علي نعمان المقطري / لا ميديا -

إن جوهر المشروع العدواني الراهن يكمن في كون قوى العدوان الدولي تنتقل، بعد أربع سنوات من العدوان الدولي الإرهابي على اليمن، من مواقع الهجوم القديمة إلى مواقع الدفاع الاستراتيجي في كافة محاور وجبهات ومناطق المسرح العملياتي العام لليمن، وفي جميع الجبهات الساخنة، سواء في جبهات الداخل أو الجبهات الحدودية. 
تقف خطوط الجيش واللجان الشعبية متماسكة وقوية تحقق يومياً الضربات المتوالية على العدو الذي يتحوصل حول شرانقه التي حققها بداية العدوان، إذ تفاجئه هجمات الجيش واللجان في مراكزه ومواقعه التي ينحصر همه الرئيسي في الحفاظ على ما سبق أن حاز عليها سابقاً، لكنه يفقد مواقع جديدة كل يوم.

 التوازنات والتغيرات الميدانية
خلال أربع سنوات من المعارك البرية المدعومة جواً وبحراً من العدو ترسخت معادلات واضحة تظهر بوضوح على الجبهات الرئيسية الكبرى على الساحل والحدود الشمالية والشرقية. ورغم الزيادة في مستويات التسليح الحديث ودقة التصويب العالي التي يوفرها العدوان لقواته ومرتزقته في كل الجبهات، لكنه عاجز عن تحقيق التقدم على الأرض. وسنستعرض الوضع العسكري للعدوان في مختلف الجبهات.

الجبهات حول العاصمة 
 ففي جبهة نهم/ صنعاء كان العدو في نهاية العام الأول للعدوان قد وصل بالخيانة إلى معسكر الفرضة، أسفل نقيل بن غيلان، وكان قادراً على شن هجمات كبيرة بهدف اجتياح العاصمة، لكنه بدأ يفقد زخمه القديم ويتراجع نحو المواقع الدفاعية التي أعدها هناك في مواجهة هجمات وإغارات الجيش واللجان المتواصلة. ورغم محاولات العدوان إحياء الهجمات الكبيرة مجدداً عبر ضخ آلاف جديدة إلى جبهات شرق العاصمة إلا أنها باءت بالفشل وتعرضت للضربات والخسائر الجديدة والانكسارات. ومع نهاية العام الثاني للعدوان 2016 ومطلع العام 2017، وعلى جبهة صرواح/ مأرب التي كانت أكبر الجبهات اشتباكا وأكثرها تعرضاً للهجوم العدواني والقصف الجوي، تم كسر وتحطيم أقوى الهجمات البرية العدوانية.
كما أن العدو كان يسيطر على بعض التباب والمناطق والوديان الطرفية المكشوفة القريبة من مأرب في مواجهة جبال هيلان، إلا أن الهجومات المضادة للجيش واللجان التي استؤنفت خلال حملتي شهري ديسمبر وفبراير الماضيين نقلت الجيش واللجان إلى مواقع متقدمة تطل على مدينة مأرب بعد تحريرها لمناطق وسلاسل جبلية استراتيجية كانت في أيدي العدو، بل وأصبحت على بعد بضعة أميال من قلب مأرب، حيث مركز قيادة العدوان في المنطقة الثالثة، مع العلم ان مدينة مأرب تغلي بالسخط والغضب الشعبي ضد العدوان من قبل المجتمع المحلي القبلي، وهو ما يبشر باقتراب أوان  تحرير المحافظة من الاحتلال.
أما في جبهة الجوف فإن قوات الجيش واللجان تقترب من مديرية المتون، وتتقدم في المناطق التي كان العدو يسيطر عليها من المصلوب إلى أسطر والشعف.

 الجبهات الحدودية
في جبهة جيزان تتوالى تقدمات الجيش واللجان على عدة محاور طوال الأشهر الأخيرة، حيث إنه يسيطر يومياً على عدد من المواقع الجديدة شرق جيزان والخوبة وقوبر، وحول جبل النار، وفي حيران والملاحيظ. كما استطاعت قوات الجيش واللجان استعادة العديد من المواقع التي كانت بأيدي العدو في هذه الجبهة.
أما في جبهة عسير، فقد حققت قوات الجيش واللجان العديد من الانتصارات في محاور مجازة وعلب والربوعة، كما تمكنت من كسر كل الزحوفات العدوانية في هذه الجبهة.

حجة والفتنة الموؤودة
شهدت حجة فتح جبهة داخلية جديدة للعدوان استمرت قرابة الشهر في منطقة العبيسة بكشر/ حجور، وشكلت بؤرة خطيرة خلف خطوط الجيش واللجان في المنطقة الحدودية هدفها قطع الإمدادات للجبهات المتقدمة في صعدة وحجة وعمران وميدي انطلاقا من المواقع الاستراتيجية للمنطقة.
هذه الفتنة التي تولى العدو تمويلها وتموينها وتذخيرها بواسطة الطائرات الحربية واللوجستية، وبعد شهر من المحاولات السلمية لإخماد بؤرتها من قبل الأهالي عبر الحوار والأطر القبلية، تم التوجه لحسم التخريب في النقطة الملتهبة بعد حصرها وعزلها عن بقية المناطق وتصفيتها في معارك حاسمة.. إخماد فتنة عبيسة حجور في وقت وجيز وباحترافية متقنة أثبتت أن قوات الجيش واللجان تسيطر جيداً على الميدان العسكري والسياسي والاجتماعي بحيث لا يستطيع العدو أن يحقق أية أهداف أو مطامح استراتيجية حقيقية، حتى وإن حقق بعض الاختراقات هنا أو هناك فسرعان ما تنقلب وبالاً عليه وعلى مرتزقته وعملائه.

جبهات لحج
أما في جبهات لحج، القبيطة، المقاطرة، الأحكوم، المفاليس، طور الباحة، الصبيحة، فإن قوات الجيش واللجان تواصل تقدمها وإن ببطء، لكنها تسير بثبات للأمام، حيث تزحف يومياً على أنقاض انكسارات العدوان المتوالية، وأصبحت تطل على جبال الخضر والياس وجبل جالس وعلى وديان شعب وبلاد الصوالحة/ المقاطرة، المشرفة على سبت الصبيحة من الشمال وطور الباحة مدخل بلاد الصبيحة، ما يجعلها تشكل تهديداً على خطوط الإمداد البرية للعدو في خط الحجرية ـ التربة عبر هيجة العبد/ المقاطرة، وعبر الربوع، النجيشة، القريشة، التربة، تعز.