علي نعمان المقطري / لا ميديا -

المعركة الوطنية الحربية العادلة التي نخوضها ضد العدوان الكوني على بلادنا منذ ست سنوات دون توقف قد تعرضت لمجموعة من المتغيرات والوقائع والأحداث على الأرض وعلى الفضاء الاستراتيجي الإقليمي والدولي للعدوان، مما يجعل الشروط التي تجري فيها الحرب والمعركة مختلفة عما كانت علية قبل أعوام، بل قبل أشهر، بل قبل أسابيع من الآن، وأهمها:
1 ـ ضعف الحليف الاستراتيجي للعدوان ورأسه المدبر ومهندسه ومسلحه وحاميه ومحرضه والمستفيد المالي والاستراتيجي من شنه، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة في آخر أيام ترامب وبعد فشله الانتخابي الكبير وحتمية رحيله خلال أسابيع، وتبدل البنية السياسية والتشريعية للولايات المتحدة الأمريكية بسيطرة التيار الأقل تطرفا تجاه العدوان، والذي يدرك خطورة نتائج انهيارات العدوان الأمريكي ـ السعودي وتداعياتها على وضع منظومات التبعية في الخليج والسعودية، حيث تلهم مناطق وشعوب أخرى مقموعة إلى الثورة وتأمل الفوز بمكاسب حتمية لم تكن في السابق تفكر فيها، وطول العدوان والحرب الفاشلة والمهزومة يؤكد إمكانية ذلك.
2 ـ انقسام وتهشم رأس العائلة السعودية العدوانية، وعجزها عن تحقيق أي تطور ميداني لصالح العدوان في ميدان المعركة، بل خسرت قواتها واستراتيجياتها وتكتيكاتها ومؤامراتها ومخططاتها الحربية، وتكبدت الخسائر الهائلة على الأرض، رغم تجنيدها لما يربو على المليون مرتزق محلي وأجنبي في عدوانها على اليمن متكلفة تريليونات الدولارات وشرائها آلاف المدرعات والعربات والطائرات الحربية والبوارج والمدمرات والأساطيل الأجنبية.

انهيار فتنة العدوان الديسمبرية في العاصمة
لم تكن قيمة انهيار العدوان وهزيمته في العاصمة تكمن في جانبه الأمني المباشر، بل تمتد إلى الفضاء الاستراتيجي العام للحرب العدوانية، ذلك أن قيمة التمرد الغادر في العاصمة لا تقاس بأعدادها وقدراتها المادية والمعنوية، وإنما قبل كل شيء في أهميتها الاستراتيجية للعدوان في هجومه الشامل على المركز الوطني وعلى الساحل الغربي واحتلاله وتسليمه مباشرة يدا بيد من عفاش وقياداته إلى أيدي القيادة العدوانية الإماراتية الأمريكية، وقطع خطوط إمداد الجبهات المركزية في الداخل، وفتح خطوط الدفاع الأولى عن العاصمة في نهم وملح والفرضة وغيرها، وتسليم معسكراتها للعدوان والانضمام إليهم وطعن الجيش واللجان الشعبية المدافع عن العاصمة في ظهره، وتمكين العدوان من جميع المعلومات الحربية التي بأيدي عفاش وقياداته وعناصره عن الجيش واللجان وقواته وقدراته وأماكنها، إضافة إلى خيانة الجيش واللجان في معارك عدن والجنوب وفي تعز أيضاً وتسليم المواقع والمعسكرات للعدوان، ومحاصرة الجيش واللجان من الخلف والأجناب وقطع طرق إمداده وانسحابه وتعريضه للمذابح الإجرامية.
كان العدوان يعتبر هذه العملية أهم ورقة استراتيجية وتكتيكية في يديه وسيلعب بها في لحظات الحسم والهجوم على العاصمة والساحل، وهي العملية التي خطط لها طويلا على أعلى المستويات، عبر فرقة من الجنرالات الصهاينة برئاسة وزير الدفاع "الإسرائيلي" السابق في جزيرة سقطرى خلال عام كامل حضرها قيادات عفاش الكبيرة المعنية بالإشراف على مخطط التنفيذ في الداخل.
وقد شملت العملية تنظيم وتمويل انتفاضة شعبية تعطي الانقلاب العسكري لونا جماهيريا تستولي به على المؤسسات الحكومية الرسمية مسنودة بالأغلبية الوهمية المزورة لمجلس النواب ومنحها الشرعية المطلوبة، وتقديم وثيقة مبادرة سياسية للتصالح مع العدوان، والقبول بتسليم المناطق المطلوبة للجهة العدوانية الثالثة، والقبول بما تحكم فيه لإسقاط مشروعية قتال الأنصار والجيش والوطنيين ضد العدوان ووكلائه.
وكان المخطط يتضمن القيام بتصفيات دموية واسعة للقيادات والكوادر بما يشبه مؤامرة 13 يناير 86 التي تم فيها اغتيال آلاف القيادات الوطنية في الحنوب بمخطط استعماري سعودي عفاشي مشترك كان السيد عوض الزوكا من أهم رموزه ومنفذيه هناك.
كما كان يتضمن المخطط إنزال قوات عسكرية عدوانية يجري نقلها عبر الجو بعد السيطرة الأولية على مطار السبعين القديم في العاصمة وعبر مطار صنعاء في حال نجحت حملة مهاجمته والسيطرة عليه.
واليوم وبعد 3 سنوات من فشل المؤامرة العفاشية الاستعمارية فإن كثيراً من الوقائع تكشف كل يوم عن جديد، مما يلقي الأضواء أكثر فأكثر على ما حدث ويحدث.
لقد انهارت المؤامرة بسبب يقظة القيادة الثورية للوطن وأجهزتها الأمنية والعسكرية والتفاف الشعب حولها واستعداده للتضحية في مواجهتها وإحباطها وتصفيتها، وأدت الهزيمة إلى نكسة كبرى للعدوان لا يستطيع تجاوزها وإزالة آثارها أبدا.

