إعاقتي وسام شرف ودليل على فشل العدوان في النيل من معنوياتي
11 شهرا في زنزانة انفرادية سعودية 

#مارش_الحسام / #لا_ميديا -
لم تُوقف علي الكاظمي رصاصات معادية هشمت عظام ساقيه، كما لم تزهق مسيرته النضالية، فقد واصل رصيده البطولي مشلول القدمين في زنزانة تنتهك الإنسانية وتناقض كل المواثيق والأعراف والدولية.
حُرم من العلاج وتعرض لكل أنواع التنكيل ووسائل التعذيب. لكنه وبإرادة صلبة قهر سجانيه الذين كانوا يتوقون إلى مشاهدته ذليلا منكسرا وذلك من قبيل الوهم والمراهنة على العدم وعلى أساليبهم القذرة.
تحمل ألمه وجراحه بصمت، لأنه لا يليق به البوح بها أمام الأعداء. تلك هي أخلاق الفرسان وبديهيات المقاتل اليمني، والتي لا تحتاج إلى قدرات خاصة لإدراكها.

 بداية لو تعرف القراء بنفسك؟
- علي علي حمود الكاظمي، من محافظة ذمار، التحقت بالجيش واللجان الشعبية في العام 2016، وكنت في جبهة عسير، وفي فبراير من العام 2019 تعرضت للأسر في منطقة أبواب الحديد بمحافظة عسير، وبقيت في الأسر مدة 11 شهراً.

9 مجاهدين يواجهون جيشاً
 هل يمكن أن تروي لنا لحظات ما قبل عملية الأسر أو الساعات التي سبقت عملية الأسر؟
- بعد أن توغل الجيش واللجان في منطقة أبواب الحديد في عسير، تم الالتفاف علينا من قبل المرتزقة في تمام الساعة التاسعة صباحا، وتم استهدافنا بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة والغارات الجوية. حاولنا صد الزحف والمقاومة، وكنا 9 مجاهدين، وكانوا جيشاً كبيراً يتبع سياسة الأرض المحروقة. ومن شدة كثافة النيران أصبت أنا واستشهد جواري رفيقي توفيق الحمزي، وأصيب الآخرون إصابات مختلفة، ثم تم أسري مع «أبو جيزان عامر».

منعوا عني العلاج
 ما نوع الإصابة الحالية التي تعاني منها؟ وما علاقة الأسر بهذه الإصابة؟
- أعاني من تهشم في العظام بسب الرصاص والشظايا التي تعرضت لها في يوم الأسر، وأمسكوا بي وأنا مصاب، وتعرضت للضرب، ومنعوا عني العلاج، وطوال فترة الأسر وأنا على كرسي متحرك.
 هل تم أسرك من قبل جنود سعوديين أم مرتزقة يمنيين؟
- كلهم من المرتزقة اليمنيين. ومعروف أن الجنود السعوديين لا يقاتلون.

سجن في خميس مشيط
 في أي سجن أو مدينة سعودية تم حبسك؟ 
- بعد أن قام المرتزقة بأسري أخذوني مع بقية الأسرى إلى معسكر تابع لهم في منطقة علب، وفي ذلك اليوم نفسه تم نقلنا إلى داخل السعودية، وتحديداً إلى منطقة ظهران الجنوب، ثم بعد ذلك تم نقلنا إلى سجن في خميس مشيط.

في الجحيم
  هلا تصف لنا الوضع في السجن ومعاملة السجانين لكم؟
- الموت كان أرحم مما كنا نتعرض له من معاملة، فقد لقينا كل أصناف التعذيب، واستخدموا معنا كل الأساليب القذرة، وكنا كأننا في الجحيم، سجون بدون حمامات، وتعذيب، وإهانة، وهناك أمور أستحي أن أذكرها.

تعذيب سادي
 كيف تصف معاملة اليمنيين لأسرى الجيش السعودي؟ 
- هناك فرق كبير بين تعاملنا مع أسراهم وتعاملهم مع أسرانا. أسراهم عندنا في راحة، وهذا نابع من أخلاقيات اليمنيين في التعامل مع الأسير. أما هم فلم يكتفوا بالضرب والتعليق رأساً على عقب والسب للأسير اليمني، بل كانوا يجبروننا على القيام بأمور لا إنسانية، بعضها ممكن ذكرها وبعضها كما قلت لك أستحي أن أذكرها.
 ما الأشياء التي يمكن ذكرها أو التي لا تجد حرجا في ذكرها؟
- التعليق، السحب، اللطم، السب بكلام فاحش، يحرمك من الذهاب إلى الخلاء، ويقول لك افعلها في ثيابك أو في مرقدك... وكان الأسير يضطر لقضاء حاجته جوار مرقده وفي علب بلاستيكية وقراطيس. وكان الجندي السعودي يستمتع ويبتهج إذا رأى أي أسير يتبول في ثيابه.

