البلبل التهامي إبراهيم حبيب:الجمهور اليمني متهم بقتل الإنشاد
- تم النشر بواسطة حاوره/ أحمد عطاء / لا ميديا
ليس للخائن مكان بيننا وسنفتدي وطننا بدمائنا
حوار: أحمد عطاء / لا ميديا -
البلبل التهامي إبراهيم حبيب، أو كما يعرف صوفياً بـ»بن حبيب»، من أقدم منشدي زبيد، وأحد منظري الإنشاد في تهامة، لما قدمه ومازال يقدمه. منذ صغري أستمتع بسماعه على أشرطة الكاسيت، وفي الأعراس، يشدو بالقصائد الغزلية التي تطير بك بالصوت الآسر وبتلاعبه بنغمات صوته الجميل، فهو منشد متمكن، بليغ، يتجاوز حدود الجمال. ولكن لعدم الاهتمام من الأنظمة السابقة لم يظهر بالشكل المطلوب،غير أنه صارع بصوته للبقاء في المشهد الإبداعي، فشارك داخلياً وخارجياً، وكان له الأثر الكبير في كل منصة اعتلاها صادحا باللهجة التهامية والمواويل التي تحلق بك في سماوات الدهشة، ومازال يبدع الألحان التي كان آخرها في «أوبريت المولد النبوي الشريف» في محافظة الحديدة، حيث وضع بصمته الخاصة وبقوة في ألحان هذا الأوبريت. لا شك أن «بن حبيب» سيخلدهُ التاريخ ضمن أفضل من صدحوا بالإنشاد الصوفي في العالم
العربي وبشهادة الكثير. من هنا، كان لـ«لا» هذا الحوار معه كبعض الإنصاف الذي لم يجده في عهود التطبيل والوصاية السابقة.
منشدنا الكبير إبراهيم حبيب، أهلا وسهلا بك في صحيفة «لا»!
أهلاً وسهلاً بكم وبصحيفة «لا»، وأشكركم على استضافتكم الكريمة لي.
على نهج والدي ووالده
متى كانت بداياتك مع الإنشاد؟
- منذ الصغر، فقد كان والدي منشداً، وكان يصطحبني معه ويقول لي كيف كان جدي (والده) يفعل معه حتى حفظ الألحان، لأن جدي كان منشداً أيضا، وأنا أفعل مع أبي ما كان يفعله مع والده.
بمن تأثرت من المنشدين القدامى؟
- بوالدي الشيخ يوسف أحمد حبيب، وعمي الشيخ أحمد يحيى حبيب، وأنهج نهجهما. ولا أنسى المرحوم الشيخ إسماعيل حيدر في بيت الفقيه، والمرحوم الشيخ محمد حنبش، وكذلك المرحوم الشيخ حسن الضحوي وأخاه.
مشاركة خارجية وحيدة
حدثنا عن مشاركاتك في المحافل الداخلية والخارجية؟
- محلياً أشارك في مهرجان صنعاء للإنشاد منذ العام 1994، وكل عام أشارك فيه خلال شهر رمضان المبارك. كما شاركت أيضاً في مهرجان النصرة الذي أقيم في تريم الغناء بحضرموت. وهنا في محافظة الحديدة كنت ضمن اللجنة الفنية التي اختارت ألحان «أوبريت المولد النبوي الشريف» الذي أقيم مؤخراً في المحافظة. كما أشارك في إحياء الأعراس على مستوى أربع محافظات. أما خارجياً فلدي مشاركة واحدة كانت في فرنسا في معهد العالم العربي بباريس.
تطوير الزفة
ما هو العمل الذي قدمته وترى أنه أثر في المجتمع؟
- هو تطوير الزفة في مدينتي زبيد، وكان لهذا التطوير أثر كبير، حيث أبدى الناس إعجابهم وانبهارهم بهذه الزفة التي تجاوزت حدود مدينة زبيد وانتشرت إلى المديريات المجاورة، لأن الإيقاع التهامي كان حاضرا فيها والكلمات تتناسب مع العريس والدعاء له وذكر المقربين منه والأصهار وغيرهم، كل ذلك تضمنته الزفة. طبعاً الزفة هي من ألحاني وكلماتي، وبعضها من كلمات شعراء تهاميين وألحان تهامية.
