استطلاع: #مالك_الشعراني / #لا_ميديا -

تتميز اليمن بمواهب كروية متميزة في فئات البراعم والناشئين والشباب، ووصفت بأنها "منجم المواهب" وحبلى بالمواهب. ورغم استمرار إنجازات منتخبي الناشئين والشباب على الصعيد الآسيوي وتأهلهما إلى نهائيات كأس آسيا عدة مرات، إلا أن مدربي هذه الفئات يواجهون العديد من الصعوبات والعراقيل، ويشكون باستمرار من عدم وجود اهتمام جدي من قبل القائمين على اتحاد كرة القدم بإقامة مسابقات كروية لتلك الفئات من أجل مواصلة بروزها واكتشاف المزيد من النجوم الصغيرة التي ستكون رافداً أساسياً لفرق الأندية وللمنتخبات الوطنية لكرة القدم.
ملحق "لا" الرياضي، ومنذ تأهل منتخبي الناشئين والشباب إلى نهائيات أمم آسيا 2020، يحرص على تلمس هموم ومعاناة مدربي الفئات العمرية في الأندية، ومن ذلك هذا الاستطلاع:

 الحاج: نريد ملاعب معشبة
مدرب الفئات العمرية بنادي اتحاد إب, فؤاد الحاج، تحدث عن الصعوبات التي تواجههم قائلاً: "لا يوجد في إب ملاعب معشبة مثل بقية المحافظات، التي من خلالها نستطيع تطوير اللاعب الناشئ وصقل موهبته". 
وشكر إدارة ناديه الاتحاد على جهودها: "رغم قلة الامكانيات إلا أن إدارة النادي تسعى جاهدة لبذل المزيد من الاهتمام بالفئات العمرية".
وطالب الحاج الأندية واتحاد كرة القدم ووزارة الشباب والرياضة بالاهتمام بالفئات العمرية، لأنها تعتبر الركيزة الأساسية للأندية والمنتخبات الوطنية، وإقامة دوري لهم لما من شأنه اكتشاف مواهب جديدة قادرة على العطاء مستقبلاً.
وعن تألق اللاعبين، الناشئين والشباب، قال مدرب الفئات العمرية في "الإتي": "رغم صغر سنهم إلا أن تألقهم يعود إلى وجود الموهبة الكروية والرغبة لديهم في تحقيق الانتصارات وإبراز ظهورهم الأول ومشاركتهم الأولى مع المنتخب، وبالتالي يظهرون بمستوى جيد وصورة إيجابية".
 وأوضح أن هناك أسباباً كثيرة أنهت مشوار كثير من اللاعبين بعد فئتي الناشئين والشباب، منها عدم اهتمام اللاعب بنفسه وعدم الاهتمام الجاد به من قبل وزارة الشباب والرياضة والاتحاد العام لكرة القدم، وعدم المحافظة عليه بعد تصعيده، مثلما حصل مع منتخب الأمل السابق، "ولو أنهم اهتموا بذلك المنتخب لكنا منافسين أقوياء في العديد من المحافل الرياضية".
 
راجـــح: مللنا التدريبات! 
مدرب الفئات العمرية بنادي شعب إب، عبدالإله راجح، أبدى تذمره من عدم وجود ملاعب، ومن تدني العائد المالي وعدم وجود دوريات كروية للناشئين والشباب، فقال: "نحن كمدربين فئات عمرية نواجه صعوبات، ولا يوجد معنا في إب ملعب صالح للتداريب. ملعب الكبسي بصراحة لا يصلح للتدريب. وما نتسلمه نظير جهودنا زهيد وقليل جداً"... وأضاف: "مللنا من كثرة التدريب. نريد دورياً خاصاً بالناشئين، لكي نبرز مواهبنا ويحتك اللاعبون ويكسبون مزيداً من الخبرة. النجوم لا تظهر إلا بالمباريات. مللنا من التدريبات".
وقدم راجح شكره لإدارة نادي شعب إب على اهتمامها بالفئات العمرية. واختتم حديثه بتحميل المعنيين مسؤولية فشل اللاعبين في المنتخب الأول: "الاتحاد يهتم بالناشئين والشباب ويهمل المنتخب الأول، ويفترض أن تستمر المعسكرات التدريبية الخارجية بعد تأهل الناشئين والشباب إلى نهائيات كأس آسيا". وأضاف أيضاً: "اللاعب يتحمل جزءاً من المسؤولية، لأنه لا يهتم بنفسه ولا يقبل النصح، ويتجه إلى تعاطي القات، والأخير أكبر آفة على الكرة اليمنية".
 
