«اللوبي الحوثي» وجَّه ضربات قاصمة للعدو قلبت الرأي العام العالمي رأساً على عقب
النشاط الوحيد للخائن ياسين سعيد نعمان هو محاولته بيع بيت السفير

حاوره/شايـف العيـن / لا ميديا -

لم تقتصر جبهات مواجهة تحالف العدوان الأمريكي السعودي، على الجبهات العسكرية والإعلامية والاقتصادية والثقافية، حيث توجد جبهة أخرى لها أهمية كبيرة، تمثلت في الجبهة الحقوقية. 
وبرز في الجانب الحقوقي المؤثر في الرأي العالمي كتيبة وطنية لا تقل منجزاتها عن منجزات أبطال الجيش واللجان الشعبية، لما شكلته من إزعاج كبير لدول تحالف العدوان، ليس العربية، بل الدولية أيضاً، حتى دفعها إلى تسميتها «اللوبي الحوثي». 
وتضع صحيفة «لا» بين يدي قرائها حوارا أجرته مع أحد أبطال الكتيبة الحقوقية الوطنية الذي وصفه العدوان ومرتزقته برئيس «اللوبي الحوثي»  حول أبرز المهام التي يقومون بها والنتائج التي حققوها في معركتهم مع جيوش من المرتزقة جندهم العدوان لتبييض وجهه أمام العالم، والحيلولة دون إبراز مظلومية أبناء الشعب، وهو الدكتور أحمد المؤيد، رئيس منظمة سبأ للديمقراطية وحقوق الإنسان في جنيف. 

إنجازات أبطالنا تلف العالم
 حدثنا عن أصداء أحداث اليمن في المجتمعات الغربية، لاسيما التطورات الأخيرة؟  
باتت قضية اليمن مشهورة ومعروفة عالميا لعدة أسباب مهمة، ورغم صغر حجم الإعلام الموالي لها مقارنة بماكينة العدو الإعلامية وتأثيرها، إلا أن لديه مواد نوعية وقضية عادلة واحتراما لعقل المستمع والمشاهد في آن معاً، وكان هذا أحد الأسباب. 
وهناك أسباب أخرى كان لها دور كبير في إشهار قضية اليمن العادلة ومدى مظلوميتها، وأصبحت معروفة لدى شعوب وناشطي حقوق الإنسان، وكذلك حكومات كثير من دول العالم، من ضمنها ما يلي:
1 - التحرك الجاد والمسؤول من بعض الغيورين من أبناء الجاليات اليمنية في الخارج ونشاطهم إعلامياً وحقوقياً أينما أتيحت لهم الفرصة.
2 - العلاقات القوية التي نسجت مع بعض الناشطين الحقوقيين في دول كثيرة، ما جعلهم يتناولون قضية اليمن، في جزء مهم من أنشطتهم الإعلامية والحقوقية.
3 - الإنجازات العسكرية الهامة، والضربات العسكرية الصاعقة التي وجهها الجيش واللجان الشعبية للعدو في أكثر من مفصل مهم، ما جعل صدى تلك الضربات يصل إلى العالم بأسره.

مظلومية اليمن تتصدر وتراجع سمعة النظام السعودي
 ما مدى التغيرات الحاصلة في الرأي العام العالمي ووعيه بحقيقة ما يجري في اليمن؟ 
الحقيقة أن الوضع في اليمن عانى من تضليل وتعتيم كبيرين في بداية العدوان، ولكن إدراك العالم للوضع بشكل حقيقي أخذ منحى تصاعدياً تأثر بعوامل كثيرة، منها ما ذكرته سابقا، ومنها أمر يتعلق بسلوك النظام السعودي نفسه، كونه نظاماً طائشاً متهوراً تسبب في مشاكل كثيرة لفتت أنظار العالم إليه وإلى كل القضايا المعني بها، من ضمنها قضية اليمن، فضلا عن التشهير المهين الذي يمارسه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بحق قادة النظام السعودي بين فينة وأخرى، ما جعل المهتمين بالسياسة يسلطون الضوء على بواطن الأمور، ومنها ما يحدث في اليمن. 
ويتصدر الحديث عن مظلومية اليمن والجرائم التي يرتكبها العدوان فيه محاور الحديث السياسي في العالم إذا ما تم الحديث عن السعودية، ونتيجة لذلك صدرت مواقف حظر بيع السلاح من قبل أكثر من 7 دول في العالم، ويعتبر هذا الحظر تعبيرا عن تراجع سمعة النظام السعودي عالميا. 
أما على المستوى الرأي العام العالمي، فالكثير ممن التقيتهم يعرفون أن النظام السعودي مرتبط بالأيديولوجية الوهابية التي هي الجذر الفكري لكل حركات الإرهاب في العالم، وبالتالي يعرفون أنه نظام قمعي إرهابي لا يمكن أن يصدر منه الخير لأية دولة، وخصوصاً إذا كانت عربية، فضلا عن معرفتهم بفساد العائلة المالكة السعودية، والذي يتناوله كتابهم منذ عشرات السنين.