معركة الساحل الغربي 
منذ نهاية نوفمبر 2018م هي تسجيل للحظة التاريخية الكبرى التي انتقل فيها العدوان على الساحل الغربي من الهجوم إلى التراجع أمام الحديدة بعد أن مرغت أنوفه في أوحال الهزائم المتوالية طوال الحملة العسكرية الكبيرة التي تواصلت أكثر من ثلاث سنوات فيما عرف بالهجوم الكبير على الساحل الغربي الذي وصل ذروته بالحصار الذي أطبقه على الحديدة ومطارها الرئيسي وحاول اقتحامه من عدة جهات بكل قواته الأساسية الاقتحامية التي تولت قيادتها غرفة العمليات الإماراتية الأمريكية وأشرفت عليها القيادة الأمريكية المركزية الوسطى التي تركز مجموعة من أساطيلها وطيرانها وبوارجها ومدمراتها على سواحلنا الغربية والجنوبية، وقد تكبد العدوان خسائر مالية وبشرية هائلة لم يتكبدها من قبل.
وفي نهاية الهجوم الطويل ذلك كان العدو قد أشرف على الوقوع في مصيدة الجيش واللجان حول الحديدة، بل وقع فعلا في الحصار من عدة جهات وأصبح عاجزا عن التقدم أو التراجع أمام صمود الجيش واللجان في خطوط الدفاع عن المدينة البطلة التي ظلت صامدة وتزداد تماسكا وصلابة.
وقد أيقن العدو بالموت يحيط به من كل جانب وجهة ولا محيص عن القدر المحتوم، فقد استعان بالأمم المتحدة لعقد اتفاق ستوكهولم لوقف الاشتباكات على جبهة الحديدة والسماح لقواته بالتراجع إلى مناطق انطلاقها على الساحل الغربي والجنوب، واضطر العدو إلى رفع العلم الأبيض يطالب بالتوقيع على الاتفاق للانسحاب جنوبا.
كان اتفاق ستوكهولم مجرد غطاء للانكسار العسكري للعدوان أمام الحديدة، ومعه بدأ التراجع إلى الخلف وسحب قواته عشرات الأميال عما كانت عليه، وبالتالي تم كسر حصار الحديدة وانكسر هجوم الساحل، وعاد العدو ليتركز بقواته الباقية حول محاور رئيسية، أهمها المخا والخوخة والدريهمي، وحاول أن يجعلها مناطق دفاعية عن وجوده على جنوب الساحل انتظارا لظروف جديدة تؤهله مجددا للهجوم على الحديدة التي ظلت الهدف الرئيسي للحملة العسكرية برمتها على الساحل.

