طاهر علوان الزريقي / مرافئ -
يرفض جيفارا بطل الفيلم والإنسانية أن يعيش تحت سفالة النظام الإمبريالي، نظام لا يملك الصلاحية والشعور الإنساني والفضيلة، يجرد الإنسان من إنسانيته وينظر إليه بازدراء ويجعله مجرد رقم بذريعة المنفعة، يستغل، يحتكر، يبتز، يعصر، يخدع، وعند أدنى مقاومة، عند أول لقطة استنكار يقمع، يلاحق، يعامل بشراسة، يسجن، يقتل، لرفضه أن يعيش تحت سفالة النظام الإمبريالي.
تفشل كل محاولات تشويه جيفارا، وعلى الشاشة تتجسد عظمة الإنسان الثائر الرافض للمناصب والوزارات والعيش في بحبوحة ورفاهية، بينما هناك من يجوع في العالم، من يضطهد ويقمع ويهان... يترك جيفارا كل شيء خلفه ويعود إلى الكفاح المسلح، يناضل مع الناس ومن أجل الناس وحقوقهم المشروعة. وفي قلب المعارك يعتقل، يُعذب حتى الموت... هناك «انتلجنسيا ثورية» تقبل الآن أن تعيش تحت سفالة النظام الإمبريالي وتسبح بشعارات «المجتمع المدني» الليبرالية المطعمة بـ»لينينية» أو «ستيالينية»، «الاشتراكية الدولانية»، التعايش السلمي والحلول الوسطى، حالمون لا علاقة لهم بأبجدية الطهارة والتضحية وكرامة الإنسان.
جيفارا كان طريقه صعباً عبر النضال من أجل إقامة سلطة المستضعفين عبر الخطر البالغ وفكرة «الثورة الدائمة» ضد الإمبريالية ونقل الثورة إلى أطراف المعمورة بغض النظر عن الظروف الموضوعية والذاتية لكل بلد. كان إنساناً خارق الموهبة، منظماً مناضلاً اجتماعياً وسياسياً نارياً، صارماً حيال الأعداء حريصاً على الرفاق، استطاعت الكاميرا أن تعكس كل سمة، كل خلجة من خلجات الروح الإنسانية الصادقة، أشق لحظات المحن التي كانت تواجه البطل الإنسان جيفارا.
في الفيلم لا يبقى لجيفارا من حياته 4 أيام، سارعوا بإعدامه رمياً بالرصاص، كانوا يخافون منه، يخشون تأثيره في الناس حتى وهو في زنزانة السجن، يرتعدون من شعبيته حتى وهو ميت لم يدع لهم راحة البال، لذلك أمروا بإعدامه مرة أخرى، بنبش الجثة من القبر وإغراقها في البحر، كي لا يصبح قبر جيفارا مكاناً مقدساً وذكرى للثائر الإنسان جيفارا.