يترقبُ الشارع اليمني لحظة إعلان تشكيل حكومة تمثله داخلياً وخارجياً، وتكون حلاً لكثيرٍ من الإشكالات التي يواجهها بسبب عدوانٍ سافرٍ دمّر كل شيء، وتمادى في قتل اليمنيين بمختلف أسلحته الفتاكة، في ظل صمتٍ دولي مخزٍ، وظروف حرجة يمرُّ بها البلد، والتي تستدعي ضرورة وجود حكومة تتحمل مسؤولية إدارة المرحلة الراهنة.. أسباب تأخر الإعلان عن تشكيل الحكومة وغيرها من القضايا المهمة، ناقشتها صحيفة (لا) مع العديد من الشخصيات، ضمن السياق التالي..
كيان يمثل البلد والمواطن
بدأت أزهار محمد (طالبة جامعية) رأيها بالقول: إن وجود الحكومة مهم جداً، لما يتطلبه الواقع الذي يمر به البلد، ولتسيير أمور المواطنين من احتياجات وخدمات، وليشعر المواطن أن له كياناً يمثله في البلد داخلياً وخارجياً. ويوافقها في الرأي عاصم عبدالقدوس (مواطن)، مضيفاً على كلامها، بضرورة وجود حكومة (ليشعر بالأمن والاستقرار)، كونه بات مطلباً ملحاً، وداعياً إلى سرعة تشكيل حكومة، لأن الوضع أكثر حساسية ولا يحتمل التأجيل.

تحمل مسؤولية إدارة المرحلة
أ/ علي جاحز (صحفي ومحلل سياسي) يقول: بالطبع من المهم جداً تشكيل حكومة إنقاذ وطني، وهذا المطلب ليس جديداً، وكان من المفترض أن يتم منذ بداية العدوان على اليمن، وهي تعد مطلباً شعبياً وسياسياً، وذلك لعدة اعتبارات، أهمها تحمل مسؤولية إدارة المرحلة بشكل مؤسسي ودستوري يحرج المجتمع الدولي، ويسحب بساط التذرع بالشرعية، إضافة إلى أن بإمكانها أن تمد خيوط التواصل مع العالم بشكل مؤسسي، وتمثل الشعب والثورة في آن واحد، على طاولة المفاوضات، باعتبارها حكومة الداخل مقابل حكومة الخارج في أسوأ الحالات، مستدركاً بأن تشكيل حكومة يشارك فيها كل المكونات سيسد الكثير من الثغرات داخل الجبهة الوطنية، باعتبار أن الحكومة ستكون ممثلة للجميع، ولن تحصل أية مكايدات في ما يخص الأداء الحكومي وأداء المؤسسات، سواء كانت النتائج مرضية أو مخيبة.. 

غيابها يخدم العدو ويضر بالقوى الوطنية
ويؤكد جاحز أن بقاء البلاد دون حكومة يترك فرصة للعدو في خلق الذرائع والمبررات، سواء على المستوى السياسي ومزاعم الشرعية، أو على المستويين الاقتصادي والعسكري، وما يقال إن من يسيطر على المؤسسات ميليشيات وعصابات وما إلى ذلك.. كما أن ذلك يفوت فرصاً كثيرة على القوى الوطنية في التخاطب من منطلق دولة ومؤسسات، وليس من منطلق مكونات سياسية..
ويضيف جاحز: صحيح أن لدى القوى اعتبارات أخرى في إبقاء البلد بدون حكومة، أهمها الخشية من مواجهة ضغوط وأساليب حرب قوية في حال اتخذت الخطوة، باعتبارها تقطع حبال ما يسمى التفاوض والحل السياسي، ولعل خطوة نقل البنك كانت رد فعل على إنشاء المجلس السياسي، واستباقاً لتشكيل الحكومة كأداة ضغط.. 