الدريهمي تبتلع العدوان مجددا
كان العدوان على الساحل الغربي يتصور أنه قد نجا بأغلب قواته الباقية من محارق الحديدة متجها نحو المناطق الساحلية جنوبا ليتحصن فيها ثم يعاود هجماته بعد أن يعيد تنظيم وتعويض قواته التي دمرت خلال المعارك السابقة.
كانت الدريهمي واحدة من القواعد التي استعصى على العدو دخولها رغم حصارها من الخارج لفترة طويلة، لكن قوات الجيش واللجان أطبقت عليه حصارا فوق حصاره، إذ ظلت تدافع عن قلب المدينة من داخلها ومن خارجها.
فمن الداخل ظلت قوات الجيش واللجان المحدودة العدد والصامدة في المدينة تواجه هجمات العدو الذي واصل دفع الحملات عليها وإرسال الفرق والألوية في محاولاته اجتياحها.
وطوال عامين متواصلين ظلت هجمات العدو جوا وبرا وبحرا مستمرة دون توقف على المدينة المحاصرة وأهلها المحرومين من القوت الضروري للبقاء على قيد الحياة، واستشهد الكثير من المواطنين جراء الجوع والافتقار للأدوية واللقاحات والرعاية الصحية الإنسانية في أبسط صورها، وكان إيصال النادر من التموين والمواد الغذائية للمحاصرين يشكل بذاته اجتراح مأثرة عظمى لا تقل شأنا عن مآثر القتال والصمود الأسطورية التي تميز بها أبطالنا الصامدون المدافعون عن المدينة البطلة.
مأثرة الدريهمي الكبرى تحددت في موقعها بالنسبة للعدو، فهي كانت القاعدة الهجومية الأقرب إلى الحديدة، وكان التمسك بها يعطي العدو أملا في استعادة الهجوم على الحديدة انطلاقا من مينائها القريب الذي تحول إلى منصة انطلاق للهجمات على الحديدة ومطارها ومداخلها، كما يؤمن للعدو مسافة هامة من الطريق الساحلي الذي شقه العدو بعد سيطرة قواتنا على الطريق الإسفلتي الرئيسي المار بالتحيتا والفازة، ومن هنا أضحت المعارك على أشدها حول هذه النقطة المركزية المحورية في ميدان الصراع الساحلي، فهي كلما خرجت من أيدي العدو أضحت معركة الحديدة بعيدة المنال عليه أكثر فأكثر وتكرست حقيقة التوازن الاستراتيجي الجديد الذي ينمو ويتسع كل يوم.
كان العدو قد حاصر المدينة دون أن يتمكن من اجتياحها، واتجه نحو الحديدة ومحيطها على أمل أن يتم خنقها بالحصار، وتجنب تحولها إلى بؤرة استنزاف برية على الطريق الاستراتيجي الرئيسي.
وكان العدو قد غامر بالتحرك إلى الأمام على عكس كل القوانين والقواعد الحربية المعروفة، وما زالت خلفه بؤر هامة محورية ومفصلية لم يتم السيطرة عليها بعد، أي إبقاءها معارك مؤجلة لا يمكن التحكم فيها، وعندما تمكن الجيش اللجان من السيطرة على الطريق الرئيسي المؤدي إلى الحديدة أصبح مجال المناورة الساحلية ضيقاً ومحدوداً.
فالطريق الرئيسي يبعد عن البحر حوالي 30 كيلومتراً فقط، وقد سيطرت عليه قوات الجيش واللجان منذ البداية واضطر العدو إلى الحركة بموازاة الساحل مباشرة، أي على مسافة ضيقة من شريط البر طويل المسافة، فإلى الحديدة يبلغ أكثر من 400 كيلومتر، وهكذا حشر العدو نفسه وقواته على شريط ضيق مكشوف من الأرض لا يمكن حمايته دوما، ويمكن قطعه في أي ظرف من قبل الجيش واللجان.
كانت الدريهمي عمقا استراتيجيا يحتاجه العدو كآخر المعاقل بعد أن فقد السيطرة على الفازة والتحيتا الواقعة على جوانب المنطقة الخضراء المعشبة التي يتركز فيها السكان المواطنون.

استراتيجياً تفوق الدريهمي أهمية أي منطقة أخرى بالنسبة للحديدة ومعاركها بالذات، وسقوطها وتأمينها من قبل الجيش واللجان يعتبر أولوية هامة تسبق أهمية الخوخة وحيس الأبعدين عن الحديدة رغم أهميتهما بالنسبة لمحيطهما الميداني، وسقوطها يعني اقتراب سقوط المناطق المجاورة حسب أهميتها الاستراتيجية، كما يعني السيطرة بشكل أكثر إحكاما على الخط المؤدي إلى الحديدة وجعل كل تحرك نحوها مجددا مشوباً بالتهديد والفشل، ما يجعل محارق الجحيم للعدوان تتجه نحو المناطق المجاورة كالخوخة وحيس والمخا وذو باب.
وتعد حيس أكثر المناطق ضعفا في سلسلة العدوان على الساحل. وسواء قدمت أو أخرت فإن العدو يعيش فيها أسوأ أيامه، وما إن تسقط حيس مجددا في أيدي الجيش واللجان تتهاوى قوى العدوان في الخوخة، وهي القاعدة البحرية الرئيسية للعدو التي تشكل ظهيرا رئيسيا للمخا القاعدة الأكبر للعدوان، وبانكساره في الخوخة يكون الجيش واللجان على مشارف المخا.

