عدن/ تقرير خاص / لا ميديا -

توفي، أمس الأول، في محافظة عدن المحتلة، عالم فيزياء يمني بعد معاناة طويلة من الإهمال الممنهج والقتل المتعمد من قبل الاحتلال السعودي الإماراتي وأدواته المحلية الذي يستهدف العقول والكوادر العلمية في اليمن.
وقالت مصادر محلية إن عالم الفيزياء اليمني البروفيسور محمد درسي عبدالرحمن نظام، توفي أمس الأول، في منزله بمديرية المنصورة بمحافظة عدن، بعد حياة حافلة بالعطاء والإنجازات والدراسات والأبحاث العلمية المعترف بها عالميا، بالإضافة إلى أكثر من 150 اختراعاً وبحثاً علمياً، لم ترَ النور بسبب أعداء العلم والمعرفة وما مورس ضده من اضطهاد وقتل متعمد من قبل دول الاحتلال وأدواته الظلامية في حكومة العميل هادي ومرتزقة ما يسمى الانتقالي وتدميرها الممنهج لكوادر اليمن وقدرات أبنائها العلمية.
وأثارت وفاة عام الفيزياء ردود أفعال غاضبة وانتقادات واسعة في الأوساط العلمية، جراء مواصلة العدوان السعودي الإماراتي وأدواته المحلية في تدميره الممنهج للمؤسسات البحثية اليمنية واغتيال علمائها وكوادرها العلمية.
وقال المهندس جمال باهرمز إن العالم الدكتور محمد درسي توفي وهو محاصر في مسقط رأسه بعدن بعد حرمانه من السفر لاستلام جوائزه العلمية، حيث وصل لنهائي جائزة النفط العالمية وحصل على اللقب العالمي (مفكر مبتكر) 3 مرات على التوالي (2012 و2013 و2014) من أعلى هيئة عالمية في مجال الصناعة النفطية في هيوستن - تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية. 
وأضاف أن درسي لم يتمكن أيضاً من الحضور، لأن ما من جهة تبنت تكاليف سفره.
 وأشار إلى أنه حرم من السفر بعد أن تمت دعوته عدة مرات في عامي 2015 و2017 لتمثيل بلده في الجائزة العالمية للنفط، إلا أن حكومة المرتزقة حرمته من ذلك، فاكتفى المرتزق أحمد عبيد بن دغر بأن قال له إن البلاد في حالة حرب ولا تستطيع تحمل تكاليف حضوره الاحتفالية في حين كان بن دغر قد أكمل معاملة توظيف زوجته وأبنائه في السفارات اليمنية بالخارج.
ويعد العالم محمد درسي أحد الكوادر العلمية في هيئة استكشاف وإنتاج النفط بمحافظة عدن، ومن الشباب الموهوبين منذ الصغر، ونبغ في علوم الفيزياء ومعادلات الأكوان والنجوم والمجرات، وحصل على أعلى الشهادات من دول عدة. 

وفاة عالم طاقة ذرية يمني في ظروف غامضة بالسعودية 
وفي شهر أغسطس 2020 توفي في أحد المستشفيات السعودية عالم يمني في الطاقة الذرية، ورفضت السلطات السعودية حينها تسليم جثمانه إلى ذويه، خوفا من كشف الظروف الغامضة التي أحاطت بوفاته.
وقالت الدكتورة بثينة هديان إن زوجها، العالم والدكتور محمد أحسن الحيفي (يمني الجنسية)، وهو مدير عام المختبرات والتعرض الإشعاعي باللجنة الوطنية للطاقة الذرية، توفي في العاصمة السعودية الرياض، دون معرفة أسباب وملابسات وفاته.
وأوضحت، في بيان لها، أن جثمان زوجها لا يزال في ثلاجة مستشفى مدينة الملك سعود الطبية بالرياض، حيث ترفض السلطات السعودية تسليم الجثة لذويه أو حتى تصويرها.
وناشدت أسرة الدكتور اليمني السلطات السعودية "وقف دفن الجثة"، وتسليمها إليهم حتى يتسنى لهم إقامة مراسيم الدفن في مسقط رأسه باليمن.

اختطاف عالم كيمياء 
وكانت الإمارات، قد اختطفت، في الشهر الماضي، عالم كيمياء يمنياً يدعى طاهر عبدالله عبدالجبار (74 عاماً)، وقامت بترحيله إلى أبوظبي، بعد تعذيبه حتى فقد القدرة على النطق في سجونها السرية في عدن.
وكشفت منظمة سام في بيان لها عن قيام قوات الاحتلال الإماراتي ومليشياتها في المجلس الانتقالي بمحافظة عدن المحتلة باختطاف عالم الكيمياء الدكتور طاهر عبدالله عبدالجبار من عدن ونقله إلى أبوظبي، لاستكمال التحقيق معه.
وأكدت المنظمة أن الدكتور طاهر عبدالجبار، الحاصل على شهادة الدكتوراه في الكيمياء التحليلية، جرى نقله إلى الإمارات بعد أن تم اعتقاله في نقطة العلم شرق مدينة عدن في يوليو 2020، أثناء عودته من مدينة سيئون بحضرموت رفقة زوجته، بتهمة تدبير انقلاب. 

استهداف منزل أستاذ جامعي بعبوة ناسفة 
وفي أغسطس الماضي أيضاً استهدفت قوات الاحتلال السعودي الإماراتي منزل أستاذ جامعي بمدينة عدن المحتلة بعبوة ناسفة. 
فقد قام مجهولون باستهداف الدكتور سالم الضريبي، عميد كلية التربية زنجبار الأسبق، بعبوة ناسفة وضعت بالقرب من منزله بحي اليمن السعيد (الخبراء) بمديرية خور مكسر، خلفت أضراراً مادية كبيرة في المنزل، فيما نجا هو من الموت، ضمن سلسلة الاستهدافات التي طالت العديد من كوادر اليمن العلمية.