استكمال لشرعية المجلس السياسي
وفي ذات السياق، يؤكد الأستاذ إبراهيم طلحة (مدرس مساعد في جامعة تعز)، أن الحكومة في أي بلدٍ في العالم، هي الجهة المنفذة لمطالب الشعب، ولا تتوقف أهميتها عند المسار السياسي فقط، بل تتعداه إلى الوعي الجمعي الجماهيري، فليس الشعب معزولاً عن حكومته، وليست الحكومة معزولة عن شعبها، أو هذا هو المفترض، مضيفاً: ولا يجب النظر إلى نوع الأهمية هنا، بل إلى إلحاح المطلب، وضرورة تنفيذ الطموح الشعبي بتشكيلها قبل أن تفضي حالة الخلل الحكومي أو الفراغ الحاصل إلى فوضى غير خلاقة وغير مأخوذة في حسبان أحد.. توافقه في الرأي كفاية دائل (ناشطة وإعلامية) التي تضيف: إن وجود الحكومة يعتبر استكمالاً لقانونية وشرعية المجلس السياسي الأعلى الذي منح الثقة من مجلس النواب، وتعتبر سحب البساط الدستوري عن حكومة الفارين التي مُنحت الثقة من خلال حكومة بحاح، الذي تمت إقالته من قبل هادي وتعيين بن دغر خلفاً عنه..

نزع الثقة عن حكومة الفنادق
تستدرك دائل: الحكومة القادمة ستكون دستورية، لأن مجلس النواب سيمنحها الثقة، وستباشر عملها في تثبيت دعائم الدولة وتلبية متطلبات المواطن اليمني ومواجهة العدوان وأذنابه وأذياله، ونزعاً للثقة عن الفارين إلى فنادق الرياض، وفي ظل غياب الحكومة هنا تبقى شرعية الفنادق قائمة حتى تنال الحكومة المشكلة الثقة من مجلس النواب، وتباشر مهامها وواجباتها..

حماية الجهاز الإداري للدولة
الدكتور فتح الدين صالح درموش (مستشار وزارة المياه والبيئة)، يقول: أهمية تشكيل الحكومة في الوقت الراهن تكمن في حاجة المجتمع (الشعب) إلى حكام ومنفذين لإدارة المجتمعات الإنسانية، هذا من ناحية..
ومن ناحية أخرى تكمن الأهمية في تعزيز سلطة الأمر الواقع، وإكساب شرعية أكبر وإضافية لاكتسابها القوة والفاعلية والكفاءة. مبيناً أن تشكيل الحكومة له أهمية بالغة حتى تحافظ على ديناميكية الجهاز الإداري للدولة، وحمايته من الانهيار، وبالتالي تحقيق المنفعة والأهداف المرجوة لها كحكومة إنقاذ وطني لها مهمة صعبة في ظل هكذا ظروف استثنائية من أجل تحقيق الصالح العام للشعب اليمني بالشكل المطلوب..

تحفيز العمل السياسي
الأستاذ حسن شرف الدين (صحفي وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد الإعلاميين اليمنيين)، يرى أن أهمية تشكيل الحكومة تأتي من أهمية تشكيل المجلس السياسي الأعلى الذي تم تشكيله بالاتفاق التاريخي بين أنصار الله وحلفائهم والمؤتمر الشعبي العام وحلفائهم.. ويضيف: وتعتبر خطوة في إطار تحفيز العمل السياسي، ومخاطبة الخارج والداخل، في إشارة واضحة وقوية إلى أن المسار الثوري والسياسي يمشي بخطى سليمة ومتأنية نحو الاستقلال الكامل من السيطرة السعودية والهيمنة الأمريكية.. 

نريد حكومة شرعية
الأستاذة أمة الملك الخاشب (ناشطة سياسية ورئيسة تحرير مجلة الهدهد)، تقول: لا يختلف اثنان حول أهمية تشكيل حكومة في صنعاء في هذه المرحلة، لأن الحكومة هي مطلب الملايين التي خرجت تبارك الاتفاق السياسي، ولأن المجلس السياسي ولد من رحم الإرادة الشعبية الكبيرة في ذلك الخروج التاريخي للسبعين؛ الذي لم يسبق له مثيل، ولأن مجلس النواب منح الشرعية للمجلس السياسي. وتوضح أن الملايين من الشعب غامروا بحياتهم في ظل تحليق الطيران، وتجاوزوا كل التحديات، ومنحوا الشرعية للمجلس السياسي الذي أدى أعضاؤه اليمين أمام أعضاء مجلس النواب.. وتختم قولها: لذلك لا بد من تلبية مطالب وآمال الشعب اليمني، الصابر والصامد، والذي يريد أن تكون له حكومة شرعية يواجه بها العالم..
أما الإعلامية رند الأديمي تبدأ رأيها قائلة: الحكومة مهمة جداً في الوضع الراهن، وفي الوقت الذي يلوح العدو ومرجفوه بأن أنصار الله يريدون الانفراد بالحكم والانقلاب على جميع الأحزاب. وتضيف: جاء المجلس السياسي ليؤكد مخرجات الحوار، ويؤكد أن كل طرف سيكون له يد في هذا البلد، وبالتكاتف وعدم إلغاء الآخر..