درة الحرب الساحلية الوطنية
للسيطرة على الساحل الغربي حتى الحديدة كان لا بد أن تتم السيطرة على المخا. وكانت مناورة الساحل الغربي كلها في الأساس مناورة استراتيجية تخدم المهمة الاستراتيجية الرئيسية الكبرى للعدو، وهي الهجوم على العاصمة صنعاء، ومهمتها جذب اهتمام قوات الجيش واللجان الرئيسية نحو الساحل لاستنزافها وتثبيتها أطول وقت ممكن بعيدا عن قواعدها الجبلية، وهي واحدة من مناورات أخرى تخدم الهدف نفسه، أي استنزاف القوات الاحتياطية التي كانت تتركز في قلب المناطق المركزية للعاصمة ومحيطها، والعدو يحشد ويتحرك لاجتياحها خلال الأعوام الماضية بكاملها تقريبا.
فقد كانت العاصمة هي جوهر مسار الضربة الرئيسية الكبرى للعدوان حتى نهاية العام الماضي ومطلع هذا العام حين انكسرت قواته في نهم والحدود والجوف بعد انكساره في الساحل الغربي.
وقد خسر العدوان مناوراته واستراتيجياته الآن، وهو يستعد للكارثة على أبواب مأرب وأبواب المخا والخوخة معا، ما يؤكد أنها معركة مشتركة مترابطة رغم البعد الجغرافي للساحتين، والحقيقة هي أن المعركة الاستراتيجية واحدة وهي الساحة اليمنية كلها.
كان العدو قد وضع للساحل الغربي هدفا مركزيا جوهره إضعاف الدفاع المركزي حول العاصمة وتوقيف التقدم نحو العمق السعودي وإجبار الجيش واللجان على سحب قواته منها وإبقاء قوات كبيرة على الساحل واستنزافها وتدميرها وخصمها من رصيد الجيش واللجان وقواته المركزية واحتياطاته في المركز ليوضع أمام اختيارات صعبة جدا أقلها شأنا وخطرا هو أن يضطر إلى: إما أن يحاصر في الحديدة والساحل الغربي، وإما أن يخرج منسحبا فتسقط الحديدة ومعها الساحل الغربي كله حتى ميدي في الشمال. فإن أراد تعزيز دفاعاته في المراكز الداخلية اضطر إلى ترك مناطق الساحل مؤقتا، ثم يضاعف الاحتلال مما يستلبه من المساحات والسكان والموارد والقوى والمنافذ. 
كانت معركة الساحل والحديدة أقرب إلى معارك ستالينجراد في الحرب العالمية الثانية، وخسارتها تمثل بداية الخسارات الاستراتيجية والمدخل الحتمي إليها وكسبها يعني كسب المعركة المركزية الكبرى حتما.
فستالينجراد لم تكن العاصمة السوفييتية الكبرى ولا الثانية ولا هي المركز الأعظم سياسيا وحربياً واقتصادياً، فلماذا دارت فيها أعظم معارك الحرب عبر التاريخ البشري كله؟! السبب هو أهميتها وموقعها اللوجستي والمنفذ الأخير المفتوح على بقية العالم والحلفاء ومصادر التموين والنفط والغاز ومراكز الصناعة والتحشيد.
والأهم هنا هو التأكيد أن المواقع تغيرت الآن بفضل ما حققه أبطال الجيش واللجان على الأرض في الساحل وفي محيط العاصمة والحدود ومأرب والجوف، فتلك الإنجازات قلبت التوازنات لصالح اليمن وقواته وشعبه وقضيته. والمهم الآن هو استثمار النتائج لإنجاز المهام الأكبر في المرحلة الراهنة من الحرب الوطنية التحررية.

