تنشر «مرافئ لا» نتاجات شعراء الظل بصورة أكثر تركيزا تتيح للقارئ الوقوف على أبعادها وتخومها، لتصدر هذه النتاجات لاحقا في «ديوان لا» السنوي .
القصائد المنشورة في حواشي هذا الملحق  لـلشاعر جميل ناجي أحمد الكامل .


جميل ناجي أحمد الكامل
-مواليد 1975، السياني  إب.
-بكالوريوس تاريخ كلية التربية - إب.
-موجه انشطة مدرسية.
-رئيس اتحاد الشعراء والمنشدين في محافظة إب.
-كاتب وناشط حقوقي.
-مشارك في الكثير من الأنشطة والفعاليات الثقافية.
- أصدر مع مجموعة شعراء كتابا تحت عنوان «الشعر في مواجهة العدوان» من جزأين.
-له عدة دواوين تحت الطبع.


استنفار
يا بلادي ويا رجال بلادي
يا ذوي الرأي والحجى والرشادِ
يا ذوي كل وجهةٍ كل حزبٍ 
يا اتحاداتُ يا رؤى يا نوادي
لم يعد من مبررٍ للتواني 
طمّ سيل العدى زبى كل وادي
فانفروا للوغى خفافاً ثقالاً 
صائح الأرض في الجهات ينادي


أتدري لماذا يحاربونك
لأنك حيٌّ وهم ميتون 
ستمضي إلى حيث لا يقدرون
لأنك تزرعُ معنى الضحى
وتنفخُ ريحَ المُنى في المنون
يحولونَ دونَ بزوغِ المُنى
مناكَ ويسعَونَ ألا تكون
لأنك تعرفُ من أينَ جئتَ
إلى أين تمضي وهم تائهون
جذوركَ ضاربةٌ في الزمانِ
وهم في سرابِ الثرى مُعشبون 
تجاوزتهم ألفَ قرنٍ رؤى
وهم في رُؤى كِبرهم مقمَحُون
A271;نك قبضةُ وحيٍ وهم
شياطينُ من نُورها يَحرقون
تَحركتَ في مَسلكٍ أبيضٍ
وهم في متاهاتهم مُظلمون
لأنك يا يمنَ المكرماتِ
عَصِيٌّ وهم للعدى مُنحَنُون
لأنك يا موطني كُلّ شيء 
ولا شيء هُم رَغمَ ما يَملكون



في انتظار الهجرة
كالنخل منتظرون وفدك طه
مذ خط تبّعُ يثرباً وبناها
نتناوب استشراف كل جهاتها
ودروبها وسمائها وثراها
كادت من استشرافنا أعناقنا
تسمو على آكامها وذراها
ما ساق ريح في السماء سحابة
أو ظلها فوق الثرى جاراها 
إلا وشد ظلالها أحداقنا
لنرى وأرخى سيرها الأفواها
نرجو السحاب لعل ماءك تحتها
والخلق يرجون السحاب لماها
ولّاك شطر قلوبنا وقلوبنا 
إلا إليك الله قد ولّاها
فلنحن نحن مراده في قوله
«لنولينك قبلةً ترضاها»



وطنٌ من المعنى
لروحي إن تولى الطين روحي 
ونور الله إن أدجت شروحي
ولي مَددٌ من المعنى تدلَّى
تشفّ ولا تشف به صروحي 
كأن الله فيه سناً تجلَّى
فعزَّ عن التواري والوضوحِ
تراه ولا تراه عيون قلبي 
فيفضي بي ولا يفضي نزوحي
إليه سرى المُعَنَّى بي شجوناً
وشقَّ بعشق بارقه ضريحي
سبتني واجتبتني قاب فجرٍ
تقرِّبُ ضوءَ مصباحي سطوحي 
بحدّ الحرف قال دمي وفاضت 
إلى المعنى تسابيح الذبيحِ