مطلب شعبي
(في كل الأحوال سيظل تشكيل الحكومة مطلباً شعبياً وسياسياً وعسكرياً وأمنياً واجتماعياً واقتصادياً)، بهذا التأكيد يدعم أ/ جاحز رأيه، ويضيف: ولا أعتقد أن عدم تشكيلها في المراحل الماضية كان خذلاناً للشعب، بقدر ما كان لاعتبارات سياسية ودبلوماسية.. موضحاً أن رئيس اللجنة الثورية صرّح ذات مرة حين قال إن تأخر تشكيلها هو لإعطاء المفاوضات فرصة، ولإعطاء العالم فرصاً لكي يوقف العدوان والحصار، وينجز حلاً سياسياً.. ويستدرك: لكن بعد تشكيل المجلس السياسي، لم يكن ثمة بد من تشكيلها باعتبارها إحدى خطوات الاتفاق السياسي بين المؤتمر وأنصار الله.

ما وراء الكواليس
ويضيف جاحز أن السيد القائد كان دائماً يدعو إلى تشكيل الحكومة، ويستطرد: اليوم نستطيع أن نقول إن عدم تشكيلها بعد الوعود الكثيرة من الرئيس صالح الصماد بقرب تشكيلها، يعد خذلاناً للشعب الذي خرج فرحاً إلى السبعين يؤيد تشكيل الحكومة، وأعتقد أن هناك تباينات وتجاذبات وراء الكواليس حول المحاصصة، وهي القشة التي يمكن أن تقصم ظهر الصمود والتضحية والتصدي والتلاحم الشعبي الواسع، خاصة إذا كان ثمة من ينظر لحصته في الحكومة مكسباً خلال هذه المرحلة الصعبة التي يعد العمل فيها جهاداً وكفاحاً ونضالاً، وليس مكسباً..

ترتيب البيت اليمني
(هذا يكون بالنظر إلى اعتبارات معيشية وحياتية يومية قبل أي شيء.. فأنت لا تستطيع ترتيب بيتك وهو خالٍ منك ومن أهلك ومن يعيشون معك.. من يرتبه سواكم؟).. بهذا التساؤل يواصل أ/ طلحة حديثه.. مضيفاً: تشكيل الحكومة مطلب شعبي ضروري لي ولك وله ولها ولهم ولهن ولنا جميعًا.. مصالح البلد تتوقف خدماتها على شروع كل دائرة في أعمالها، وإلا فنحن نعيش بالبركة، ولن تكتمل مهام ولا أعمال.. ويختم حديثه قائلاً: نعم تسير الأعمال أحيانًا بصورة استثنائية وبدون تدخل الجهاز الإداري.. ولكن ليس ذلك على كل حال..

استمرار الفراغ الحكومي يزيد المعاناة
وتؤكد كفاية دائل رؤيتها حول ذلك بالقول: إن الحكومة تظل مطلباً شعبياً ملحاً، لأنها المعنية والمخولة في إدارة شؤون الدولة وتلبية متطلبات المواطن الحياتية.. وحالة استمرار الفراغ الحكومي يعني مزيداً من المعاناة في شتى الجوانب، لعل أهمها إيقاف عجلة البناء، وتوقف صرف مرتبات الموظفين، علاوة على حالات الفساد التي انتشرت مؤخراً لتنهش في مؤسسات الدولة ومرافقها برغم الحالة الاقتصادية المتدهورة جراء العدوان الغاشم والحصار الخانق براً وبحراً وجواً، وهذا ما يزيد من تفاقم معاناة المواطن البسيط...

