهود، أما جده فقد أمر بأن تعطى فلسطين "للمساكين اليهود" ونشر التاريخ هذا الكرم بخط الأميّ القبيح. ونحن أطفال لا نفهم عبارة الزعيم الذي حمل أبناء تعز سيارته فوق الرؤوس عندما ندد بالرجعية العربية: "إن على بريطانيا العجوز أن تحمل عصاها وترحل من جنوب اليمن، وإن على الشعوب العربية أن تتحرر من الرجعية والاستعمار"، فالآن عرفنا هذه العبارة. قبل سنوات ضج أحرار العرب حتى هيئة المنكر التي أنجزها وهابيو السعودية عندما بدأت موجة التقريب الماثلة في الشباب السعودي العائدين من بلاد "الكفار"، وكان هذا السلوك الكفري يحرج جلالة الملك، فعرض مستشاره أن تكون البحرين ماخوراً خلفياً، ولما قررت بعض القوى الانقلاب على الخليفة استنجد بجلالة السعودي الذي أرسل قوة "درع الجزيرة" لاحتلال البحرين، وقد كان، بل لقد كان هذا الماخور المكان المناسب لعقد "صفقة القرن" بحروفها الأولى.
عمان تستقبل نتنياهو، والإمارات تستقبل وزير خارجيته، والسمو الملكي السعودي يهبط في أرض فلسطين... فهل فهمنا معنى الرجعية والصهيونية والرجعية العربية الآن؟!

أترك تعليقاً

التعليقات