أجمعت المواقف الدولية الصادرة اليوم الأربعاء على خطورة الخطوة التي يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتخاذها بشأن القدس المحتلة والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها.

ولم يرحّب أي طرف دولي ما عدا إسرائيل بالخطوة المرتقبة للرئيس الأميركي تجاه القدس المحتلة، حيث رحّب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعلان ترامب المرتقب عن القدس، وقال "هويتنا التاريخية والقومية تحصل على تعبيرات جوهرية جداً في هذا اليوم". 

 وأعلنت الخارجية الروسية أن موسكو تشعر بالقلق إزاء الوضع الصعب بين إسرائيل والسلطات الفلسطينية، مؤكدةً أن الموقف قد يزداد سوءاً.

وزير الخارجية البريطانية بوريس جونسون قال إنه يتابع بقلق التقارير عن عزم الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وفي تصريح له أمام صحفيين في بروكسل طالب جونسون بانتظار خطاب ترامب وأضاف "نعتقد تماماً أن القدس يجب أن تكون جزءاً من تسوية نهائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

وأشار بابا الفاتيكان إلى أن الاعتراف بحقوق الجميع في الأرض المقدسة في القدس هو شرط أساسي للحوار بهذا الخصوص.

أما الصين فأبدت قلقها من تصعيد في الشرق الأوسط إذا اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.

من جهته أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى فلسطين أنّ وضع القدس يجب أن يكون موضع تفاوض.

المتحدث باسم الحكومة التركية أشار إلى أنّ الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل سيزج بالمنطقة والعالم في آتون حريق لا نهاية له في الأفق، في وقت شدد فيه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنّ نقل السفارة سيكون خطأ جسيماً والعالم كله يعارضه.

بدوره قال المتحدث الرئاسي التركي إن منظمة التعاون الإسلامي ستجتمع في 13 من الشهر الحالي في اسطنبول لتنسيق الرد على مسألة القدس المستجدة. 

 

اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب السبت المقبل

ويعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً طارئاً لاتخاذ موقف مناسب من الخطوة الأميركية السبت المقبل، وذلك بناء على طلب أردني.

من ناحيته أكّد ملك الأردن للرئيس الفرنسي خلال اتصال هاتفي بينهما أنّ نقل السفارة الأميركية للقدس سيكون له تبعات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة.

الخارجية السورية بدورها أصدرت بيانا قالت فيه إنّ الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يشكل تتويجاً لجريمة اغتصاب فلسطين وتشريد شعبها، ودانت بشدة عزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب على القيام بهذا الاعتراف.

ورأت الخارجية السورية أن "هذه الخطوة الخطيرة للإدارة الأميركية تبيّن بوضوح استهتار الولايات المتحدة بالقانون الدولي"، متهمة واشنطن بأنها هي من تغذي الصراعات والفتن في العالم على حساب دماء الشعوب، وذلك من أجل ضمان استمرار هيمنتها وغطرستها وتهديد السلم الدولي برمته، وطالبت بوضع "حد لمهزلة التطبيع المجاني" لبعض الأنظمة العربية التي تصب في خدمة المشروع الصهيوني.

من جهته، قال رئيس مجلس النواب اللبناني نببه بري "أننا أمام وعد بلفور جديد يمهد لصفقة العصر على حساب القضية الفلسطينية".

أما مفتي الجمهورية اللبنانية قال إنّ الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل هو أمر مرفوض وخطوة للقضاء على القضية الفلسطينية.

كما أعلنت القوى والفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية أيام الأربعاء، الخميس والجمعة أيامَ غضب شعبي شامل وحذّر المسؤولون الفلسطينيون على مختلف أطيافهم من قرار ترامب الذي من شأنه أن يشعل فلسطين والمنطقة برمتها.

المصدر : وكالات