تنشر «مرافئ لا» نتاجات شعراء الظل بصورة أكثر تركيزا تتيح للقارئ الوقوف على أبعادها وتخومها، لتصدر هذه النتاجات لاحقا في «ديوان لا» السنوي .
القصائد المنشورة في حواشي هذا الملحق  لـلشاعرزياد حمود علي السالمي .


زياد حمود علي السالمي
مواليد 1981، القفر محافظة إب.
ليسانس شريعة وقانون جامعة صنعاء، 2003.
طالب في المعهد العالي للقضاء الدفعة 23.
شاعر وكاتب وناقد. 
له مجموعة شعرية بعنوان «خلف الظل» صادرة عام 2007.
له عدة مجموعات شعرية قيد الانتظار.

صعدة
سلام على كل شبر بأرضي 
سلام على الأوفياء لها 
سلام على الصامدين بوجه العدى 
دون خوف وكل 
سلام على صعدة الانتصار 
سلام عليها رباطة جأش البلاد 
سلام على أهلها أجمعين 
على كل من حالف الرافضين الخنوع 
على الشرفاء السلام


تناغم
تستطيع مع الجرح منح 
فؤادك بعضاً من المرح ابدأ فقط
ثم لا تتردد من الامتنان
لجرحك هذا 
كصك تفانٍ أمام عطيته
 حينها ربما 
 ليس ما يستحق بقاءك 
غير السويعات تلك 
التي كنت أمضيتها في صياغتك 
الفارق المتباين للشيء  
أو ربما 
نقطة جد فارهة للتحول 
حيث أتاحت لك العفوية 
ثم موفِّرةً 
لا سواها عليك الكثير من الجهد 
في خوض هذي المغامرة 
المستحيلة  
عند الكثير من الأذكياء..
على الطرف الآخر الانكماشي 
أمران وجه التشابه بينهما 
ظاهر 
مع ذلك كلٌّ له حكمه 
يتعين حالهما أن تحاول إيجاد 
خيط التناغم للاكتمال  
إذن لاختيار التموضع 
تحتاج شكلا مناسباً
كاللامبالاة في المعطيات 
أنانيةٌ صرفةٌ
قد يبرهنها عفويٌّ يصادف 
أو كافتراض النتيجة قبل البداية 
فعلاً هنا نرجسياً 
يبرره متأنٍّ يثابر
 أو هكذا تستطيع مع اللامبالاة 
منح التأني مبرره العفوي 
وتضفي على الصدفة الطابع الافتراضي..
برهنةً ومثابرةً  
سوف تدرك 
أن النتيجة قصدية المعطيات



قنابل تحتفل اليوم بي
سأخرج من عالمٍ هيّأته الضغينة 
من ثم أصنع عشا يقوم على اللامبالاة 
لا شيء غير محاولة اليأس تملأ وقتي 
ولا غاية غير صوت الرصاص يجايل أمنيتي 
في الزمان الكئيب
دوي قنابل تحتفل اليوم بي 
بعد هذا العناء المسمى حياة
سأخرج من أي شيء إلى أي شيء 
يجدد في نشاط البقاء 
وحب التأمل 
إن الرتابة تغتال لحني 
وتلزمني بالسكوت أمام الصواريخ 
مستسلما مثل صنعاء  
لا أستطيع التململ صوب رؤى الاختلاف 
ولا أستطيع الكلام عن الرغبة المتأنية 
الآن 
ما عدت أقوى على الرعب هذا الممنهج 
ما عدت أشعل فوضاي فيه ليذوي قليلاً 
كما كنت في البدء 
يا أيها العالم المستبيح السلام 
رويدا رويدا سأجتاز قضبانك الصلبة.. 
الضوء بعد انتظار طويل وخيبة مسعى يثور 
وهذا أنا الآن ضقت وما عدت أحتمل الحال 
سوف أفك القيود التي من على خاطري 
أتخلى عن المغريات القديمة 
سوف أغادر نحوي كطير 
غريب يسير إلى الله يسأله: 
ما القضية من كل هذا الهباء!
وما السر من خلف ما يصنع الناس بالناس!
ما الحكمة المرتجاة من الاحتمال!



عنــاد
كالتفاني يؤده طول بالي 
من تباه غدت شجوني خيالي 
لضمير يحفه الحدس فقدا
فاستوى يوقظ القلوب الخوالي 
لا سكون يلطف الجو لحنا 
أو فراغ أعده لاحتفالي  
أو نديم يقدم الود كأساً 
أو مريد يشير نحو اكتمالي 
أو سؤال يزيل عني سهادي 
من قريب يهمه كيف حالي 
أو جواب يلوح دون التباس 
أو خيار أؤمه للمعالي 
في بلاد منحتها كل شيء 
وهي تبدي عنادها كالقوالي 
كلما زاد جورها زدت حلما 
إنما لا يدوم قلت احتمالي 
يا اغتراباً له شرودي اغتراب 
هكذا كنت رغمها لا أبالي 
سوف أسعى لردها دون كل 
جادة الماء للسحاب القلالِ 
كيف لا! والحياة مهما تداري 
ليس إلا توسداً للزوالٍ 
وإذا لم تكن تراكم وهم 
عادة في الأخير رهن الدوالي  
فترى الغر من عليها لبيبا 
واتزان الغريب فخر الموالي