العدو السعودي مراوغ أكثر منه سياسياً ومحارباً
 ما هي تداعيات وتأثيرات الانتصارات الأخيرة للجيش واللجان الشعبية على واقع العدوان، والتوقعات لما ستؤول إليه الأمور مستقبلاً؟ 
بداية يجب التأكيد أن النظام السعودي بارع كثيرا في المراوغة والمفاوضة أكثر من أي شيء آخر كالأمور العسكرية أو الممارسات السياسية بعيدة المدى، وما أقصده هنا هو أنه يجيد فن إدارة الأزمة أكثر من تجنب الوقوع فيها، معتمداً في ذلك على القدرات المالية والإعلامية الهائلة التي يمتلكها. 
ومثال على ذلك، هو قدرة نظام العدو السعودي على احتواء أسعار النفط بعد الضربة العسكرية لشركة أرامكو، والتي يخسر بسببها مبالغ باهظة، خصوصاً بعد انتهاء مخزونه الاستراتيجي من النفط الخام، ولجوئه إلى الشراء من السوق، فضلا عن الأكاذيب الإعلامية التي أشاعت أن السعودية قد أصلحت الأضرار في المنشآت النفطية، وأن كل شيء على ما يرام، بينما هذا كله محض كذب 
وافتراء. 
فالسعودية في الوقت نفسه تفاوض سرياً، وتحتوي الموقف في اليمن رغم خسارتها الهائلة هناك في كل الجوانب، ولكنها لازالت تدير الأزمة بشكل جيد، وهنا يجب التأكيد على أن حسن إدارة المأزق الذي وقعت فيه السعودية، يعتمد أيضاً بشكل مباشر على صدق نوايا القوى الوطنية وتحليها بأخلاق المقاتل الشريف الذي إذا وعد أوفى، وإذا رأى خصمه مدبرا لا يغدر به. 

تكتيك العدو أوشك على انتهاء الصلاحية
ونستطيع القول إن كل ما تقوم به السعودية هو تكتيك مؤقت له تاريخ انتهاء صلاحية، بعد انتهائه لن ينفع النظام السعودي براعته في إدارة الأزمة، لأنه سيكون ساعتها قد استنفد مع القوى الوطنية كل الصبر وكل أطواق النجاة التي ترسل له، ومن هنا ستنقلب الموازين بشكل كامل، إذا ما قصف الجيش واللجان الشعبية عمقه بضربة ماحقة في مفصل حساس، ساعتها ستتبخر حذاقة العدو ومراوغاته. 
ومن وجهة نظري الشخصية، لو كان بيد نظام العدو السعودي قطع الهواء على الشعب اليمني لما تردد لحظة واحدة في ذلك، وأن مراوغته الحالية نتاج عملية تهرب من الاعتراف بالواقع الذي يقول إن عليه الجلوس مباشرة مع القوى الوطنية ندا لند ورأسا برأس.

 
لن يصحو النظام السعودي من صدمته الحالية إلا بضربة عسكرية ماحقة
لن يصحو العدو السعودي من الصدمة التي يعاني منها إلا بضربة عسكرية ماحقة في عمقه، تجبره على رفع الراية البيضاء والمبادرة بسلوك أقصر طرق السلامة وترك المراوغات جانباً، كما أنني أرى أن نهاية العدوان على الوطن هي بداية عدم استقرار لحكم سلمان وابنه، لأن ذلك النظام قائم حاليا على نظرية تأجيل الأزمات بسبب ما يعتبرونه عدوانا إيرانياً على بلدهم، لكن عندما تنتهي تلك الكذبة ويكتشف الشعب السعودي أن كل ذلك كان زيفا، وأن السعودية خسرت الكثير نتيجة تلك المغامرات، فضلا عن التغير المجتمعي والديني ذي الإيقاع السريع، سيزيد من مقومات الاضطراب، وذلك سينعكس إيجابا على الاستقرار في اليمن، نتيجة لانشغال العدو بوضعه الداخلي.

أوصلنا مظلومية الشعب إلى العالم بأسره
 ما هي النشاطات التي يقوم بها الناشطون الوطنيون في الخارج لدعم موقف القوى الوطنية في دول العالم؟ وما مدى نجاح هذه النشاطات؟ 
النشاطات التي يقوم بها الأحرار اليمنيون في الخارج تتنوع بين أنشطة ثقافية في الجامعات والمراكز البحثية والبرلمانات، ووقفات احتجاجية ومظاهرات في البلدان التي يقيمون فيها، أو أنشطة إعلامية في القنوات ووسائل التواصل الاجتماعي، أو كل ما سبق ذكره بشكل مكثف في مجلس حقوق الإنسان في جنيف في مواسمه الثلاثة السنوية، والتي ينخرط فيها الكثير من الشباب اليمنيين لإيصال مظلومية الشعب للعالم وللمنظمات الدولية، والناشطين الدوليين. 