تبادل المواقع والأدوار
نتيجة تغير ميزان القوى بين القوتين المتصارعتين في الميدان، أي بين الجيش واللجان من جهة، والعدوان من جهة أخرى، على مستوى الوضع الاستراتيجي اليمني ككل، فإن تموضع الطرفين سيتغير حتما تبعا لذلك، حيث سيتخذ العدو وضع الدفاع الاستراتيجي وفقا لهزائم هجوماته السابقة وعجزه عن مواصلة اتخاذ وضع الهجوم، مما يجعله معرضا لهجمات الجيش واللجان باستمرار. وكانت أحداث الحديدة وكيلو 16 ثم الدريهمي وكسر حصارها وتحريرها والتقدم إلى مناطق في محيطها ودحر العدو منها خير شاهد على طبيعة المسار الذي تتخذه الأحداث والمعارك الجارية الآن وعلاقتها بالمعارك الكبرى المشتعلة على الجبهات المركزية.
وعندما كان العدو في أوج قوته وفتوته واندفاعه فقد كان قادرا على أن يفرض شكل المعركة الذي يناسبه ويستجيب لاستراتيجيته ومخططاته كأي لاعب ماهر في لعبة الشطرنج، حيث يستطيع اللاعب والمتمكن والأقوى أن يفرض على خصمه مسار الخطوات التالية للمباراة الجارية وأن يضعه في وضع المدافع عن قطعه الحربية وأن ينتظر دوما خطوات خصمه بدلا من أن يتقدمها، حيث إن ميزة المبادرة تكون قد فقدت من بين يديه نتيجة اختلال قواه التي صارت أضعف، ونتيجة تفوق القيادة الثورية المواجهة عقليا ومعنويا وأخلاقيا وتخطيطيا ومبادرة وفنا أفقدت العدو سيطرته السابقة على الميدان.
كان العدو يستهدف في المقام الأول العاصمة وإسقاطها، وهي غاية معاركه المتفرقة وخادمة لها. وكانت معاركه في الساحل الغربي ومازالت ترتبط مباشرة بالمعركة الكبرى المركزية، وهو يخسر المعركة الكبرى في المركز والساحل معا وسيكون مضطراً عما قريب أن يتخلى عن إحدى الجبهتين ليحاول التمسك والاحتفاظ بمواقعه في الأخرى، ومعنى هذا أنه سيضطر إلى تخفيف وجوده في جبهة الساحل لصالح تركيز أكثرية قواته على جبهة الشرق المركزية، لأن توزعه على الجبهتين قد أضعفه فيهما معا وسيسقطه حتما، ومن هنا يحاول أن يسحب عدداً من الألوية القوية في الساحل الغربي نحو الشرق، وقد سحب عددا مما تسمى "ألوية العمالقة" نحو الجنوب منذ عدة أشهر، مع تراجعه على جبهات نهم والجوف بهدف اتقاء تقدم الجيش واللجان القادم بعد مأرب والجوف.
وحينما كان العدو قويا على الأرض وكان هجوميا في موقفه فقد كان يجد أن توسيع رقعة المواجهات على مساحات واسعة ومتباعدة تحقق غرضه في استنزاف الجيش واللجان ومنعه من تركيز قواته على جبهة رئيسية واحدة، وقد نجح في ذلك جزئيا ولبعض الوقت، أما الآن فقد تغير الوضع وتغير الموقف مع تغير الطاقة والقدرة والقوة لدى الجيش واللجان بينما تتراجع لدى العدو.
ونصل الآن إلى النتيجة التي تفضي إليها المقدمات الموضوعية والذاتية السابقة، وهي:
إن القيادة اليمنية الشجاعة قد خلقت أوضاعا جديدة يمكنها استغلال نتائجها لصالح المعركة الكبرى الجارية الآن شمالاً وشرقاً، وذلك من خلال تهديد العدو في الساحل الآن لإجباره على تجميد قواته هناك خوفا من ضياع المناطق المحتلة هناك ومن ثم لا يستطيع سحب قوات كبيرة إضافية إلى الشرق حيث المعارك الحاسمة الآن في مأرب وحولها، وهذا هو المطلوب استراتيجيا، ولذلك يجب استمرار الضغوط الهجومية عليه هناك بدون توقف.
ومن حيث المناورة السياسية التكتيكية الراهنة فإن العدو يمكنه أن يتقدم بمساومة مرحلية مفادها تسليم الساحل الغربي مقابل وقف الهجوم في مأرب، وهو عاجز عن شن الهجوم في الساحل كما هو عاجز عن شن الهجوم المضاد في الشرق ويجب أن يواجه أزماته، ومنعه من المناورات المضيعة للوقت.

فشل قوى العدوان على الأرض
كان فشل العدوان على الحديدة وتراجعه بعد أعوام من الهجوم المتواصل إيقانا منه وإقرارا بالفشل في اجتياح المدينة البطلة بشكل نهائي وقد كان على أبوابها والجحيم ينفتح عليه من كل باب وجانب حتى أصبح الإياب فارغاً معه مكسباً ومغنماً، فقد انحصر هم العدوان في الحفاظ على ما بقي من قواته ومعداته وتقليل حجم هزائمه.
وكان ذلك إيذانا بانتصار استراتيجي ميداني كبير يتحقق للجيش واللجان الشعبية، ويدفع بالإمارات والأمريكيين والغزاة الأجانب من كل الملل والجنسيات التي جاءت بها الأموال السعودية الخليجية إلى الهاوية بكل قوتهم وغرورهم وبشرهم ومرتزقتهم ومعداتهم وأسلحتهم، فقد كان إعلانا صريحا عن هزيمة مدوية تكبدها العدوان وأسياده.
لقد زج في تلك المعارك بأكثر من 30 لواء من المرتزقة بين سودانيين وأمريكيين وإنجليز وصهاينة وفرنسيين وسنغاليين ومرتزقة محليين وانفصاليين من ألوية العمالقة ومرتزقة الإصلاح و"القاعدة" و"داعش" والسلفيين والوهابيين والإصلاحيين والعفاشيين الذين كانوا على رأس خونة الوطن يقودون قوى الاحتلال وينضمون إليها، وخاصة جريمة انقلابهم في العاصمة في ديسمبر 2017.
ولم تكن "إسرائيل" بعيدة عن المعركة بطياراتها الأحداث وقادتها وخبرائها وقدراتها، ومازالت.

