في ما يتعلق بمعركة مركز قضاء القائم، تمكنت القوات المشتركة في أقل من 24 ساعة من تجميع محاورها الخمسة القادمة من الجنوب والجنوب الشرقي والشرق، والتحرك غرباً باتجاه مركز القضاء، لتسيطر خلال ساعات على كل أحياءه، وعلى رأسها حيي الكرابلة وسعدة، بجانب أحياء غزة والسكك والنهضة الغربية والنهضة الشرقية و17تموز والصناعي والشام و7نيسان والجماهير والسلام والرسالة واليرموك والأمين، وقرى العماري والصفراء وجباب والبيضة وأم الولف وأم تينة وحسين العلي، ومناطق البوحاجم والبطيخة والملعب وحقول عكاز الغازية ووادي الجابرية. لتكتمل السيطرة على كامل القضاء خلال ساعات معدودة، وتحقق القوات أهدافها المرحلية من عمليات مركز القائم بالسيطرة على معبر حصيبة الحدودي مع سوريا والمزارع الملاصقة له، والسيطرة على جسر الرمانة شمال شرق القضاء، وهو يؤدي الى ناحية الرمانة وقضاء راوه.

هذه السرعة في السيطرة على مركز القائم، سمحت بتنفيذ عمليات راوه والرمانة بنفس الوتيرة، فبدأت قوات عمليات الجزيرة وعلى رأسها الفرقة السابعة مشاه والثامنة مشاه ميكانيكية، عملياتها باتجاه ناحية الرمانة، فعبرت الجسر المؤدي لها باتجاه شمالي الفرات، وسيطرت عليها وعلى قراها التي تقع جنوب غرب قضاء راوه، ومنها الباغوز والبوشعبان والعش ودغيمة وختيلة والبوحردان والبوفراج والبوعبيد، بالإضافة الى قرية الخور ومجمعها السكني، لتبدأ فعلياً عملية اقتحام قضاء راوه.

لم تستغرق عمليات راوه سوى ساعات معدودة أيضاً، فسيطرت القوات بسرعة على أحياء القضاء ومنها القادسية وراشد والعسكري وراوه القديمة والجديدة وأبو كوة والقادسية والأزرشية، وقرى جرن الجزيرة والتاجة والدير والجديش والجامية والصمة والبودية والبيضة والجعبرية والحسانية وجبيل والسمسية.

بهذه النتيجة، أصبح وضع تنظيم داعش في العراق شبه منتهي، ولا يتبقى له سوى قطاع يبلغ عرضه 150كم يقع في صحراء الحضر غربي الموصل بطول 55كم بموازاة الحدود مع سوريا، وهي قطاع مطوق بقوس ناري يمتد من شمال صحراء الحضر مروراً بناحية القيارة ومناطق الشرقاط والحويجة وبيجي، وصولاً الى حديثة وعنه وراوه والقائم. القوات العراقية باتت مسيطرة بشكل كامل على المعابر الحدودية بينها وبين سوريا وهي معبر الوليد شمال غرب الرطبة، ومعبر حصيبة غربي القائم، والمسافة التي بينهما، وأتمت تطهير طريق الإمداد بين الحويجة وبيجي، ليكون القوس الناري جاهزاً لإطلاق قريب لعمليات تطهير المناطق الصحراوية المتبقية.

برغم هذا الموقف الميداني الممتاز، الا ان القوات المشتركة مازالت تواجه تحديات جدية سواء في تواجدها بالمناطق الكردية، او في مواجهتها لهجمات عناصر داعش. تعرضت قوات سرايا السلام التابعة للزعيم الديني مقتدى الصدر الى هجوم انتحاري في كركوك، تزامن مع هجمات أخرى ضد القوات العراقية في حي القادسية، وضد قوات الفرقة العشرون في قرية هنجير شرقي كركوك، هذه الهجمات وأن تم احتوائها سريعاً، الا انها دقت ناقوس خطر جدي، خاصة في ظل جمود أفق أي أتفاق بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان، أتخذ مقتدى الصدر قراراً بسحب قواته من كركوك، لتتبع بذلك قوات الحشد الشعبي التي أخلت مواقعها في المدينة في وقت سبق لصالح القوات الاتحادية، وشرعت قوات الجيش العراقي في عمليات تفتيش ودهم في عدة مناطق بكركوك منها منطقة الشورجة على خلفية ما حدث.

بالنسبة لهجمات عناصر داعش، هاجم التنظيم مواقع القوات العراقية بمنطقة البوحمدان في قضاء الحويجة بعدد كبير من المقاتلين، الهجوم أستمر لعدة ساعات وأستهدف قرى على الحمداني والنكار والتمايمة، لكن تم التصدي للمهاجمين الذين فر أغلبهم الى مناطق صحراء الحضر. كذلك أحبطت قوات الحشد الشعبي عدة هجمات محدودة للتنظيم، منها هجوم على معبر تل صفوك الحدودي شمال غرب الموصل، ومحاولتي تسلل الى جزيرة الصينية شمالي صلا الدين، وهجوم على قرية البوعيس بناحية مطبيجة شرقي صلاح الدين.

نفذت القوات العراقية بدعم جوي عمليات تطهير استباقية في مناطق غربي تكريت، حيث هاجمت أنفاق لداعش على تخوم قرية الشيحة، ونفذت قوات الحشد عمليات مماثلة في منطقة نفط خانة شمال شرق ديالى.

محمد منصور