هداف اليمن الكبير يفتح النار على حسن زيد عادل السالمي لـ «لا الرياضي»: وزير الشباب نقطة سوداء في جبين الرياضة
- تم النشر بواسطة طلال سفيان/ لا ميديا

حـاوره: طلال سفيان / لا ميديا -
تصوير: مروان أنعم
صاحب الحضور والتاريخ والألقاب والنجومية، "مرعب الشباك" ومزعزع دفاعات الخصوم. إنه الهدَّاف النجم الذي خسرته الكرة اليمنية فجأة.
يعد اللاعب والمهاجم الدولي الفذ عادل السالمي واحداً من أفضل المهاجمين الذين أنجبتهم الكرة اليمنية على مر تاريخها في نهاية القرن الماضي، زمان بزوغ هذا النجم وبداية القرن الـ21، ليتوقف عطاء الهدَّاف السالمي فجأة أثارت حيرة المتتبع للشأن الرياضي.
اليوم يعود هذا النجم الفلتة إلى الواجهة ومن خلال صحيفة "لا" للحديث بشجاعة عما جرى معه في الماضي وطموحه للمستقبل برؤية قد تسعد الكثير وتثير حنق البعض.
بعد غياب طويل عن المشهدين الرياضي والإعلامي، نرحب بك كابتن عادل في ملحق "لا الرياضي"!
- مرحبا بكم وبصحيفة "لا".
كيف بدأ تدرج السالمي مع اللعبة؟
- مثل أي لاعب، تدرجت من الحارة إلى المدرسة، ثم التحقت بصفوف أشبال أهلي صنعاء في العام 1992، وتدرجت في الفئات العمرية إلى أن وصلت للفريق الأول عام 1997 وشاركت أساسياً في الفريق الأول عام 1998.
وبداية انطلاقتك مع المنتخبات الوطنية...؟
- أول موسم شاركت فيه مع الأهلي في بطولة الدوري عام 1998 وأحرزت لقب هداف الدوري، فكانت بداية انطلاقتي مع المنتخبات الوطنية، حيث شاركت مع منتخب الشباب في ذلك العام في بطولة في قطر تحت قيادة الكابتن القدير أمين السنيني، ومن بعد عام 1998 تم اختياري ضمن المنتخب الأولمبي ثم مع المنتخب الأول.
علاقتي مع العيسي تسببت بإيقافي
في مرحلة من بروز اسمك كلاعب فذ دخلت في إشكاليات مع إدارة أهلي صنعاء وانتقلت للعب لأندية وحدة صنعاء والرشيد والتلال... هلا تحدثنا عن هذه المرحلة؟
- بداية الإشكالية كانت مع إدارة أهلي صنعاء، وتحديداً كان الخلاف في مباراة الأهلي والهلال في ملعب العلفي بالحديدة، استاء مني بعض إداريي الأهلي بسبب ارتباطي بعلاقة جيدة مع العيسي، فقاموا بإيقافي مع زميلي سامي جعيم وعدنان طاهر في تلك المباراة واتهمونا ببيع المباراة وأمور من هذا القبيل، ومن هنا بدأت الخلافات بيني وبين إدارة الأهلي، طبعاً توقفت عن اللعب لمدة موسم حتى جاءني الأخ مراد بجاش وطرح عليَّ وجهة نظره وقال لي لا بد أن أعود للملاعب من أجل أن أبدأ فترة إعداد للموسم القادم، فوافقته الرأي وذهبت لنادي الرشيد وشاركت معهم دوراً واحداً فقط في الدوري، ثم عدت إلى صنعاء للمشاركة مع الوحدة في الدور الأول، وفي الدور الثاني للدوري انتقلت للتلال عام 2010 وبقيت معهم حتى العام 2011، وخلال الموسم الأول لم تكن هناك أية إشكالية معهم، بالعكس كانت الأمور مع التلال جيدة أثناء ما كان يتولى تدريب التلال مدرب عراقي، حتى جاء المدرب الإثيوبي سيوم كبدي، الذي أحترم وجهة نظره لقيادة التلال وأحضر معه لاعبين إثيوبيين منهم اثنان مهاجمان، وكان لهم أولوية اللعب بحكم أنهم أبناء بلده ولاعبون محترفون، فرفضت البقاء في التلال واعتذرت منهم وطلبت العودة إلى صنعاء فمنحوني الاستغناء.
كيف انتهت هذه الإشكالية مع الأهلي؟
- كل شيء انتهى في حينه، فالناس المرضى ذهب منهم من ذهب، وبقي منهم من بقي داخل إدارة الأهلي، وبإذن الله سيذهبون جميعاً.