حبس انفرادي
 هل كانت تصلكم أية أخبار، سواء أخبار انتصارات الجيش واللجان أم أخبار زائفة لزعزعة معنوياتكم؟ 
- كنا معزولين عن العالم تماما، ولا تصلنا أية أخبار، لا سلبية ولا إيجابية، وجهك في الجدار دائما، ممنوع الحركة، ممنوع الكلام، ممنوع تقابل سجيناً أو تتحدث معه... أما أنا فقد عزلوني عن بقية السجناء ووضعوني في زنزانة انفرادية. 
 لماذا تم عزلك أنت بالذات؟
- لأنني جريح ولي وضع خاص، كما أنهم لم يكونوا يريدون مني أن أختلط ببعض السجناء. 

لم أسمع بضربة «بقيق»
 باعتبار أنك كنت معزولاً عن العالم، ماذا تعرف عن عملية «نصر من الله»؟ وماذا حدث في «بقيق»؟
- كل يوم أسمع معلومات جديدة عن انتصارات الجيش واللجان. وعملية «نصر من الله» سمعت بها بعد خروجي من السجن. أما «بقيق» فلم أسمع بها، ومتشوق لسماعها، وسأبحث عنها بعد المقابلة.

ممنوع الحركة والصوت
 كيف كان البرنامج اليومي في السجن؟
 - كانوا يجبروننا على النهوض الساعة الـ3 فجراً وحتى الساعة الـ11 مساء، وطوال هذه المدة كانوا يجبرون الأسير على الجلوس فترة طويلة بوضعية واحدة، وجهه للجدار، ممنوع تلتفت، ممنوع تتحرك، ممنوع تصدر أي صوت... ويتم مراقبتك عبر الكاميرا، وإذا صدرت منك أي حركة يتم تعذيبك وتعليقك.

عزل تام لـ11 شهراً
 أنت قلت إنك كنت في زنزانة انفرادية... هل حدث أن سمحوا لك بالخروج منها طوال 11 شهراً؟ وهل حدث أن التقيت بأسرى؟ 
- لم يسمحوا لي بالخروج ولو دقيقة واحدة، ولم ألتقِ بأحد من الأسرى إطلاقا طوال فترة الأسر هناك.
 هل كان يتم إخضاعكم لدورات أو محاضرات لتغيير قناعتكم؟
- كان في زنزانتي عدد من الكتب الوهابية، لكني لم أكن ألتفت إليها.

يومياً بانتظار الموت 
 ماذا كنت تتوقع أن يكون مصيرك وأنت بيد مجرمين يدفنون الأسرى أحياء؟
- كنت أنتظر الموت، وكان متوقعاً. وعندما تقع في يد عدو حقير إما أن يقتلك وإما أن يعذبك. العذاب كان متوقعاً، والقتل كذلك. 

لم يرهبونا أبداً
 هل اهتزت معنويات الأسرى بسبب التنكيل والتعذيب؟
- لا، بالعكس، ظلت المعنويات مرتفعة، وأطلقنا الصرخة مرتين في السجن، واهتزت معنويات الجنود السعوديين، لأنهم عجزوا عن هز معنوياتنا، رغم كل أساليبهم القذرة، لم تهتز لنا شعرة، وأطلقنا الصرخة في 5 شعبان، وكررناها في 15 رمضان، ودوت الصرخة في كل أرجاء السجن.

رضوخ السعوديين لإرادتنا
 لماذا دوت الصرخة في هذين التوقيتين بالذات؟ 
- في 5 شعبان كان الأسرى صائمين، والصرخة بدأت من الساعة 12 منتصف الليل وحتى الساعة 3 بعد منتصف الليل بدون توقف، حتى جاء الضباط السعوديون وهدؤوا الوضع بتلبية مطالب الأسرى، لأن العنابر كانت بدون حمامات، وكان يتم قضاء الحاجة في علب بلاستيكية وقراطيس.
في 5 رمضان نظم الأسرى مظاهرة في السجن وأعمال شغب وتم تكسير الكاميرات والحمامات وكل ما يمكن كسره، وبعدها جاءت قوة عسكرية وقامت بإخراجهم بالقوة إلى الساحة.

  كلمة أخيرة؟
- أوجه رسالة للعدو: أسركم لنا زادنا قوة وثباتاً وعزيمة وإصراراً على مقاتلتكم، وإنا بإذن الله لمنتصرون.