انكسار ظهر الإمارات على الساحل
وبقدر ما انكسر العدوان ككل فقد كسرت رأس رمحه وحربته الضاربة في الساحل الغربي، وهي الدويلة الصفرية الخليجية الصغيرة التي لا يتجاوز سكانها النصف مليون نسمة، وجيشها لا يتعدى الـ20 ألفاً أغلبهم من المرتزقة الأجانب. تلك القوة المغرورة قد انكسرت، وهي تفقد الآلاف من مرتزقتها وقواتها الخاصة أمام صمود اليمانيين الأباة وتحت ضربات سيوفهم النارية اللاهبة، فلم تجد مخرجا لها إلا أن تنسحب من الساحل الغربي والجنوبي بعد أن أيقنت من هزيمتها، بهدف أن تحافظ على ما بقي لها من أبراج زجاجية لا طاقة لها بصواريخ الجيش ولجانه الشعبية وزياراتها الدورية التي لا تنقطع، وقد أجبرها ذلك على البحث عن مخرج لها من الحرب الخاسرة لا محالة، لذلك سارعت إلى إقامة اتصالات سياسية جانبية في المنطقة بحثا عن وساطات دولية وإقليمية تسمح لها بتقليص وجودها العسكري المباشر، تاركة السعودية تواصل حربها الإجرامية الميدانية وتواجه مصيرها.

وكان ذلك يكشف عن بعض تفارق الطرفين في ملفات معينة في الميدان وفي قسمة الغنائم وفي نهايات العدوان وأهدافه النهائية والراهنة. ورغم الصمت حولها إلا أن مجموعة من الأحداث والمواقف قد كشفت وأماطت اللثام عن بعض ما يجري في الخفاء بين الوكلاء الصهيونيين من نزاعات وأطماع وتباينات لا بد أن تنفجر في نهاية المطاف، وأهمها الآن: الصراع المسلح المتواصل في الجنوب المحتل بين فصائل التبعية السعودية وفصائل التبعية الإماراتية لقوى العدوان، بين المجلس الانفصالي الجنوبي وبين قوات هادي والإصلاح، وهو صراع بين إمبرياليين للسيطرة على جغرافيا الجنوب وموارده وثرواته والسواحل والموانئ والممرات الاستراتيجية اليمنية في الجنوب والشمال.
ومن أول نظرة مباشرة للصراع تتضح بسهولة طبيعة الصراع الجاري وهدفه وأغراضه، فما الذي يؤرق المحمدين (محمد بن سلمان، ومحمد بن زايد)؟! وما الذي يريدانه من العدوان حقا؟ هل هو إعادة هادي ووكلائه إلى صنعاء ليحكموا تحت سيطرتهم فعلا؟! أم أن ذلك مجرد ذريعة لتغطية أهدافهما الحقيقية التي دفعتهما إلى العدوان؟!
كل القوات على الأرض هي قوات سعودية وإماراتية، أي مرتزقة محلية، شمالية وجنوبية، لا تتحرك ولا تقرر ولا تأتي بخطوة واحدة إلا بأوامر السيد الأعلى (المستعمر الأصيل)، فلا إرادة مستقله لها إطلاقا، وهذا ما يؤكده جميع العائدين من صفوف العدوان.
من الناحية الموضوعية لا توجد قوات تتبع "هادي" وقوات تتبع الانفصاليين، بل هناك قوات إماراتية وسعودية، فقيادة القوة تحدد طبيعتها وأهدافها الاستراتيجية والعملياتية. أضف إلى ذلك أن "هادي" قد سلم رسميا صلاحياته القيادية العسكرية لقائد القوات السعودية في اليمن قبل 3 أعوام، ولم يعد شريكا فعليا في قيادة العدوان، وبقاؤه هو بقاء شكلي يضمن شرعية العدوان أمام الرأي العام الدولي ويبرره ويمنحه الشرعية المطلوبة، وهو أشبه بإبقائه تحت الإقامة الجبرية غير المعلنة، لكنها واقعا، كما هو مقيد بإرثه الصحي الثقيل الذي يجعله خارج الجاهزية العملية، ومثله نائبه وحكومته، كلها مجرد أشكال هلامية كغطاء سياسي للسفير السعودي والقيادة العسكرية السعودية.

