حوار: أحمد عطاء / لا ميديا -
هو شاعرٌ مجاهد بكل ما يملك، جاهد بشعرهِ فحفزهُ لينطلق مجاهداً بسلاحهِ دفاعا عن سيادة الوطن وكرامته، يملك حساً شاعرياً وروحاً مؤمنة وقلباً مسلّما تسلمياً مطلقاً لله ورسوله وآل بيته الطاهرين، يكتب بقلم مختلف، يصوغ قصائده من واقع التجربة من متاريس الصمود والعنفوان. بديهته الشاعرية لاذعة وقوية؛ لهذا استطاع أن يثبت نفسه بين طوفان الشعراء.
في برنامج "شاعر الصمود" كان أول توهج له، ليندمج بعدها مع شعراء الصمود والثورة مكتسبا الثقة والعزة والكبرياء التي يفتقدها المرتزقة وزبانيتهم، متشبعاً بالهدي الحسيني، والثقافة القرآنية تجري في أعماقه، فكل قصائده تمثل تحديا لأهل التطبيع والخيانة، وهي أيضا نموذج من الوعي الجهادي الذي وصل إليه شعراء شعبنا العظيم.. إنه الشاعر أحمد الخاشب.
• متى بدأت كتابة الشعر؟
بدأت كتابة الشعر منذ ما يقارب 7 سنوات. لكن مع بدء العدوان السعودي الأمريكي بدأت أهتم بالشعر والعمل على الارتقاء في كتابته أكثر وأكثر.
تحفيز الأسرة ودعم الأحرار
• من الذي حفزك وشجع فيك روح الشاعر؟
والدي وشقيقي الأكبر وأصدقاء الحي، وأيضاً أغلب أصدقائي الشعراء الأحرار الأوفياء مع بلدهم الذين تعرفت عليهم أكثر، قبل وأثناء وبعد برنامج "شاعر الصمود". وسأذكر -وفاءً ورَدّاً للجميل وإن كان بسيطاً- أسماء البعض ممن كان لهم السبق في تشجيعي قبل برنامج شاعر الصمود"، وهم: الشاعر معاذ الجنيد، الشاعر محمد أحمد مفلح، والغريب في ذلك أنني لم ألتقِ به إلى يومنا هذا، الشاعر حسن المرتضى، الإعلامي الشاعر محمد الشميري، وتلاهم بعد ذلك (الأب الروحي) شاعر الصمود نشوان الغولي، الشاعر ضيف الله سلمان، رئيس اتحاد الشعراء والمنشدين، شاعر نهم عباد أبو حاتم، وجميع أصدقائي الشعراء الأحرار الذين لم أذكر أسماءهم فليعذروني.. خالص تقديري ومحبتي لهم فرداً فرداً.
نقلة نوعية
• كيف تصف مشاركتك في برنامج "شاعر الصمود"؟
مشاركتي في برنامج "شاعر الصمود" نقلة نوعية من الدرجة الأولى في حياتي كشاعر، والتي ارتقيت فيها كثيراً بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل تشجيع أصدقائي الشعراء الأحرار.
وجهة منظومتي الشعرية
• العدوان قضية الشعراء الأولى.. ما الذي أضافه إليك؟
ما أضافه هو أنني عرفت ما هي مهمتي الحقيقية كشاعر وعرفت أين أوجه منظومتي الشعرية.. وهي ضد العدوان السعودي الأمريكي.
معجزة الصمود اليمني
• كيف تنظر إلى معركة اليمن الكبيرة في دحر قوى العدوان؟
معجزة إلهية، سَبَبُها ثبات وصمود الأحرار من أبناء الشعب اليمني، لم يسبق أن حدثت منذ بدء أول معركة في التاريخ. فلو لم يكن هناك أحداث ودروس في صفحات التاريخ لكفى بأحداث هذه المعركة العظيمة أن تكون دروساً وعبراً كافية للأجيال القادمة.
المختبئون تحت عباية الحياد
• متى يفرح الشاعر أحمد الخاشب؟ ومتى يحزن؟
أفرح كثيراً عندما أشاهد انتصارات الجيش واللجان الشعبية في جبهات العزة والكرامة وانتصارات محور المقاومة في فلسطين والعراق وجنوب لبنان وغيرها. وأحزن عندما أرى المجازر والجرائم اليومية الذي يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي بحق أبناء شعبنا اليمني العربي المسلم وبحق أبناء فلسطين وغيرها من شعوبنا العربية، ولا يزال هناك الكثير من المتخاذلين والساكتين ممن يختبئون تحت عباية الحياد من أبناء أمتنا العربية والإسلامية عامة ومن أبناء وطني خاصة، ثم لا يتحركون لمواجهة هذا العدوان الباغي الظالم أو ينطقون ولو حتى بكلمة حق.
الانتصار للقضية
• ما رأيك في شعراء الصمود في هذه المرحلة؟
عظماء بقدر عظمة إيمانهم بالله وإيمانهم بالقضية الكبرى التي يحملونها ويتحركون من أجلها.. لهم التحية والشكر على الجهود التي بذلوها ويبذلونها منذ بدء العدوان، وأتمنى منهم ومني أيضاً بذل المزيد من الجهد والعمل في سبيل إعلاء كلمة الله والحق ونصر المستضعفين حتى يتحقق النصر بإذن الله، والله يوفقنا جميعاً.
لا مجال للصمت الآن
• ما هي رسالتك إلى الشعراء الذين مازالوا يقفون على الحياد مما يحدث؟
قبلها أود أن أقول إن الشاعر هو في مقام المبلّغ لرسالات الله، وسورة الشعراء كافية لأن يعرف الشاعر مهمته الحقيقية؛ فإما أن يكون هادياً إلى الحق وإما مُضِلّاً يتبعه الغاوون..
