توقف 70 % من صادرات النفط وهبوط في أسهم أرامكو وسابك وشركات السوق الخليجية
««توازن الردع الثانية» تكبد السعودية 3.5 تريليون دولار


شايف العين / لا ميديا -
ظهرت تداعيات العملية التي نفذها سلاح الجو المسير للجيش واللجان الشعبية، تحت اسم عملية «توازن الردع الثانية» على منشآت حقلَي بقيق وخريص النفطيين في السعودية، سريعاً. 
وتشير المعطيات وآراء المراقبين الاقتصاديين إلى تكبد العدو خسائر اقتصادية كبيرة نتيجة عملية سلاح الجو جعلتها توصف بالأكبر والأشد إيلاما لتحالف العدوان الأمريكي السعودي وللاقتصاد العالمي منذ بداية العدوان على الوطن.

سلاح الجو استهدف أهم منشأتين اقتصاديتين في العالم
وأكد خبراء لصحيفة «لا» أن الهدفين اللذين استهدفهما سلاح الجو ليسا عاديين، بل أهم منشأتين اقتصاديتين في العالم.
وقال الخبراء في حديثهم للصحيفة إن المنشأة المستهدفة في حقل بقيق تعتبر الأغلى تكلفة والأهم حيوية بالنسبة للنظام الاقتصادي بشكل عام.
وأضافوا أن بقيق يحوي أكبر منشآت لتصدير النفط ومشتقاته على الإطلاق، حيث يوجد فيه أكبر معامل لتصدير النفط الخام والغاز النفطي وتكرير معامل النفط وإنتاج الزيوت الصناعية.
كما أشار الخبراء إلى أن حقل خريص، وهو الهدف الثاني الذي استهدفه سلاح الجو للجيش واللجان، يحوي منشأة لإنتاج البترول تعتبر الأكبر في العالم.

خسائر تقديرية تتجاوز 3 تريليونات دولار
وفي ما يخص الخسائر التي منيت بها السعودية، أكد اقتصاديون أنه لا يمكن حصرها خلال أيام، وقد تستغرق أكثر من شهر، منوهين إلى أن السعودية ستتوقف عن إصدار 70 ? من صادرات نفطها لمدة قد تصل إلى 3 أشهر كحد أدنى، الأمر الذي يرجح أن خسارتها من توقف الإصدار وتكاليف الإصلاح ستتجاوز 400 مليار دولار.
وأوضح المحللون الاقتصاديون أنه إضافة لتلك الخسارة يوجد خسارة أكبر بكثير، وهي بخصوص قيمة اكتتاب شركة أرامكو فيما لو طرحت للبيع، حيث يرجح انخفاضها بنسبة كبيرة تصل إلى 3 تريليونات دولار.