لن أقبل أقل من رئاسة النادي
الآن بعد انقطاع طويل عدت إلى المشهدين الأهلاوي والكروي. ماذا يعني ذلك؟ هل عرض عليك أن تكون ضمن الإدارة أو الجهاز الفني؟
- أهلي صنعاء بيتي الثاني، فقد تربيت وتواجدت في النادي الأهلي أكثر من تواجدي في بيتي مع أهلي. الأهلي وجماهيره لهم فضل كبير على عادل السالمي. وبطبيعة الحال كانت عودتي بطلب من رابطة الأهلي أن أكون موجوداً إلى جانب الفريق. أيضا الإخوة الإعلاميون، وعلى رأسهم الأخ العزيز جمال الخولاني، وكذلك بعض إداريي الأهلي، طبعاً قوبلت بحفاوة كبيرة من قبل جماهير الأهلي والإخوة الإعلاميين. حقيقة لم أكن مبتعداً بل كنت مطلعاً على كل أخبار النادي الأهلي وقريباً منهم. كما لا أخفي عليك، كان قد طلب مني أن أكون ضمن الإدارة أو تولي التدريب والإشراف على الفريق، لكن أنا لا أقبل بمنصب لا يعبر عن مكانتي ومركزي، وإن كان شرفاً كبيراً لأي واحد منا أن يكون حتى حارس بوابة لأهلي صنعاء الذي يمثلنا، هذا ليس تقليلاً من المنصب أو استعلاء بل بالعكس، لكن موقفي واضح مع بعض الإداريين داخل الأهلي، وبإذن الله لكل حادث حديث.
هل هناك منصب معين ترغب فيه؟
- كما ذكرت لك، من حق أي لاعب أن يقود الأهلي. طبعاً لو يتقدم الكابتن علي النونو أو الكابتن أحمد الصنعاني أو الكابتن عصام دريبان سأكون عوناً لهم، ومن حقي كنجم ولاعب وضحيت بعمري داخل البيت الأهلاوي أن أتقدم للترشح في أقرب انتخابات لرئاسة النادي الأهلي، وهذا من حق أي شخص.
هل هذا الأمر بشكل جدي؟
- طبعاً، ولماذا لا؟! فلو تقدم أي أهلاوي أقدم وأكفأ مني وجدير بهذا المنصب، فسأكون عوناً أساسياً له.
نقطة سوداء
هل أنت مع خيار تشبيب الرياضة اليمنية؟
- لا بد أن يبدأ هذا الأمر من وزارة الشباب والرياضة، فوزارة الشباب والرياضة نقطة سوداء في جبين الرياضة اليمنية، وبالذات أن يمثلها حسن زيد، رغم وجود كوادر شبابية وكوادر مثلت المنتخبات الوطنية ذات قيمة، وعلى سبيل المثال أين جمال حمدي وعصام دريبان وشرف محفوظ وجمال الخوربي وعمر البارك وغيرهم من النجوم الذين ضحوا بحياتهم في خدمة الرياضة اليمنية؟! الدماء الشابة لا بد أن تكون متواجدة في أي منصب في العمل الرياضي.
إدارات الأندية بحاجة للتجديد
وماذا عن الاتحادات والأندية؟
- إذا كان هناك عتب على اتحاد القدم أو أي اتحاد يمثل لعبة معينة، فالعتب يوجه للأندية، لأنها هي من قامت باختيار رئاسة الاتحادات العامة وفروعها. اتحاد كرة القدم منتخب ونعرف لوائح الفيفا المتشددة حيال هذا الأمر، وليس بمقدورنا أن نغير رئيس الاتحاد، سواء كان في اليمن أم في أي دولة بالعالم. إلا بالانتخابات، بالتأكيد أصبح وجود الداعم يلعب دوراً رئيسياً والمال هو كل شيء، وإذا أردنا حياة رياضية يجب أن تكون الموارد المالية هي الأساس. رأينا أمين جمعان كيف فعل وبذل مع وحدة صنعاء رغم وجوده في الوحدة منذ فترة ليست بطويلة إلا أنه كان له جهد جبار يشكر عليه. وبالعكس إدارة النادي الأهلي، هذه الإدارة متجذرة داخل الأهلي ولها 25 عاماً إذا لم تخني الذاكرة. كذلك هناك إدارات كثيرة في الأندية اليمنية لا بد لها أن تتجدد بأبناء اللعبة. ولا مانع أن يبقى الداعمون والمحبون كأعضاء شرف. علينا أن نفهم أن يكون الحب لكيان النادي وليس للأشخاص.