ضرورة إعلان الحكومة سريعاً
د. درموش يوضح أن تشكيل الحكومة مهم جداً نظراً لمعاناة المواطنين من كوارث عدة يوماً بعد آخر، نتيجة عدوان غاشم، ونتيجة أخرى هي العجز في إدارة شؤون البلد من قبل حكومة القائمين بالأعمال. ويضيف: لا بد من الإسراع في تشكيل حكومة جديدة قادرة وفاعلة وكفؤة لترتيب البيت اليمني، ومعالجة القضايا ذات الأهمية القصوى، وفي مقدمتها القضايا الاقتصادية والسياسية، لرفع المعاناة عن كاهل الشعب اليمني الصامد في ظل عدوان جائر.. 
ويختم درموش: لا بد من وجود حكومة ذات كفاءات إدارية واقتصادية ترعى مصالح الشعب الأساسية كالغذاء، والدواء، والمشتقات النفطية وغيرها من الاحتياجات التي تجشم المواطن في سبيل الحصول عليها كل الصعاب بسبب عدم توفر الرواتب، واختفاء الكثير من السلع والخدمات وعدم السيولة النقدية..

شائعات وتخبط سياسي
(من أهم عوامل تشكيل الحكومة وجود شخصية متفق عليها بين أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام على رأس الحكومة ممثلة بالدكتور عبدالعزيز بن حبتور).. بذلك واصل أ/ شرف الدين حديثه، ويضيف: أن الأنظمة الدولية تحتاج إلى جانبٍ أكثر شرعية.. وهو ما حصل عليه المجلس السياسي الأعلى من موافقة وتأييد من مجلس النواب، الذي يعد المجلس التشريعي الأعلى في البلد، وتشكيل حكومة يعطي دفعة قوية لتأييد المجلس.
ويتابع شرف الدين بالقول: ستستمر الشائعات من الطرف الآخر بأنه هو المسيطر على القرار السياسي، وأن عدم قدرة المجلس السياسي الأعلى في تشكيل حكومة مؤشر إلى ضعفه وعدم قدرته على إدارة البلاد في الوقت الراهن.. كما أن تأخر تشكيل الحكومة يزيد من تفاقم المشكلة الاقتصادية والإدارة، وتشكيلها سيحد من كثير من المشاكل التي تحتاج إلى حكومة متفق عليها ومقرة من مجلس النواب..
 
إسكات المرجفين والمنافقين
ويستطرد شرف الدين قائلاً: المواطن العادي يعول على الحكومة القادمة الكثير والكثير، خصوصاً وأنها ستحاول تلبية احتياجاته ولو في الحد الأدنى، في ظل استمرار الحصار والعدوان السعودي الأمريكي..  ويختم بالقول: إن البلد بحاجة إلى تشكيل الحكومة، ليس لسد الفراغ في مجلس الوزراء فقط، وإنما لسد أفواه المرجفين والمنافقين الموجودين في الرياض. وعدم تشكيلها يمثل خذلاناً للشعب الذي خرج لميدان السبعين تأييداً لتشكيل المجلس السياسي الأعلى، وبالتالي هو يعول على هذا المجلس.. وإذا لم يقم بمهامه ابتداء بمواجهة العدوان السعودي الأمريكي في مختلف الجبهات، وإيجاد معالجات في حدودها الدنيا للقضايا الاقتصادية، خصوصاً المرتبات.. ولمعالجة هذه القضايا والوقوف أقوى ضد العدوان، يحتاج إلى تشكيل حكومة في أقرب وقت. 

لا يستحق الشعب المزيد من الخذلان
(أن تبقى البلاد بدون حكومة في مثل هذه الظروف معناه أمرين) توضحهما أ/ أمة الملك الخاشب بقولها: أولاً: خذلان الشعب الذي منح ثقته للمجلس السياسي ووضع كل آماله عليه، وأعلن استعداده لدعمه بكل ما يستطيع، فأعتقد أن الشعب اليمني لا يستحق المزيد من الخذلان، وهو شعب حر أبي وفي، يلبي النداء في أي وقت يطلبونه.. ثانياً: مع معرفتنا بأهمية الإسراع بتشكيل حكومة، إلا أنه يجب علينا مراعاة الظروف الاستثنائية الصعبة التي تمر بها البلاد، والتي هي في أمس الحاجة لأبنائها الشرفاء المخلصين..