أما رسالتي إلى الشعراء المحايدين، فأقول لهم.. اتقوا الله، فلا مجال أبداً لأي شاعر أن يلزم الصمت إزاء ما يحدث من مجازر وجرائم كبرى بحق أبناء بلدهم خاصة من الأطفال والنساء.
فإذا لم يسخّر الشاعر، أو أي إنسان منحه الله موهبة عظيمة، موهبته في سبيل الله وينطق بالحق في مواجهة الباطل فسيظلم نفسه كثيراً ويسلبه الله نعمة البصيرة والحكمة والبيان وغيرها، وما أسوأ أن يُسلب منه نعمة عظيمة كالشعر. وإن لم ينطق الشاعر بالحق خصوصاً في مرحلة تاريخية ومفصلية كهذه التي نمر بها فلن ينطق بعدها بالحق أبداً.. إلا من رحم الله.
• ما هي القصيدة التي كتبتها وندمت، وما هي القصيدة التي تفتخر أنك شاعرها؟
القصيدة التي كتبتها وندمت هي القصيدة التي خلت من هدى الله، أحسها جوفاء لا معنى لها ولا تأثير. أما القصيدة التي أفتخر أنني شاعرها هي تلك التي يكون لها تأثير إيجابي روحي وإيماني فعال وقوي في نفوس مستمعيها أو قارئيها والتي أعتبرها نصراً من الله، وهي من منطلق قوله تعالى: "وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا..".
أمانٍ مؤجلة
• ما هو حلمك كشاعر؟
حلمي كشاعر أن أكون عنصراً فعالاً ومؤثراً في توعية الأمة الإسلامية عموماً وأبناء وطني خصوصاً لمواجهة العدوان السعودي الأمريكي.
• ما هو الشيء الذي تمنيته وتحقق.. والشيء الذي تمنيته ولم يتحقق؟
أشياء كثيرة تمنيتها والحمدلله تحققت، منها أن يكون لي تأثير ودور - قَلا أو كَثُرَا - إيجابيان في هذه المعركة العظيمة "معركة النفس الطويل".
ولا أظن أنني تمنيت أشياء ولم تتحقق، بل تأخر تحقيقها إن صح التعبير، وأنا على ثقة كبيرة وعظيمة بالله سبحانه وتعالى أنه سيحققها، وكيف لا وهو القائل: "ومن أوفى بعهده من الله".. وغيرها من الآيات التي يطمئن لها قلبي وتزيده إيمانا وتصديقاً بوعود الله لعباده المؤمنين.
• هل تطمح في طباعة قصائدك في ديوان شعري؟
بالتأكيد، متى ما سمحت الظروف.
• من هو الشاعر الذي تسمع له باستمرار؟
كل شاعر له أسلوبه الخاص والجميل، لذلك أستمع إلى أغلب شعراء الصمود اليمني والشعراء الأحرار من الوطن العربي.
صحفي كخيار بديل
• إذا لم تكن شاعراً ما الذي ستكونه؟
لا أستطيع أن أتخيل نفسي غير شاعر.. ولكن لو افترضت لبرهة أنني لو لم أكن شاعراً لوددتُ أن أكون كاتباً صحفياً أو إعلامياً بشكل عام.
شعبي أكثر من فصيح
• تكتب الشعر الفصيح أيضاً.. أين تجد نفسك أكثر في الشعبي أم في الفصيح؟
أكيد أكتب شعر الفصحى ولكن بشكل لا يكاد يُذْكر لذلك أجد نفسي في الشعبي أكثر، وسأجدني في الفصحى يوماً ما بإذن الله وأنا متأكد من ذلك.
قوة تأثير الزامل
• ما هو دور الزامل في الجبهات والساحة اليمنية؟
للزامل دور عظيم وتأثير قوي وفعّال في ميدان الجهاد والعمل خاصة ميدان المواجهة "الجبهات"، فهو يمثل ماكينة أو منظومة من المعنوية النفسية التي وقودها حكمة الشعر وسحر البيان وحنجرة ذهبية ساحرة تبعث الحماس والقوة داخل أنفس المجاهدين. وما أقوى تأثير هذه المنظومة وفاعليتها العظيمة خصوصاً عندما تمتزج بالروحية الإيمانية لدى الشاعر والمنشد أو المزومل. وللأسف الشديد قَلّما نسمع هكذا زوامل مشحونة إيماناً وهدى خصوصاً في الفترة الأخيرة.
• هل لديك زوامل مغناة؟
تقريباً ثلاثة زوامل للمنشد الرائع محمد هبة، وزامل واحد للمنشد الصاعد أحمد الخزان.
• هل هناك سؤال نسيت أن أسأله لك وتود أن تجيب عنه؟
لا أظن ذلك.. كفيت ووفيت.
• كلمة أخيرة تود قولها؟
أشكر كافة طاقم العمل في صحيفة "لا"، وعلى رأسهم الأستاذ القدير صلاح الدكاك، على الجهود الحثيثة والعظيمة التي يبذلونها في توعية المجتمع وكشف الحقائق وتعرية منافقي ومرتزقة العدوان السعودي الأمريكي وأبواقهم..
أسأل من الله العظيم أن يرحم شهداءنا ويشفي جرحانا ويفك عن أسرانا ويكشف مصير مفقودينا، إنه سميع مجيب الدعاء.
المصدر حاوره/ أحمد عطاء / لا ميديا