«لا» 21 السياسي -
كلمة الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي في افتتاح اجتماع لجنة الإعداد لتأسيس المؤتمر الشعبي العام وإعلان إشهاره بتاريخ 4/4/1977م، بمدينة الحديدة:
بسم الله الرحمن الرحيم.. وباسم الشعب نفتتح الاجتماع. وبناء على اقتراح الأخ الأمين العام للجنة العليا للتصحيح، فلبيت هذا الاقتراح بعد أن قرأت محضر الجلستين اللتين عقدتا في الحديدة وصنعاء، أما محضر الجلسة الثالثة فإلى الآن لم أقرأه، فنحن في مجلس القيادة نبارك كل ما توصلتم إليه وما تتفقون عليه، وهناك تصورات كثيرة حول المؤتمر نتيجة للظروف السابقة وتعدد التوجهات، وكل واحد يتساءل يبحث عن الحقيقة، ولكن يتلمس الأشياء من منظاره الخاص، وليس هذا التساؤل نابعا من معرفة شيء يريد أن يعرفه.
على العموم، من حق كل مواطن أن يتساءل ويعرف، والغرض من المؤتمر، هو تلمس ما يريده الشعب في اجتماع عام يطلع بنتائج يكون مردوداتها أساسيا وهاما، وفهم الديمقراطية اليوم فهم آخر غير ما كان عليه في الماضي، ولا نريد أن نتحدث عن الماضي بخير أو شر، لكننا نقول إنه مر بعطائه، ومهمتنا من 13 يونيو إلى اليوم هو تغيير الواقع السيئ إلى الأفضل، وأينما وجد السوء مهمتنا أن نغيره إلى الأفضل، ولا بد من معالم جديدة تضاف إلى مسيرة الثورة لكي يشعر المواطن فعلا بأنه حصل تغيير في المجتمع، وهناك فئة يعتقدون بأن اتفاقهم هو (إجماع الشعب) وأن اختلافهم هو وجود (تناقض في المجتمع)، ونحن نعرف أن ممارسات (غير وطنية) اتبعت في كثير من الأحيان وكأن حرية الرأي هي من حقهم هم وليس من حق الشعب.
المؤتمر ليس ضد فئة أو استنفار الشعب وقواه ضد أحد، وليس إعطاء شرعية لأحد أو إعطاء قوة لإجراء أي شيء، والغرض من المؤتمر غير ما كان يفهم في الماضي، وأعتقد أن هذا المؤتمر سيكون أول مؤتمر من نوعه في بلادنا يشعر المواطن فعلا بأنه يمارس (حرية وديمقراطية حقيقية)، فعلى الأقل أن يستمع إلى رأيه ويبحث عن مصلحته وليعرف الآخرون ما يريد، وفي هذه اللجنة جهات لها ارتباطات شعبية بحتة جاءت (بانتخابات شعبية ديمقراطية حرة) ممثلة في اللجنة العليا للانتخابات وفي التعاونيات وفي اتحاد المغتربين ثم التصحيح، ونحن نصر على أن يكتسب السلطة الشعبية من خلال الممارسات اليومية، وإذا كان عدد من الإخوة في 
اللجنة العليا للتصحيح قد وقع الاختيار عليهم لكي يقوموا باختبار اللجنة الأساسية والفرعية بخطها وصوابها، فإن هذه خطوة لنثبت بها شرعية وجود أجهزة رقابة حقيقية وليست شكلية، ثم تأتي المرحلة الأخيرة وهي أن اللجنة العليا واللجان الأساسية والفرعية لن تأتي بالأمر أبداً. إنما ستأتي بالانتخابات، كل عزلة وكل ناحية وكل جهاز سينتخب لجان التصحيح، ومن هذا المنطلق اختار مجلس القيادة هذه اللجنة للإعداد للمؤتمر، وهناك جانب رسمي وهو اختيار ثلاثة من مجلس الوزراء، وبهذا أصبحت اللجان شعبية ورسمية، والرسمية كذلك يهمها مصلحة الب؟لد، ونحن نترك لكم أن تتصوروا المؤتمر وتعدوا له، ونقول لكم تحسسوا وتلمسوا ماذا يريد الشعب؟ وعندما يقدم الاتحاد دراسته وينزل بها إلى المؤتمر ومعنى هذا دراسة التعاونيات وكذا التصحيح وكذلك اتحاد المغتربين إذا كان لديه دراسات عن المغتربين وطرق لمعالجة الهجرة والاستفادة من مواردها، وعلينا ألا نستعجل فقد أعلنا عن المؤتمر ومكان انعقاده ولجنة الإعداد للمؤتمر ولم نعلن عن وقت المؤتمر، وهذا معناه تقديرنا لأهمية المؤتمر لضرورة الإعداد المعقول والهادئ والناجح، وهناك قطاعات كبيرة ممثلة في العلماء، في التجار، في القبائل، في رجال الأعمال، في الشباب، في الأطباء، في الطلاب، في العمال، هؤلاء يجب أن يمثلوا في المؤتمر، وتحدد هذه القطاعات أعداداً وليس حشد جيش من الناس يقول كلمات في المؤتمر وحسن اختيار من في حضوره عطاء، والمؤتمر لا سمح الله إذا لم ينجح فلا يكون بابا (للانقلابات)، والقيادة ستظل ماسكة بأمور البلاد، وبدلا من إصدار قرارات من مجلس القيادة فإننا دعونا للمؤتمر لتأخذ أمورنا عمقا اجتماعيا أبعد، ويعطى ضمانات أقوى في هذا المؤتمر الشعبي العام، وإذا نجح المؤتمر فإنه سيعطي بعدا اجتماعيا للبلاد.
ولي كلمة أخيرة هي أن (لا تضيقوا برأي بعضكم البعض ولا يتشدد أحد في رأيه). هذا ما أردت أن أطرحه عليكم..
 وشكرا.