شيعت سوريا، مساء أمس، جثمان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم، حيث ووري الثرى في مقبرة المزة، بعد وفاته صباح أمس عن عمر ناهز 79 عاما.
وكلف رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة في حكومة تصريف الأعمال في لبنان رمزي المشرفية، بالتوجه إلى سورية، الاثنين، وذلك لتمثيل الرئيس عون ولبنان بمراسيم تشييع المعلم.

ونعت رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الخارجية والمغتربين في سوريا، وفاة المعلم.
وقال رئيس مجلس الوزراء السوري حسين عرنوس إن "سوريا فقدت برحيل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، شخصية وطنية بارزة تركت أثراً طيباً في قلوب السوريين جميعاً، ودبلوماسياً مخضرماً دافع باقتدار عن وطنه سوريا في المحافل الدولية والإقليمية ومختلف ساحات العمل السياسي".
وأضاف عرنوس: "كان صوتاً للحق في وجه الإرهاب والعدوان. وكانت له بصمات واضحة في العمل الحكومي والجهد المبذول لخدمة أبناء الوطن، من خلال آرائه وأفكاره والطروحات التي كان يقدمها، واضعاً نصب عينيه هدفاً واحداً، وهو خدمة أبناء الشعب السوري".

الرئيس المشاط وسياسي أنصار الله يعزيان الأسد
بدوره، بعث رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، برقية عزاء ومواساة إلى الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية، في وفاة وليد المعلم.
وقال الرئيس المشاط في رسالته: "تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة القامة الوطنية والقومية الكبيرة المغفور له وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين ببلدكم الشقيق".
وأضاف: "رحيل المعلم يمثل خسارة فادحة ليس لسوريا فحسب بل للأمة العربية والإسلامية، لما كان عليه من الصفات الجامعة لرجل الدولة، وكان مدافعا عن قضية بلده وقضايا أمته بكل شجاعة وصلابة واقتدار".
وتابع: إننا في الجمهورية اليمنية نشاطركم حزنكم في هذا المصاب الجلل، ونعرب لكم عن خالص التعازي وعميق المواساة باسمي شخصيا وباسم المجلس السياسي الأعلى والشعب اليمني كافة.
كما بعث المكتب السياسي لأنصار الله، برقية عزاء ومواساة لسوريا شعبا وقيادة.
وقال المكتب السياسي لأنصار الله في بيان له: ”ببالغ الأسى تلقينا نبأ وفاة كبير الدبلوماسية السورية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم”.
وأضاف البيان أن رحيل المعلم يمثل خسارة لسوريا وللعالم العربي الذي كان يرى فيه نموذجا للسياسي المدافع عن قضايا أمته في كل المحافل الدولية.
كما عبر وزير الخارجية المهندس هشام شرف عبدالله عن أحر التعازي وعظيم المواساة في وفاة المعلم.
وأعرب الوزير شرف في برقية العزاء عن خالص تعازي الجمهورية اليمنية حكومة وشعباً لحكومة وشعب الجمهورية العربية السورية الشقيقة والكادر الدبلوماسي السوري وأسرة وأصدقاء الفقيد بهذا المصاب.
وأشار إلى العلاقة الأخوية التي جمعته مع الفقيد وليد المعلم، وأظهرت البعد القومي لاهتمامه بالوضع في اليمن ودعمه لكل التحركات التي تخص نقل صوت مظلومية اليمن إلى العالم من خلال قنوات إقليمية ودولية عديدة.

روسيا وإيران
وفي المواقف الدولية، أعرب المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، عن تعازي بلاده بوفاة وزير الخارجية السوري وليد المعلم.
وقال بوغدانوف لوكالة "سبوتنيك" أمس: "نعرب عن أعمق تعازينا، ومن المحزن أن يرحل هؤلاء"، مضيفاً: "كان المعلم دبلوماسياً متمرساً. لقد فقدنا شريكاً موثوقاً به للغاية وصديقاً مخلصاً". 
بدوره، بعث وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، رسالة إلى رئيس الوزراء السوري، معزياً بوفاة وزير الخارجية وليد المعلم.
وقال ظريف: "وزير الخارجية السوري الراحل وليد المعلم أدى دوراً مهماً في خدمة بلاده والدفاع عن مصالحها الوطنية وأمنها".

الرئيس الفنزولي: إنه أخي
من جهته، نشر الرئيس الفنزولي نيكولاس مادورو تغريدة عبر حسابه على "تويتر"، عبر خلالها عن أسفه لرحيل وليد المعلم، قائلاً: "إنه أخ وصديق مقرب، التقيت به أثناء العمل الدبلوماسي. أبعث بأحر التعازي لأسرته ولكل الشعب السوري".
أما الدبلوماسي الجزائري السابق الصادق بوقطاية، فقد أكد أن الوزير المعلم بقي ثابتاً على مواقفه، ولم يغادر سوريا.
وقال لقناة "الميادين": "المعلم خسارة للدبلوماسية العربية، وهو من الوطنيين المخلصين"، معتبراً أن سوريا ستظل دولة شامخة وعزيزة وكريمة، وستبقى صامدة.
وتقدم حزب الحركة القومية في الأردن إلى "القيادة العربية السورية والشعب السوري بالتعزية برحيل الوزير وليد المعلم".
أمين عام حزب الحركة القومية ضيف الله فراج قال إن "الدكتور وليد رجل أثبت صلابة في الموقف والكلمة إبان الحرب كونية على سوريا، وفي مختلف ساحات العمل السياسي والدبلوماسي".
وقال الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي معن بشور لـ"الميادين": "وليد المعلم مثل دبلوماسية العنفوان والكرامة"، مضيفاً: "الوزير المعلم واجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري في جنيف، وأكد حق السوريين بتقرير مصيرهم".
يشار إلى أن الراحل الوزير المعلم دبلوماسي مخضرم ولد في دمشق عام 1941. درس في المدارس الرسمية من 1948 ولغاية 1960، حيث حصل على الشهادة الثانوية، والتحق بجامعة القاهرة، وتخرج منها في 1963 بشهادة بكالوريوس في الاقتصاد. التحق بوزارة الخارجية في 1964، وخدم في البعثات التالية: تنزانيا، السعودية، إسبانيا، وإنكلترا.