«لا» 21 السياسي -
يلخص جوليان بورغر، محرر الشؤون العالمية في صحيفة «الجارديان» البريطانية، جوهر الذل الأمريكي المقارن بين فييتنام وأفغانستان في تحليل قال فيه: «كان الدرس العسكري المستفاد من فييتنام هو أن الولايات المتحدة لا تستطيع القيام بمكافحة تمرد، على بعد آلاف الأميال من الوطن، ضد عدو مدفوع أيديولوجياً ومتجذر في مجتمع رأى القوات الأمريكية في نهاية المطاف كقوة احتلال. لقد كان درساً مستفاداً، ثم تم نسيانه في الحماسة التي أعقبت هجمات الحادي عشر من سبتمبر».
إنه غرور القوة والاستناد إلى الاستعمار والرهان عليه.
في بداية عام 1975، كان لدى الفييتناميين الجنوبيين (حلفاء أمريكا)، ثلاثة أضعاف ما لأعدائهم من مدفعية وضعف العدد من الدبابات والعربات المدرعة، كما كان لديهم 1400 طائرة وتفوق عددي بنسبة اثنين إلى واحد في القوات القتالية على أعدائهم الشيوعيين.
وبعد أربعة أشهر انتصر الشماليون عليهم بعد سلسلة من الهزائم والخذلان الأمريكي ليخلي آخر جنود مشاة البحرية الأمريكية السفارة الأمريكية على متن مروحية، بينما غمر المدنيون محيط السفارة وتدفقوا إلى أرضها، وكان كثير منهم قد تم توظيفهم من قبل الأمريكيين، لكنهم تُركوا لمصيرهم.
كان المشهد الأفغاني أكثر خزيا ونذالة من المشهد الفييتنامي والذي شهد على الأقل إجلاء أكثر من سبعة آلاف مدني فييتنامي من سايغون في 29 و30 أبريل 1975 بطائرات مروحيات، بينما في كابول تركت أمريكا مئات الأفغان يتعلقون بعجلات الطائرات العسكرية ويتساقطون منها في مشهد أمريكي تاريخي مخزٍ للأبد.