خاص / مرافئ -

من كبار أعلام اليمن أدبياً وفنياً وإعلامياً، ومن أبرز الأسماء المحلقة في سماء الإبداع. 
ولد الشاعر والإعلامي الكبير لطفي جعفر أمان في 12 مايو 1928 بمدينة عدن، في أسرة متوسطة الحال سكنت شارع القاضي، الذي سكنه كثير من كبار فناني وشعراء عدن، ووفرت له جوا للثقافة والاطلاع، فشغف بالرسم والعزف على العود، وتميز بصوت رخيم جميل في الحديث والإلقاء والغناء.
تلقى دراسته الابتدائية والمتوسطة في عدن، فانتقل إلى السودان ليواصل دراسته الثانوية والجامعية في العاصمة الخرطوم. حصل على دبلوم في الآداب، وتأثر هناك بالشعر الصوفي. نهل من دواوين شعراء عرب كبار أمثال علي محمود طه، التيجاني يوسف بشير، أبو القاسم الشابي، إلياس أبو شبكة، وآخرين. انتقل إلى لندن ودرس في معهد التربية العالي ليحصل في 1955 على دبلوم عال في التربية من جامعة لندن. بعد تخرجه من الجامعة عمل محاضرا في مركز تدريب المعلمين ومفتشا في المدارس وضابطا للمعارف ومسؤولا عن المطبوعات والنشر، ثم مديرا للتربية فوكيلا حتى وفاته، كما عمل بجانب التربية والتعليم مذيعا في إذاعة عدن عند تأسيسها.
يعتبر أمان أحد المجددين للأغنية العدنية، حيث تغنى بأشعاره كبار الفنانين، أمثال محمد مرشد ناجي وأبو بكر سالم بلفقيه، وشكل ثنائيا جميلا مع الموسيقار الكبير أحمد قاسم، فغنى الكثير من أشعاره. اعتمد في قصائده الغنائية على شعر التفعيلة مطوعاً اللهجة العدنية ومصيغاً منها مقطوعات خالدة.
حياة الشاعر الكبير لطفي أمان مليئة بالمحطات والإبداع والتميز والدقة والمثابرة؛ حيث تنقل في أكثر من وظيفة في سلك التربية والتعليم (المعارف) حتى شغل وكيلاً للوزارة, وأسهم في تحرير «مجلة المعلم»، بالإضافة إلى ارتباطه بالإعلام المسموع من خلال إذاعة عدن، فقدَّم أحاديث وبرامج أدبية وتربوية منذ تأسيس الإذاعة مع روادها الأوائل.
كان من أوائل العمالقة (فرسان ورواد إذاعة عدن) في الخمسينيات والستينيات، وكان مذيعاً متميزاً، حيث اعتبر أفضل من يقدم القراءات الشعرية على الإطلاق في تلك الفترة من حياة إذاعة عدن.
له إسهامات أيضاً في النقد الأدبي، فقد أهلته ثقافته الواسعة واطلاعه على الآداب الأوروبية لأن يسهم في حركة النقد الأدبي التي كانت آخذة في النمو والازدهار في سياق حركة الأدب المعاصر وظهور نزعات التجديد والتحديث في الشعر على وجه الخصوص.
الشاعر والأديب الراحل لطفي جعفر أمان كان ومايزال من أبرز الشعراء والأدباء في اليمن، توفي في 16 ديسمبر 1971 بمستشفى القوات المسلحة في المعادي بالقاهرة، ونقل جثمانه إلى عدن، وجرت له مراسيم تشييع رسمية وشعبية كبيرة كخالد في قلوب ووجدان الكثيرين من عشاقه ومحبيه.