«لا» 21 السياسي -
فيما يتوزع فريق الخارجية الأمريكية على مثلث عواصم الكويت وعُمان والسعودية، تصل طلائع قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية إلى مثلث محافظات البيضاء وشبوة وأبين، وفي حساب المثلثات الرياضية ولتكتمل الدائرة يتبقى مثلث أخير، فأين تقع مقاطعه؟ وما هي أضلاعه يا ترى؟!
فيما يزور وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، العاصمة الكويتية الكويت، تجري نائبته ويندي شيرمان، مباحثات في مسقط، تزامناً مع تكثيف مبعوث بلاده إلى اليمن، تيم ليندركينغ، لقاءاته في الرياض، وثلاثتهم يحملون ملفاً واحداً ووحيداً عنوانه الحرب على اليمن.
في المقابل يحقق الجيش اليمني واللجان الشعبية انتصارات استراتيجية حاسمة وتصل طلائعه إلى رأس مثلث البيضاء- شبوة، حيث مركز الثروة وآخر معاقل تحالف العدوان، وتحديداً شبوة حيث تدير الشركات الأمريكية معظم الحقول النفطية هناك.
وبرغم تقليل الوزير الأمريكي لفرص نجاح بلاده دبلوماسياً في ظل ما وصفه برفض الحوثيين الانخراط في الحل السياسي، طبعاً وفق التصور الأمريكي، إلا أن اعترافه بالعجز عن حماية واشنطن للسعودية يشير بلا شك إلى الفشل العسكري المستمر لبلاده في الحرب على اليمن، ومن الواضح أن بلاده لم تعد تملك خيارات سوى الحل الدبلوماسي.
سبق ذلك بأيام صدور بيان للخارجية الأمريكية يتسم بالهدوء على غير العادة ويتصف بالاستجداء، ويتضمن الإشارة إلى أن الوقت قد حان لإنهاء الحرب والعودة إلى طاولة المفاوضات، في تعبيرٍ واضح عن تصاعد القلق الأمريكي مع تقدم قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية تجاه مرابض المصالح الأمريكية شرقي اليمن.
استمرت الإدارة الأمريكية في التركيز على منع الجيش واللجان من دخول مدينة مأرب حفاظاً على مصالح شركاتها النفطية التي تستحوذ على معظم عائدات النفط والغاز، وراهنت من أجل تحقيق ذلك على فتح جبهة البيضاء من خلال أدواتها من الجماعات المتطرفة والتكفيرية، وهو الرهان الذي خسرته واشنطن بهزيمة أدواتها وانتصار قوات الجيش واللجان السريع والمتلاحق والذي مكنها من طرق أبواب محافظة شبوة الغنية بحقول النفط والغاز.
تحاول واشنطن حالياً اللعب مجدداً مع صنعاء بتحريك الملف الإنساني سواءً بعرض السماح بدخول المشتقات النفطية دونما اشتراط بوقف تحرير مدينة مأرب أو من خلال التعهد بإيقاف نزيف العملة النقدية اليمنية.
الحراك الدبلوماسي الأمريكي المكثف في المنطقة يستهدف كما هو واضح وقف زخم انتصارات قوات الجيش واللجان الشعبية الذي ينذر حال استمراره، وهذا المرجح، بقطع الموارد الأمريكية كما وإنقاذ أدواته من خسارة آخر معاقله شمالاً وشرقاً.
كما يتوازى هذا الحراك مع تحركات عسكرية أمريكية بداية بإعادة تفعيل نشاط تنظيم «القاعدة» في حضرموت والاتجاه بعملياته غرباً، وليس نهاية بالإعلان عن مناورات عسكرية أجرتها البحرية الأمريكية بمعية الفرنسية في بحر العرب قبالة الساحل الشرقي لليمن.
وبين اللعب الأمريكي بمثلثات الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية لتأخير النصر اليمني يتجه الجيش واللجان الشعبية في مقابل ذلك إلى إكمال ثالث مثلثاته في معادلة الصمود والانتصار بإعادة تثليث أضلاع الردع بين نقاط نجران وجيزان وعسير، وهو ما عجزت واشنطن عن كسر أيٍ من أضلاعه.