فضحنا جرائم العدو فأطلق علينا «اللوبي الحوثي»
 يتحدث بعض الوزراء أو المسؤولين في حكومة العميل هادي عن أن القوى الوطنية (الحوثيين) لديهم لوبي في الخارج، في إشارة إلى الناشطين مثل الدكتور المؤيد، الذين يقومون بجهود في إيصال المظلومية اليمنية وكشف جرائم العدوان بحق اليمنيين، لماذا هذا الانزعاج الكبير؟ 
الحديث عما يسمونه «اللوبي الحوثي» في الخارج بدأ مع بداية العدوان، حيث تفاجأت دول العدوان أولا بصمود الشعب اليمني، وثانيا بوجود أحرار يدافعون عن بلدهم ويقفون في وجه الطوفان العالمي الذي يحركه المال السعودي، وتم تسخير وسائل إعلام وصحف أجنبية للنيل من الرموز الوطنية في الخارج، ولكن بفضل الله تزايدت أعداد الوطنيين الناشطين في دول كثيرة، وتم تنظيم الصفوف والانخراط في أنشطة مختلفة. 
أما سبب انزعاج النظام السعودي ومرتزقته من هذا الأمر، فإنه يعود إلى أن النشاط الذي قام به الأحرار خارج الوطن، خصوصا المقيمين وسط المجتمعات الغربية، كشف أكاذيب التحالف وجرائمه، وزاد من نسبة الوعي لدى العالم، وفند التبريرات الكاذبة التي استند إليها العدوان في إجرامه في اليمن، وبات بعض الناشطين ضيوفاً على قنوات كثيرة تبحث لديهم عن المصداقية وحقيقة الوضع في اليمن في ظل طوفان الزيف والأكاذيب التي ينضح بها إعلام النظام السعودي وتقاريره ومتحدثوه.

نستغل شعبية «الجزيرة»
 ظهورك المتكرر والمستمر على شاشة قناة الجزيرة، هل يأتي في إطار انفتاح قطري على صنعاء؟ 
الظهور في قناة الجزيرة يعتبر من قبلنا استغلالاً لأية نافذة تتاح لنا للتحدث للعالم عن مظلومية شعبنا، وخصوصاً إذا كانت هذه النافذة تصل إلى عدد كبير من المستمعين والمشاهدين، ولا يعكس هذا أي تغير في الموقف القطري تجاه حكومة صنعاء، إذ إن قطر لازالت تدعم حكومة مرتزقة هادي، وتعتبرها شرعية، بسبب أن حزب الإصلاح يسيطر على معظم حقائب تلك الحكومة، أو على الأقل له تواجد فيها، وذلك يضفي عليها شرعية. 
ففي الوقت الذي يعاني فيه الإصلاح من تصنيفه بالإرهاب لدى معظم دول العالم، تعترف حكومة قطر بشرعية هادي لأجل هذا السبب فقط، و»الجزيرة» هي القناة التي تمارس عملية تنميط الوعي بمسميات تبتعد كل البعد عن المهنية والحيادية، ففي الوقت الذي تسمي فيه داعش «تنظيم الدولة الإسلامية»، فهي تصادر حق حركة أنصار الله باسمها الطبيعي، وتتعمد تسميتهم باسم «الحوثيين»، كما أنها تحرص على شيوع مصطلح الجيش الوطني على تجمعات من المليشيات شكلتها السعودية لخدمة أجندتها، بينما تسمي الجيش اليمني مليشيا الحوثي، فمن هنا نعلم أن قناة الجزيرة بإظهارها مشاهد من الإعلام الحربي أو استضافة متحدثين موالين لصنعاء، هو من باب المكايدة السياسية للإمارات والسعودية ليس أكثر.

لا يشرفني الجلوس مع العملاء
 هل لديك احتكاك بسفير الخائن هادي في لندن المرتزق ياسين سعيد نعمان؟ وهل لديه نشاطات مشبوهة ومعادية للوطن؟
الحقيقة أنني لم ألتق ياسين سعيد إلا مرة واحدة أثناء حضوري عزاء أحد الأصدقاء بوفاة ابنه، ولم يدر بيننا أي حديث، ولا أرغب في الالتقاء به، فأنا لا أطيق النظر أو الجلوس مع شخصيات انغمست في العمالة حد الثمالة. 
أما نشاطاته فهي تتوزع ما بين كتابات في وسائل التواصل الاجتماعي، ومحاولته ذات مرة بيع بيت السفير، لولا تدخل وزارة الخارجية في صنعاء وإيقافها لذلك الأمر، في الوقت الذي يختفي فيه حضوره ونشاطه الاجتماعي مع الجالية اليمنية، إذ لا أذكر أنني رأيته يوماً أو سمعت بحضوره في مكان عام أو لقاء بالجالية لتلمس همومها أو إشعارها بأن لديها وطناً ومسؤولين مهتمين بها، أو بأنشطتها التجارية أو الفنية أو التراثية... وغيرها من مختلف الأنشطة التي تهتم بها البعثات الدبلوماسية عادة.