الهدَّاف التاريخي للدوري مجهول
كابتن عادل، هلا توضح لنا ولكل المختلفين من هو الهداف التاريخي للدوري اليمني؟ هل هو علي النونو أم عادل السالمي؟ وكم عدد الأهداف التي سجلتها؟
- في الفترة الأخيرة أثير الكثير من الجدل حول هذا الأمر. أنا وعلي النونو وجهان لعملة واحدة، ولا نختلف إطلاقاً، رغم هذا الحديث الموجه إلينا. ويجب أن يوجه هذا السؤال للمعنيين في اتحاد كرة القدم وإدارة أهلي صنعاء أيضاً، لأن هذا الجانب مهم جداً من هو الرقم الصعب والأكثر أهدافاً على مستوى الأهلي والمنتخب الوطني. يجب العودة للأرشيف والأوراق الرسمية، فهي التي تحدد من هو الهداف التاريخي للدوري اليمني.
قد يجوز أن أقول إنني الهدَّاف الأول للدوريات اليمنية، بينما تكون الأوراق الرسمية تقول إني غير جدير بهذا اللقب. وقد يقول علي النونو إنه هدَّاف اليمن الأول أو بعض المروجين لذلك، وقد تكون الحقيقة غير ذلك. وأعتقد أن هذه الاشكالية من سوء إدارة الاتحاد اليمني لكرة القدم وإدارة أهلي صنعاء، وإلا كان يجب أن يفصل في هذا الموضوع منذ وقت سابق.
هدفي في مرمى السعودية الأكثر قيمة
ما هي الأهداف الأجمل والأغلى لعادل السالمي؟
- أجمل أهدافي كان في مرمى وحدة صنعاء في لقاء قطبي العاصمة. وأغلاها في موسم 1998 أمام فريق الشعلة في عدن، وكان في الدقائق الحرجة من المباراة في مرمى أفضل حارس عرفته الكرة اليمنية، المرحوم عارف عبد ربه.
ودولياً هدفي في مرمى السعودية، لأنه كان ذا قيمة أمام منتخب قوي وحامل لقب آسيا. وأيضا أهدافي في مرمى الهند في التصفيات الآسيوية، ولأنها كانت في أرضنا وبين جماهيرنا.
قدت اليمن في أول مشاركة خليجية
في أول مشاركة لليمن في بطولات كأس الخليج، كانت التجربة الأولى وسط معاناة وتم اختيارك ضمن منتخب نجوم خليجي...؟
- كانت هذه أول مشاركة لنا في بطولات كأس الخليج في البطولة التي استضافتها الكويت عام 2006، وشرف كبير لي أن كنت قائد المنتخب الوطني في تلك الفترة. وكان منتخبنا يضم 95% وجوهاً شابة، فقد انسحب الكثير من اللاعبين أثناء معسكر يوغسلافيا بإيعاز من بعض الإداريين الذين أقنعوهم بأن البطولة كبيرة وستكونون في الواجهة وستتحملون أهدافاً كثيرة، ولم يبق من لاعبي الخبرة سوى عادل السالمي وأنور السروري. وكان الحمل كبيراً علينا، لكنه كان شرفاً كبيراً أن نكون مع تلك الوجوه الشابة، حتى وإن كنا قد منينا بخسائر كبيرة، أمام البحرين 5 ومن الكويت 4 ومن الإمارات 3، لكن كانت تكفيني التجربة وفرحة زملائي بالمشاركة، وتم اختياري بين أفضل 11 لاعباً في البطولــــــة، كــــوني قائد المنتخب اليمني وصاحب الخبرة، كما تم تكريمي في ختام بالبطولة، والحمد لله هذا إنجاز وشرف أضيف إلى رصيدي.
أسوأ لحظة أمام أهلي جدة
هل من وقت عصيب عشته في الملعب؟
- نعم، كان مع أهلي صنعاء أمام أهلي جدة، كانوا متقدمين علينا بهدفين، وسجلت هدف أهلي صنعاء الوحيد. في تلك المباراة أصيب الكابتن عبدالرحمن سعيد إصابة بالغة، فقد حصل عنده بلع لسان، وكانت هذه اللحظة من أسوأ لحظات حياتي الرياضية، لأني رأيت أحد قادة كرتنا المخضرمين الكبار يعاني من الموت داخل أرضية الملعب، ولم يكن بمقدوري أن أقدم له شيئاً، هذه المباراة كانت خالدة في ذاكرتي ولن أنساها إطلاقاً.
