أحد مساجد مدينة صنعاء القديمة التاريخية، ويقع في الجهة الجنوبية الغربية من حارة الأبهر، على الطريق النافذة من السائلة إلى جامع صنعاء، وكان يعرف قديماً بمسجد بنت الأمير.
بني في 793 هجرية الموافق 1374م بأمر من فاطمة بنت الأمير الأسد بن إبراهيم بن الحسن بن أبي الهيجاء السراوري رأس أكراد ذمار، وزوجة الإمام الناصر صلاح الدين محمد ابن الإمام المهدي علي، وأم ولده الإمام المنصور علي بن صلاح. وكانت مؤازرة للإمام صلاح الدين ومعينة له في أكثر الأمور.
تتقدم الجامع ظلة في الجهة الشمالية مسقوفة بقبة تعبر عن المدخل الرئيس للمسجد، وتتصل عبر ممر طويل بالباب المؤدي إلى الصوح، وعبر الممر تتصل صرحة الأبهر الأمامية بمماشي المسجد، والساحة الخلفية لحارة الأبهر، والتي تفصله عن حارتي بحر رجرج وشارب، حديثتي النشأة نسبيا. ويتصل الصوح ببيت الصلاة عبر ثلاثة مداخل: مدخلين غربيين ومدخل جنوبي منتظم الشكل كان قبل توسيع المسجد صغيرا أشبه بالشكل المربع القائم على ستة أعمدة بثلاثة مجازات أفقية.
ظل المسجد على ما هو عليه حتى زاد فيه الإمام المتوكل قاسم بن الحسين، في سنة 1784، وأضاف لضريحه قبة.
ويتصل بمسجد الأبهر من جهة الشرق محسنة الجوفي، وهي بئر ومصلى للنسوة، ولها وقف بنظر بيت الجوفي. كما توجد محسنة كبرى غربي المسجد بناها الإمام يحيى حميد الدين.
عندما قام الإمام المتوكل، قاسم بن الحسين، بتوسعة الجامع والزيادة فيه، لم تمكنه المساحة الخلفية لبيت الصلاة من التوسع نحو الجنوب بشكل متساو مع الجدار القديم، وذلك لوقوع عدد من قبور العلماء البارزين، منهم عبد الله بن إبراهيم الديلمي المعروف بـ"أبو شملة"، المتوفى عام 1429، والعلامة أحمد بن إسماعيل الهبل، المتوفى عام 1651، والقاضي محيي الدين العراقي، والثلاثة دفنوا في الجهة الشرقية.