السعواني: الفئات العمرية هي الأساس القوي
 مدرب الفئات العمرية بنادي 22 مايو، جميل السعواني، أدلى بدلوه مثنياً على إدارة ناديه لتذليلها الصعوبات واهتمامها بالفئات العمرية. وأشار إلى أن ناديه رافد أساسي للمنتخبات الوطنية، ناشئين وشباباً وأول, وحمل دول العدوان مسؤولية ما آلت إليه أوضاع الرياضة في البلد بسبب التدمير الذي حدث للمنشآت الرياضية.
واستدرك: "لكني لا أعفي وزارة الشباب والرياضة من عدم اهتمامها بالفئات العمرية، فمن الضروري أن تهتم بالفئات العمرية، لأن الفئات العمرية هي الأساس القوي لأي لعبة، فإذا كان لديك أساس قوي غير مغشوش تستطيع أن تبني ما تريد، وإذا لم يكن لديك أساس قوي ينهدم كل شيء خلال مدة قصيرة".
وأشار إلى استهتار اللاعب عند تكريمه واعتقاده بأن المكافأة المالية التي حصل عليها ستبني له مستقبله، وبالفعل بعضهم يفتح له مشروعاً صغيراً، "مثلاً حارس منتخب الناشئين عاد إلى أرض الوطن وكان متحمساً بالتمارين والاستعداد مبكراً لنهائيات كأس آسيا، ثم اشترى "دباب" (باص) والآن يشتغل فيه، وهذا أحد أسباب انتهاء مشوار اللاعبين".
وأنهى مداخلته بالإشارة إلى الظلم الذي يتعرض له مدربو الفئات العمرية: "مدرب الفئات العمرية يبذل جهوداً جبارة فيذهب إلى الحارات والمدارس ويكتشف لاعبين ويضمهم إلى النادي ويستفيد منهم النادي والمنتخبات الوطنية. ولو أردنا الحديث عن هذا الموضوع فسنحتاج شهراً كاملاً", حد تعبيره.

 أمواس: البيضاء مليئة بالمواهب
لاعب المنتخب الوطني السابق ومدرب شباب البيضاء، أحمد أمواس، وصف تأهل منتخبي الناشئين والشباب إلى نهائيات كأس آسيا بأنه أفرح الجمهور الرياضي والمتابعين لهما.
وأشار إلى أن سبب الفرحة الكبيرة هو أن التأهل جاء في ظل ركود رياضي وانعدام للأنشطة الرياضية في اليمن، كما أن إعداد المنتخبين لم يكن بالشكل المطلوب من حيث المعسكرات الخارجية أو المباريات التجريبية، وبالتالي فإن ظهور المنتخبين بتلك الصورة المشرفة كان له دور إيجابي في رسم البسمة على شفاه الشارع الرياضي.
وأضاف: "وجود تلك المواهب الرائعة في صفوف المنتخبين تجعلنا متفائلين بظهور طيب في نهائيات كأس آسيا للناشئين والشباب، ونتمنى أن يكون الاستعداد للمشاركة أفضل من السابق، وأن تتاح للمدربين ظروف عمل أفضل وإقامة مباريات تجريبية أو المشاركة ببطولات ودية قبل المشاركة الرسمية".
واستطرد أمواس: "إقامة مسابقات للشباب والناشئين أصبحت ضرورية جداً، لأنها ستفيدهم كثيراً وترتقي بمستواهم العام".
لكنه تراجع عن رأيه، قائلاً: "إقامة بطولات كروية حالياً لهذه الفئات صعب جداً، نظراً للظروف التي تمر بها بلادنا وعدم اهتمام أغلب الأندية بالفئات العمرية، إضافة لعدم وجود قاعدة بيانات حقيقية وصحيحة للفئات العمرية، سواءً في الأندية أم لدى الاتحاد العام لكرة القدم".
وأكد مدرب رهيب البيضاء أن "محافظة البيضاء مليئة بالمواهب، ويوجد حالياً الكثير من المواهب التي تبشر بالخير وتستحق الرعاية والاهتمام، ولكن توقف النشاط ساهم في عدم إبراز تلك المواهب. وفي مشاركتنا الأخيرة في الدوري التنشيطي بصنعاء لعبنا بفريق كامل من الشباب، ولأول مرة تتاح لهم فرصة اللعب، وكان الأداء جيداً، ولفتت تلك المواهب أنظار المتابعين، وأهمهم النجم ناصر محمدوه من نادينا الذي كان قد انتقل إلى أهلي صنعاء قبل أقل من سنة تقريباً، وما انتقاله إلى الدوري العراقي إلا خير دليل على أن البيضاء منجم للمواهب، ولكن ينقصها الرعاية والاهتمام".