توقف 50 % من صادرات النفط وملياري قدم مكعبة من الغاز وهبوط في أسهم السوق الخليجية
وزارة الطاقة السعودية أكدت أن هجمات سلاح الجو المسير للجيش واللجان الشعبية أوقفت عمليات إنتاج النفط في معملي بقيق وخريص تماما. 
وقالت الوزارة إن العملية أدت إلى توقف كمية من إمدادات الزيت الخام تقدر بنحو 5.7 مليون برميل، أي حوالي 50 ? من إنتاج شركة أرامكو، كتقديرات أولية. مضيفة أنها أدت إلى توقف إنتاج كمية من الغاز المصاحب تقدر بنحو ملياري قدم مكعبة في اليوم، تستخدم لإنتاج 700 ألف برميل من سوائل الغاز الطبيعي.
وكالة «رويترز» أكدت أن الأسهم السعودية هوت بعد عملية استهداف منشأتي بقيق وهجرة خريص النفطيتين، وفتحت أمس الأحد على هبوط بنسبة 2.3 ?. 
ولم تقتصر تداعيات العملية التي نفذها سلاح الجو على الشركات السعودية فقط، بل وصلت إلى الأسواق الخليجية، حيث ذكرت «رويترز» أن مؤشر دبي نزل بنسبة 0.8 ?. 
كما هبطت أسهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، وهي أكبر شركة بتروكيماويات في المملكة، بنسبة 3.5 ? بعد أن أعلنت عن نقص في الإمدادات بنسبـــــة 49 ?.
وهذه التداعيات والآثار الاقتصادية التي تكبدتها دول تحالف العدوان نتيجة عملية توازن الردع الثانية، ستستمر طويلا بحسب المؤشرات. 
دول تحالف العدوان تندد بالحق المشروع لأبناء الشعب في الرد على جرائمها بحقهم
وأثار استهداف سلاح الجو المسيّر للجيش واللجان الشعبية منشآت النفط السعودية في حقلي بقيق وخريص، ردود فعل عربية ودولية واسعة سلطت للتنديد كونها أتت من أدوات واشنطن والكيان الصهيوني.
حيث نددت الدول الداخلة ضمن تحالف العدوان على الوطن، بالهجوم الذي نفذه سلاح الجو التابع للجيش واللجان على بقيق وخريص في السعودية، ضمن الرد المشروع في جميع القوانين والأعراف السماوية والدولية، واصفة إياه بغير المقبول والعمل العدائي.
وتجاهلت تلك الدول المنددة بالرد المشروع للجيش واللجان على جرائم تحالف العدوان، أن مملكة سلمان ونجله هي من بدأت بالاعتداء على الوطن وقتل عشرات الآلاف من أبناء الشعب وفرض حصار بري وبحري وجوي شامل وشن عدوان اقتصادي دمر كل مقومات اليمن الاقتصادية، وذلك على مدى قرابة 5 أعوام. 
وطالبت كل من أمريكا وبريطانيا والإمارات في بياناتها بوقف الجيش واللجان عمليات استهداف المنشآت الحيوية في السعودية، كونها تقوض أمنها وتهدد اقتصادها.
ونقلت وكالات أنباء دولية عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اتصال هاتفي له بمحمد بن سلمان قوله إن الهجوم الذي استهدف حقول ومنشآت النفط السعودي يؤثر سلبا على الاقتصاد الأمريكي والعالمي. 
كما أعلنت «كيليان  كونواي» مستشارة البيت الأبيض أمس الأحد إن وزارة الطاقـــــــة الأمريكية مستعـــــدة للسحب من احتياطيهــا النفطي الاستراتيجـــي إذا اقتضت الحاجة لإستقرار إمدادات الطاقة العالمية.
كما أعرب الموفد الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، عن قلقه إزاء الهجوم، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية «أ ف ب».
من جانبها، استنكرت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، الهجوم، مؤكدة في بيان لها تضامنها مع المملكة في مواجهة ما وصفته بالإرهاب، وتأييدها الكامل للإجراءات التي ستتخذها لحماية شعبها ومصالحها الحيوية. 
بدوره، أصدر البرلمان العربي بياناً مندداً بالهجوم، ودعا إلى التحرك العاجل للتصدي لهذه الأعمال. 
من جهتها، أدانت مصر الهجوم عبر في بيان لخارجيتها أعلنت فيه تضامنها مع السعودية ودعم الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمنها واستقرارها. 
كما أعربت الخارجية الفلسطينية في بيان تأييدها الكامل للخطوات التي تتخذها السعودية في حماية مواطنيها ومنشآتها وسيادتها. 
وفي السياق، اعتبر الأردن في بيان صادر عن خارجيته الهجوم تصعيداً خطيراً يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في السعودية ويزيد من التوتر في المنطقة. 
من جانبها، طالبت الخارجية الكويتية المجتمع الدولي ببذل جهود مضاعفة لمنع هما وصفته بالاعتداءات بالتخريبية. 
فيما أكـــــدت الخارجية البحرينية على موقفها الثابت في صف السعودية ودعمها ما تتخذه الرياض من إجراءات لحماية مؤسساتها والدفاع عن مصالحها. 
إلى ذلك، استنكرت الخارجية الإماراتية الهجوم، وقالت في بيان لها إن أمنها وأمن السعودية كل لا يتجزأ.

رايتس ووتش تصف العملية بـ«الهجوم المشروع»
وفي المقابل لكل تلك التنديدات الدولية بعملية سلاح الجو التي تأتي في إطار حق الرد المشروع، قالت رئيسة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش سارة ليا ويتسون إن الهجوم كان على هدف عسكري مشروع في السعودية. 
وتساءلت سارة ويتسون في سلسلة تغريدات على حسابها الرسمي في "تويتر"، لماذا يجب على الولايات المتحدة الأمريكية أن ترد على عملية هجوم سلاح الجو المسير على منشأتي بقيق وخريص النفطيتين في السعودية، معتبرة كليهما هدفاً عسكرياً مشروعاً.
واستفسرت ويتسون عن سبب تعمد الولايات المتحدة الدخول في الحرب السعودية القاسية في اليمن، حد تعبيرها.
وأكدت رئيسة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش أنه إذا كان هناك رد ضروري من الولايات المتحدة على استهداف الجيش واللجان الشعبية حقلَي بقيق وخريص النفطيين، فهو إنهاء مشاركتها في الحرب وعمليات بيع الأسلحة للسعوديين.