نكهة تهامية خاصة
من هو الشاعر الذي تتمنى لو أنشدت له؟
- كل الشعراء أرتاح لشعرهم، لكن أكثر من أتمنى أن أنشد له هو الشاعر محمود مبروك.
الشعر التهامي له نكهته الخاصة. كيف هو صداه في أناشيدك؟
-الشعر التهامي فعلاً له نكهة خاصة وله أيضاً تأثير كبير، فمن خلال تنوعه انطلقت ألحاني الجديدة، مع الحفاظ على التراث كما هو لم أغير فيه.
أيهما أفضل في أعمالك الفصيح أم التهامي؟ ولماذا؟
- الأفضل بالنسبة لي هو التهامي، لأني أجد نفسي فيه أكثر، وأتفاعل معه، وتشارك كل أحاسيسي أثناء أدائه، إضافة إلى أن له وقعاً جميلاً في قلوب الناس.
الأنشودة والزامل
كمنشد كيف تقرأ الزوامل التي جاءت باللهجة التهامية؟
- جميلة جداً، لأنها وإن كانت زوامل إلّا أن لونها التهامي لم يتغير. قد نلحظ تغييراً في لكنة اللسان، لكن إحساس اللحن التهامي يبقى موجوداً.
ما الفرق بين الأنشودة والزامل؟
- أهم الفروق أن الأنشودة تتميز بسهولة اللفظ واللحن، بينما الزامل يتميز بجزالة اللفظ واللحن. لكن عموماً كلاهما له تأثيره، خاصة إذا ما تميز بكلمات واضحة وأداء صوتي جميل.
الإنشاد يكاد يندثر
بحكم عملك وخبرتك الطويلة في مجال الإنشاد، ما رأيك في المنشدين اليوم؟
- بصراحة، الإنشاد يكاد أن يندثر، وذلك لميل المنشدين إلى الغناء من أغاني الفنانين، بينما القلة فقط لا يزالون ملتزمين باللون الإنشادي. وكذلك لا ننسى دور الجمهور الذي له دور في قتل الإنشاد، حيث تجد البعض إذا لديه عرس يقوم بإحضار فنانين اثنين أو أكثر، أما إذا أرادوا منشداً فيكتفون بواحد فقط، ويحددون له ساعات تنتهي مع وقت المغرب، وهذا مؤسف جداً.
رحلة بحث عن الإبداع
هل أنت راضٍ عما قدمته إلى الآن، أم أن هناك إبداعاً قادماً؟
- الإنسان بطبعه يستمر طيلة حياته يبحث عن الإبداع، ومهما قدم سيجد نفسه مايزال يتعلم من هذه الحياة أشياء وأشياء جديدة، وأنه يجب عليه أن يواكبها. وحتى الآن لم نقدم إلا النزر اليسير مقارنة بما قدمه أجدادنا وآباؤنا لتخليد فن الإنشاد.
ما الذي ينقصك كمبدع؟
- ينقصني استوديو أوثق به أعمالي، وإعلام يهتم بنا، وقنوات تدعمنا، ووزارة تساندنا وتذلل الصعوبات أمامنا. فإذا توفرت هذه الأمور الهامة ستجد الإبداع.
دور وطني
ما هو دور المنشدين في الدفاع عن الوطن؟
- لكل منا دوره في الدفاع عن الوطن. والمنشد يجب عليه أن يكرس أناشيده وألحانه وكلماته لتوضيح أهمية الجهاد والتنديد بمن خان هذا الوطن.
ما الذي يميز منشدي زبيد عن غيرهم؟
- كلمات شعرائها، التي تتميز بالسهولة وروعة الصور البلاغية الجميلة والمؤثرة في النفس وتعدد أغراضها.
ما هي رسالتك لأعداء الوطن؟
- ليس للخائن مكان بيننا، وسنفتدي وطننا بدمائنا.
كلمة أخيرة تود قولها؟
- أقول إن فن الإنشاد سيظل حاضراً مهما اختلفت الأذواق، فهو الأساس لكل فن. وشكراً لكم على الاهتمام وإتاحة الفرصة لي للحديث عبر صحيفتكم.
المصدر حاوره/ أحمد عطاء / لا ميديا