منح الفرصة والوقت
وتختم الخاشب: علينا ألا نهاجم المجلس السياسي الأعلى، وألا نتهمه بالفشل، لأننا بهذا الشكل نكون متسرعين، ولم نعطِ المجلس فرصة ووقتاً كافيين حتى يرتب أموره، ويتغلب على كل العقبات والعراقيل الصعبة التي يواجهها، مع علمنا أن هناك من ينفخ في الكير، ويحاول بث الفرقة والفتنة وزرع الخلاف بين التيارين المكلفين بتشكيل الحكومة، ولن تكون هناك آثار كبيرة لو تأخرت الحكومة عدة أيام أو أسابيع قليلة، لأنه سيتم إعلانها بإذن الله رغم كل المؤامرات التي تحاك ضدها لإفشالها، وعلينا أن نأمل أن التأخير ربما يكون فيه خير لتخرج حكومة تكون ملبية لآمال الشعب وتطلعاته..

لا حياة مع اليأس
الشعبُ ينتظر بارقة أمل تلوح له في الأفق، وينتظر تلاحم كل القوى السياسية في طاولةٍ واحدة لانتشاله من حالات التخبط.. بذلك تحدثت رند الأديمي عن أهمية تشكيل الحكومة، مضيفة: أن يداً واحدة لا يمكنها أن تصفق، ولكن الأيادي المتلاحمة هي التي ستوصلنا إلى بر الأمان.. وعواقب تأخر إعلان الحكومة يأتي لصالح الجميع، ألم يقل العرب في أمثالهم القديمة كل تأخير فيه خير؟ وحسب الأديمي: حتى وإن ظهرت بعض الخلافات بين المؤتمر وأنصار الله، هذه الأيام، إلا أن الخلافات شيء طبيعي، ونحن في صدد قرارات مصيرية وفي اختيار الكفاءات. وتستدرك: ولكن في قراءة رأيي للشارع سنجد الأوساط الشعبية قد فقدت الأمل في تشكيل الحكومة في الوقت الذي لابد للشعب الإيمان بحنكة قادتنا، وألا ييأس لأنه ما يزال يقفُ بعزيمةٍ رغم عدوانٍ طالت أيامه، ومع ذلك لم يعرف إليه اليأس سبيلاً.. 

تغليب مصلحة الوطن
 يقول جاحز حول المسؤول عن تأخير إعلان الحكومة: لا أوجه اتهامات لأحد بعينه، أو لطرف بعينه، بقدر ما أود أن أدعو الجميع إلى تغليب مصلحة الوطن والسمو فوق المصالح الضيقة، والتنازل الداخلي خير من التنازل للخارج، خصوصاً وأن المرحلة تقتضي جهوداً استثنائية وسلوكاً سياسياً استثنائياً.
من جانبه، يقول طلحة: يفترض بنا أن نتحمل المسؤولية جميعًا في التعاطي مع الموضوع، ولا نتبادل الاتهامات، بل نتبادل الحلول الممكنة ونتداولها.. ويمكن الاستفادة في هذا الجانب من آراء المختصين، والتسريع بتفعيل الحلول المطروحة من أهل التجارب والمعرفة، كالاقتصاديين في ما يخص الجانب الاقتصادي، والأكاديميين والتربويين والسياسيين في مجالاتهم المختلفة. وبرأيي الشخصي يمكن تسمية أعضاء الحكومة استنادًا إلى سيرهم الذاتية والعلمية الوطنية، وإخطار المجاميع السياسية والثقافية والاقتصادية وغيرها من مجاميع العمل وكيانات النظم النقابية في البلد، بسرعة ترشيح من تراهم مناسبين للاشتغال في هذه الظروف الحساسة، مع أخذ الاعتبار بمستوى الرضا الشعبي الجماهيري عن هذه الأسماء، وتنويع التشكيلة بحيث تستوعب جميع المكونات الفاعلة قدر الإمكان.

بين الكفاءة والمحاصصة
د. درموش يرى أن تأخر إعلان الحكومة يتمثل بسببين يراهما مهمين؛ أولاً: رغبة الأطراف المتحاصصة في اختيار شخصيات ذات كفاءة عالية لتولي الحقائب الوزارية، ويرى أن ذلك سبب إيجابي، ثانياً: قد يكون متمثلاً في صراع الأطراف المتحاصصة على الحقائب الوزارية، ورغبة كل طرف بأخذ نفس الحقيبة، مما يؤدي بالتالي إلى تأخير الإعلان عن تشكيل الحكومة.