جوهر الصراع العبثي القائم
يمكن فهم طبيعة هذا الصراع العبثي من خلال معرفة أهداف السعودية والإمارات في مناطق الجنوب وثرواته وممراته وموانئه.
تهدف السعودية منذ عقود طويلة لضم المحافظات الجنوبية، فليس ذلك من أيام العدوان الأخير، بل هي مطامع دائمة ظلت تعمل لأجلها السعودية وأجهزتها منذ عقود، فقد كشفت الوثائق والوقائع التي تناولها العديد من المؤرخين الموضوعيين، منهم العرب والغربيون، والتي تؤكد وجود مشروع قديم مشترك (أمريكي ـ بريطاني ـ سعودي) تولت السعودية متابعته وتنفيذه، مشروع قائم على ضم وقضم المحافظات الجنوبية المحتلة آنذاك، والتي تقرر انسحاب بريطانيا منها بفعل الثورة المسلحة التي اتسعت متجهة نحو الاستقلال الوطني المحتم.
ولأن بريطانيا لم يعد أمامها من خيار سوى الانسحاب من المنطقة حسب الاستراتيجيات الجديدة التي التزمت بها بعد هزائمها الميدانية طوال أربع سنوات من الحرب الوطنية الضروس، فقد أرادت أن تحتال على ضرورة الانسحاب، وبدلا من تسليم السلطة للقوى الوطنية التي تقود الكفاح المسلح ضدها والمفوضة من الشعب ممثلة بالجبهة القومية والقوى الوطنية الأخرى، أرادت أن تسلمها للسعودية عبر جناحها السلاطيني المشيخي العميل. وقد حاولت أن تضمن قيام شرعية مزيفة من خلال تنظيم انتخابات مزيفة في المحافظات الجنوبية المحتلة تحرم القوى التحررية الوطنية من المشاركة فيها، وبالتالي تم رفع السلاطين والمشايخ العملاء إلى سدة السلطة في الجنوب برعاية الاحتلال، ثم تقوم السعودية بضم المنطقة إلى المملكة عبر مناورات استصدار قرارات من المجالس التي ستقيمها بريطانيا وعملاؤها باسم البنية المحلية الإقليمية السيادية، والتي كانت قد بدأت بها منذ شرعت في إقامة ما سمي "مجلس عدن التشريعي" و"اتحاد الجنوب العربي" كحكومة تمثل الجنوب المستقل، وهو ما زال تحت الاحتلال البريطاني، أي أن تكرر لعبتها السياسية التي لعبتها في الخليج مع الإمارات وقطر والبحرين والسعودية والأردن وغيرها، أي أن تخفي الاستعمار القديم لتظهر مجددا عبر الاستعمار الجديد من خلال إعلان أشكال صورية لحكومات محلية مزيفة من عملاء الاحتلال والتي نظمتهم في "حزب الرابطة الجنوبية" و"الإخوان والوهابيين"، وبهذا تحبط الاستقلال الوطني الحقيقي وتثير الاحتراب الأهلي. وما زال المخطط نفسه قائما بأهدافه مع تعديل الأساليب حسب الظروف والمتغيرات.
ولكن الجبهة القومية كانت تعي ما تدبره بريطانيا للمنطقة، ولذلك لم تمكنها من مناوراتها، فقد سارعت إلى تصفية وملاحقه العملاء من السلاطين والمشايخ الإقطاعيين، ونقلت المعارك من العاصمة عدن إلى المناطق الداخلية التي كانت بعيدة عن المواجهات الحربية في حضرموت والمهرة وشبوة، حيث كانت بريطانيا تدبر أن تجعلها مسرحا للمؤامرات الانفصالية الانقسامية التجزيئية وإبعادها عن أصولها اليمنية الوطنية باختراع هويات زائفة وبديلة لها تتنكر للهوية الوطنية اليمنية وتبتدع لها هويات جديدة مناطقية وقبلية وجهوية ومذهبية وهابية لتمزيق نسيجها الاجتماعي وكينونتها التاريخية.
وقد وضعت السعودية نصب عينيها، وبدعم بريطاني أمريكي صهيوني، ضرورة تنفيذ المخطط الاستعماري المرسوم، لأنه يحقق الأمن الاستراتيجي الاستعماري المتمثل في السيطرة على أهم مصادر الثروة النفطية والغازية والممرات الاستراتيجية والتحكم بطريق التجارة العالمية.
إن الحرب العدوانية الحالية هدفها المركزي هو تحقيق المخطط القديم، أي السيطرة على المحافظات الجنوبية والشرقية وضم أهمها للكيانات السعودية والإماراتية بشكل مباشر أو غير مباشر، وبقاؤها الحالي في الجنوب وتراجعها عن الشمال بعد هزائمها هو محاولة أخيرة لضم محافظات النفط المجاورة، من شبوة وحضرموت إلى المهرة وسقطرى، وجعل المحافظات الجبلية الوسطى من الضالع ولحج وإلى عدن وأبين مناطق تماس صراعية مع الشمال اليمني المستقل عبر "المجلس الانتقالي" و"الشرعية الهادوية" التي تفصلها باسم الهوية الجنوبية لتجعلها حائط الصد الرئيسي أمام تقدم الجيش واللجان، وأن تخلق حالة من الاحتراب الأهلي اليمني ـ اليمني وتجعلها خزان تجنيد بشري للدفاع عن وجود الاحتلالالأجنبي في الجنوب.