صناعة النجوم انتهت
علي النونو، عادل السالمي، فتحي الجابر. كنتم رموزاً للنجم الفلتة. أين اختفت اليوم صناعة النجم عن ملاعبنا؟
- دعني أتخذ من نادي أهلي صنعاء حالة تشبيهية لحال جميع الأندية. أهلي صنعاء كان من عام 90 حتى عام 2000 تغيرت فيه رئاسة النادي 4 مرات، وهذا ما أعطى النادي نوعاً من التجديد. الفئات العمرية عندنا هي الرافد الأساسي للفريق الأول، واهتمام إدارة النادي وتشجيعها للفئات العمرية ومدربيها أعطى زخماً كبيراً بالدفع بالعديد من النجوم للصف الأول. كان لدينا مدربون هم أساتذة في هذا المجال، كالكابتن عبدالله العماد والكابتن حسين طنطن والكابتن محمد اليريمي. هذه الأسماء كان لها فضل كبير في صناعة النجوم وتحديداً الكابتن عبدالله العماد رعاه الله، الذي كان يلقى في تلك الفترة دعم وتشجيع الإدارة. هذا الأمر انتهى اليوم، مما أدى إلى نضوب اكتشاف وتأهيل وإعداد اللاعبين الواعدين.
"المطري" النجم الأول
من هو المهاجم الذي ترى أنه الأفضل على المستوى اليمني؟
- قد يختلف البعض معي وقد يؤيد. المهاجم الوحيد الذي أرى مستواه ثابتاً وتصاعدياً هو الكابتن عبدالواسع المطري، نجم المنتخب الأول. بالنسبة للأندية هناك محمد الداحي وجلال الجلال وزكريا طفطوف في صفوف أهلي صنعاء.
ندم العودة
موقف ندمت عليه؟
- عودتي لأهلي صنعاء بعد انقطاع عام واحد. عدت بضغوطات من قبل جماهير الأهلي وكنت مستعداً أن أضحي بحياتي من أجل الأهلي، فوافقت على العودة من أجل خاطر عيونهم.
نتمنى قيادة شبابية للوزارة
ما هي الرسالة التي توصلها عبر صحيفة "لا"؟
- والله أوصلنا أكثر من رسالة، لكن أعتقد أن آذانهم قد أصابها الصمم، لكن أود أن أبعث رسالة للاتحاد العام لكرة القدم برئاسة العيسي، أن يكون في دماء شابة في المنتخبات الوطنية يمثلون قيادات الإدارة فيها، وسعيد جداً بتواجد الكباتن، عبدالسلام الغرباني وجياب باشافعي وعبدالله الثريا. أشعر بالفخر والاعتزاز وأنا أجد زملاء وقادة يتبوؤون مناصب في المنتخبات، وهذا شيء جميل ويجب أن يعزز.
أيضاً رسالة أبعثها لرئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، قلتم إنكم مع الشباب وتدعمون الشباب، لكن أعتقد أنكم ارتكبتم غلطة كبيرة جداً بتعيين الأستاذ حسن زيد لمنصب وزير الشباب والرياضة. كنت من أشد المعجبين بحسن زيد عندما كان أميناً عاماً لحزب الحق، هو كان سياسياً محنكاً، ولكن في الرياضة لا يفقه شيئاً، وليسامحني الإخوة على هذا القول، لكن كلمة الحق لا تزعل أحداً.
نتمنى أن يقود الوزارة الشبابية شخصية رياضية نكن لها الحب والاحترام وتبادلنا نفس الشعور. حسن زيد وللأسف كان له مواقف سيئة مع الكثير من الرياضيين الذين وصلوا إلى مكتبه، وأنا أحدهم.
أتمنى أن يعي السياسي الأعلى هذا الأمر ويعين شخصية تحظى بإجماع الرياضيين اليمنيين لتمارس حقها الدستوري، وإن شاء الله نرى ذلك قريباً.
كلمة تختتم بها حوارك كابتن عادل...؟
- أشكر صحيفة "لا" على هذا الحوار، ومن خلالكم أقدم الشكر لكل الجماهير الرياضية في وطننا الغالي اليمن. وأيضا أتمنى لمهرجان اعتزال النجم الكبير صالح بن ربيعة في حضرموت أن يلقى التكريم اللائق لهذا اللاعب المخضرم الذي يليق به أن يكرم بشكل جيد نظير ما قدمه للكرة اليمنية. كما أشكر الإخوة الإعلاميين وكل الأصدقاء والمحبين في مواقع التواصل الاجتماعي، وشكرا لك أخ طلال.
بطاقـة نجـم
- عادل عبدالله علي السالمي.
- مواليد 1979 صنعاء.
- متزوج ولديه طفلة أسمها "عبير".
- بدون وظيفة رسمية.
- لعب لمدة 12 عاما في صفوف اهلي صنعاء والمنتخبات الوطنية.
- رقم: الفانلة 16.
المصدر طلال سفيان/ لا ميديا