هؤلاء مسؤولون
أ/ حسن شرف الدين يحمّل أعضاء المجلس السياسي الأعلى المسؤولية بالدرجة الأولى عن تأخر تشكيل الحكومة، يشاركهم في ذلك القوى الوطنية المشاركة في تشكيل المجلس السياسي الأعلى..
ويضيف بقوله: كما هي المسؤولية منوطة أيضاً برئيس الحكومة الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، هؤلاء جميعاً عليهم تقع المسؤولية.. وأية عواقب عن تأخير الحكومة يتحملون مسؤوليتها.. ويفضل تشكيلها في أقرب وقت ممكن، لمواجهة ثالوث كبير يعانيه الشعب اليمني: (عدوان واقتصاد وسياسة خارجية). 

ضغوط خارجية
أ/ أمة الملك الخاشب ترى أن من أهم أسباب تأخر إعلان الحكومة ضغوطاً خارجية تمارس على طرف ما.. كذلك تخوف بعض الأطراف من تحمل المسؤولية في مثل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.. فعلى كل السياسيين أن يغلبوا مصلحة الوطن على المصالح الضيقة. وتختم: ولا يوجد شخص بعينه مسؤول عن سبب التأخير، لأنه من الطبيعي في ظل هذه الظروف والضغوط أن يتأخر الإعلان عن الحكومة، حتى يتم ترتيب الأوضاع.. وعلينا قراءة تاريخ بعض الدول لنعرف ونتأكد أنه من الطبيعي التأخير عدة أيام، ولكن الذي يعتبر غير طبيعي هو ألا تعلن حكومة نهائياً، وهذا ما يستبعد، أو غير الطبيعي أن يتم الإعلان عن حكومة مستعجلة دون التمهل ودون دراسة كل الشخصيات المرشحة لشغل المناصب الوزارية، حتى لا نكرر الأخطاء.

حكومة شراكة
الإعلامية رند الأديمي تقول: إن تأخير إعلان الحكومة يأتي من تشبث أحد الأطراف بالحيازة على أكثر من نصف الوزارات، في الوقت الذي يلوح الطرف الآخر أن تتكون حكومة الإنقاذ من اللقاء المشترك أيضاً، وهذه الخلافات ستنتهي حتماً، وسيقتنع الجميع بضرورة إشراك كل الأحزاب في هذه الحكومة، ولابد أن يفهم الجميع أن الوطن للجميع، إلا من كان خائناً وباعه بالثمن الزهيد، ويحتمي بفنادق الرياض وتركيا، أما من ظل هنا في الوطن، فله الحق في الوجود في هذه الحكومة، وله الحق في أن يمد يده للبناء. وفي الأخير أقول الوطن هو أنا وأنت وهو، وليس إما أنا، أو إما أنت، حسب تعبير الأديمي.

مسؤولية جماعية
الإعلامية كفاية دائل تقول: في نهاية المطاف يبقى الجميع مسؤولين عن تأخير الإعلان، لأننا نمرُّ بمرحلةٍ حاسمة وفاصلة من عمر اليمن، ويجب فيها الالتفاف حول المجلس السياسي الأعلى ودعمه ومساندته والتسليم له والائتمار لأوامره كسلطة شرعية تمثل الجميع، والخروج عنها خروج عن الصف الوطني وخيانة لدماء الشهداء الأطهار وللوطن قبل كل شيء. 
إذن، يتفق الجميع بأن وجود حكومة مطلب شعبي تقتضيه ضرورات وجود كيان حكومي يقوم بترتيب البيت اليمني وتحمل مسؤولية إدارة المرحلة الراهنة بشكل مؤسسي ودستوري بما يحقق الصالح العام للشعب اليمني ورفع المعاناة عنه جراء العدوان الغاشم والحصار الجائر، وبالتالي فإن تأخر الإعلان عنها رغم الوعود الكثيرة يعد خذلاناً للشعب الذي خرج مؤيداً للمجلس السياسي، ومطالباً بضرورة الإسراع في تشكيل حكومة.
الشعب لا يزال في انتظار بارقة أمل تلوح له في الأفق حاملة معها إعلان تشكيل حكومة وطنية تواجه ظروف المرحلة الراهنة، ويتمنى ألا يطول انتظاره كثيراً.