"فرق تسد"
على هذا الطريق الشيطاني تتحرك سياستها وتكتيكاتها، فهي تريد قوى جنوبية مضعضعة عاجزة عن الالتفات إلى ما يجري ويدبر، وتكون قوى منقسمة عاجزة عن التوحد، لأنها قد غرست بذور الاحتراب والثارات فيما بينها منذ عقود طويلة، وما بدأته بريطانيا من غرس الاحتراب الداخلي بين الأقاليم والمحافظات والمناطق وانقسامها وخلق ثقافة الانعزال والتجزئة فيما بينها وحاجة كل طرف منها إلى الحامي السعودي الإماراتي الأجنبي. وهذه الحرب البينية ستحقق الهدف السعودي الإماراتي دون أن تسمح لطرف بأن يتغلب على الآخر في الميدان. هي تريد حروبا طويلة تفتيتية استنزافية دون أن تؤدي إلى انفراد طرف بالساحة الجنوبية، وهي تراهن في النهاية على أن تقدم الجيش واللجان من الشمال نحو الجنوب لتحريره سوف يثير العصبيات القبلية المحلية ويدفعها إلى القتال المشترك ضد الجيش واللجان، دون أن يؤدي ذلك إلى عرقلة مشروعها الاستعماري الذي ترفع دعائمه بالأموال وشراء الضمائر والخوف من غياب المصالح الفئوية في كونها في المنطقة لصالح النخب العميلة التابعة، ولكن لا تجري الرياح بما يفكر العدوان وعملاؤه ويشتهون ويأملون.
 
العدو يتحطم على أبواب مأرب
يواصل العدو التراجع والانكسار طوال الأشهر الماضية، وما زال يتلقى الضربات ويتكبد الهزائم، وهو يواصل إخلاء مواقعه القديمة بعد أن سيطر عليها طوال 5 أعوام، وكان على بعد 30 كيلومتراً من العاصمة صنعاء. أما اليوم فقد صار على بعد 30 كيلومتراً من مدينة مأرب، مركز قيادته الرئيسي، وخاصة بعد سقوط معسكر ماس بأيدي الجيش واللجان، الذي كان يعتبر أهم المعسكرات العدوانية على الإطلاق، وتتوالى وتتسارع الانكسارات دون توقف وفي كل يوم هناك جديد في هذا الشأن.
 
زيارات الصواريخ اليمنية مستمرة
صواريخ الجيش واللجان تدك معسكرات تداوين والمنطقة العسكرية الثالثة وغرفة عمليات القيادة السعودية خلال الأيام الأخيرة، فقد استهدفت هذه الصواريخ معسكر تداوين والقيادة مرتين متتاليتين وأنزلت ضربات قاصمة بالقيادات الرفيعة من السعوديين والمحليين، عشرات القتلى والجرحى، 10 منعم ذوو رتب قيادية كبيرة، مما دفع السعودية والأمريكيين إلى البدء بالرحيل من مأرب، وسحب الأسلحة والمعدات الثقيلة إلى مناطق بعيدة في العمق السعودي. إنه اليأس والإخفاق والقنوط الذي يتملك القيادات العدوانية، ويترافق ذلك مع انهيارات معنوية شديدة في صفوف قوات العدو، حيث استسلمت مجموعة من الألوية المرتزقة وانضمت إلى جانب الجيش واللجان، وهي مقدمة لانهيارات كبرى ستلحق بالعدو وتسرع بسقوط المنطقة العسكرية العدوانية ومدينة مأرب.

اللعب على الوقت
تحاول السعودية وأمريكا أن تلعب بورقة المساومات والمناورات السلمية والحلول السياسية الزائفة بهدف تضييع الوقت ريثما يعيدون ترتيب أوراقهم وقواتهم وتصلهم نجدات جديدة. ولكن لا جدوى من المصير المحتم. وهناك تحركات سياسية تجري تحت الطاولة من أجل وقف تقدم الجيش واللجان إلى ما بعد مأرب، ولكن كما قال وزير سعودي قبل يومين: "إن شروط صنعاء صعبة وغير معقولة"، فما هي يا ترى؟!
إنها نفسها الشروط المعلنة والبسيطة والتي لا بد أن تسبق أي مفاوضات أو محاورات سياسية، وفي مقدمتها رفع الحصار ووقف العدوان، وخروج جميع القوات الأجنبية من كل شبر من الوطن، وتحمل مسؤولية العدوان ماديا ومعنويا ونتائجه وتداعياته، واحترام السيادة الوطنية وسلامة ووحدة التراب اليمني، وعدم التدخل في الشؤون اليمنية الداخلية، وإنهاء سياسة الوصاية والتبعية، والقبول بالندية والحق في اختيار السياسات المناسبة بحرية تامة.