عجز أمريكا والسعودية أمام القوة اليمنية دفعهما للهروب نحو اتجاه آخر
أما السعودية فقالت في بيان لها إنها تحقق في الهجوم لمعرفة من يقف وراءه، مستبعدة أن يكون مصدره من اليمن على أيدي الجيش واللجان الشعبية رغم تبني الجيش واللجان الشعبية له.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إنه لا توجد أدلة على أن الهجوم الذي استهدف المعملين في محافظة بقيق وهجرة خريص، نفذ من اليمن. 
بالمقابل، نفــــــــى مكتب رئيس الحكومة العراقية عادل عبدالمهدي، أمس الأحد، أن تكون الأراضي العراقية قد استخدمت لشن ضربات جوية ضد المنشآت النفطية السعودية.
وأكد مكتــــــــب عبدالمهدي التزامه الدستوري بمنع استخدام أراضيه للعدوان على جواره وأشقائه وأصدقائه، وأن الحكومة العراقية ستتعامل بحزم ضد كل من يحاول انتهاك الدستور.
ودعا مكتب رئيس الحكومة العراقية في بيانه إلى التوجه لحل سلمي في اليمن، وحماية أرواح المدنيين، وحفظ أمن البلدان الشقيقة، مطالبا دول العالم ولاسيما دول المنطقة بتحمل مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية والاضطلاع بمبادرات تضع حدا لهذه الحرب التي لا رابح فيها، والتي لا تسفر سوى عن خسائر بشرية عظيمة، وتدمير البنى التحتية، والحيوية، حد تعبيره.
ويرى مراقبون أن هروب السعودية ومن ورائها أمريكا إلى توجيه أصابع الاتهام نحو إيران أكد عجزهم عن فعل أي شيء، لاسيما وأن قوات الجيش واللجان الشعبية توعدت بتوسيع دائرة الاستهداف في حال استمر العدوان والحصار. 
ونوه المراقبون إلى أن هذا الهروب دليل على ذهولهم من العقل اليمني الذي لا يريدون الاعتراف بأنهم يتجرعون الهزائم أمامه، كما يكشف نية واشنطن والرياض استثمار الهجوم في اتجاه آخر يمكنهم من زعزعة العلاقات بين أطراف محور المقاومة.
ووفقا لوكالات أنباء دولية فإن انخفاض مؤشر السوق السعودية أمس الأحد نتيجة عملية توازن الردع الثانية، محا كل مكاسبها خلال عام 2019.
ومن ضمن الشركات والبنوك التي انخفضت أسهمها بسبب عملية سلاح الجو المسيّر للجيش واللجان الشعبية:
- مصرف الراجحي بنسبة 1.2 % 
- الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) 2.6 %
- شركة إعمار العقارية وهي أكبر شركة تطوير عقاري مدرجة في دبي 1 %
- بنك قطر الوطني أكبر مصارف الخليج 1.2 %
- قطر للتأمين كبرى شركات التأمين في المنطقة 2.4 %
- بنك أبوظبي الأول 0.7 %
- بنك أبوظبي التجاري 1 %
- مجموعة طلعت مصطفى المصرية القابضة للاستثمار العقاري 2.1 %


مستويات إغلاق مؤشرات أسواق الأسهم في الشرق الأوسط أمس الأحد فتوقفت كالتالي:
- السعودية.. هبوط 1.1 % إلى 7749 نقطة
- أبوظبي.. هبوط 0.4 % إلى 5074 نقطة
- دبي.. هبوط 0.6 % إلى 2870 نقطة
- قطر.. هبوط 0.6 % إلى 10395 نقطة
- مصر.. هبوط 0.6 % إلى 15023 نقطة
- البحرين.. هبوط 0.7 % إلى 1536 نقطة
- سلطنة عمان.. استقرار عند 4021 نقطة
- الكويت.. هبوط 0.3 % إلى 6235 نقطة