«لا» 21 السياسي -

1
دخل رجلٌ من أهل الكوفة راكبا بعيرا له إلى دمشق في حال منصرفهم عن «صفين»، فتعلق به رجل من دمشق فقال: هذه ناقتي أخذت مني بصفين. فارتفع أمرهما إلى معاوية، وأقام الدمشقي خمسين رجلاً يشهدون أنها ناقته، فقضى معاوية على الكوفي وأمره بتسليم البعير إليه، فقال الكوفي: أصلحك الله، إنه جمل وليس بناقة! فقال معاوية: هذا حكم قد مضى، ودس إلى الكوفي بعد تفرقهم فأحضره وسأله عن ثمن بعيره فدفع إليه وقال له: أبلغ علياً (عليه السلام) أنّي أقابله بمائة ألف ما فيهم من يفرق بين الناقة والجمل!

2
عشرات الساعات قد تقضيها في قصد ورصد وحصد هكذا سفاهة وتفاهة وسفالة تتموقع قنواتٍ ووكالات، وتتموضع صحفاً ومنشورات، وتتموزع عدواناً وعداوات، وتتلفع صهاينةً وحاخامات، وتتمزع مقالاتٍ ومقولات، وتتوزع صفقاتٍ وصفقات، وتتفرع عمولاتٍ وعمالات، وتتبرع أخداناً وخيانات، وتتنوع ملذاتٍ وملاذات، وتتوجع صفعاتٍ ومهانات، لتتجرع نهاياتٍ مكسورات...
وبرغم كل ذلك الوقت بدل الضائع بينك وبين سبع سنوات تتهاوى أمامك فلن تتردى أوقاتك خلفك حسرات حينما تقف مجدداً كما كنت دائماً على قدميك الطاهرتين من وحل خنى خليج «الخنازير» وتدوس بخطوات ثباتك كل هذا الكم الهائل من عُري قنوات مجاري الصرف الصهيوني وخزي كلمات شيكات الصرف النفطي.

3
«إذا لم تكن حذراً، فستجعلك الصحف تكره المظلومين وتحب الظالمين»!
 (مالكولم إكس)
بالتزامن، يدّعي الخائن أحمد عوض بن مبارك، من على شاشة قناة «الجزيرة» القطرية، في كذبته الأولى بعد المليون: «وصول أسلحة عالية التقنية بماكينات غربية وآسيوية إلى الحوثيين استخدمت خلال الأيام الماضية في قصف مواقع باليمن والسعودية».
يزايد المرتزق مراسل قناة «العربية» السعودية، وموفدها الجديد إلى مدينة مأرب خلفاً للكذاب محمد العرب، على نازحي مأرب، الذين يزيد عددهم على «مئتي مليون نازح»، في كذبةٍ هي أيضاً الأولى بعد المليون لـ»العبرية».
في هكذا تكثيفٍ بصريٍ سمعيٍ مباشرٍ متواترٍ متناظرٍ متعاضدٍ متعامدٍ في مشهدين متوازيين متزامنين يمكننا -نسبياً- تلخيص خلاصة سبعة أعوامٍ من العدوان العبراني البعراني الإعلامي الإعلاني على اليمن بدينه وديدنه في انتهاج أسلوب الانحياز والفبركة والتضخيم كواحدٍ من أساليب التضليل والتدليس والتلفيق التي مارستها -وما تزال- آلة العدوان الإعلامية الهائلة بكل إمكانياتها المالية وبجميع ترساناتها المادية وبمختلف تروسها الإبليسية ورؤوسها الشيطانية.
أسابيع قليلة مرت على وصول سلمان بن سعود وابنه إلى سدة حكم السعودية بدايات العام 2015 ليعلن العدوان على اليمن من العاصمة الأمريكية واشنطن بدعوى باطلة عنونها الصهاينة بعناوين كاذبة مثل «إعادة الشرعية» و»مواجهة المد الفارسي» و»محاربة الفرس المجوس» و»الدفاع عن مكة» و»حماية الأمن القومي»... وغيرها من الترهات والأباطيل التي روجت لها الآلة الإعلامية الصهيونية منذ جريمة العدوان الأولى مستخدمةً أسلوب الانحياز والفبركة. ولسبع سنوات انتهت اليوم إلى انكشاف حقيقة العدوان في استهداف اليمن وشعبه وثورته وافتضاح أمره في احتلال أراضيه وجزره وموانئه واكتشاف مخططه في تنفيذ أجندة المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة.

4
التلاعب بالعواطف أسلوبٌ آخر استخدمه -وما يزال- إعلام البترودولار في ترويجه وتبريره للعدوان الأمريكي السعودي على اليمن. ويستخدم هذا الأسلوب لنشر أفكار يصعب تقبلها من خلال الخطاب المنطقي ليبث روح الاستعلاء والتعصب بهدف بث الكراهية والاحتقار.
ولنتذكر جميعاً أن العدوان شُنّ تحت لافتة التحالف العربي لمواجهة المد الفارسي وللدفاع عن مكة من المجوس الروافض ولاستعادة عروبة اليمن... وغيرها من المقولات المكذوبة والتسميات الكاذبة التي استعملت وما تزال من قبل تحالف العدوان وإعلامه في سبيل ذبح الشعب اليمني.
مثالٌ آخر: تناولت وسائل إعلام العدوان بكل أشكاله بهكذا أسلوب محاكمة وأحكام خلية التآمر والخيانة للرئيس الشهيد صالح الصماد رضوان الله عليه بدعاوى مناطقية جهوية قذرة.

5
في أواخر العام الخامس من العدوان على اليمن خرج ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في لقاء تلفزيوني رمضاني على شاشة قناة (إم بي سي) السعودية قائلاً: «الحوثي يمني وصاحب نزعة عروبية، والحرب على اليمن عبثية»، في معاكسةٍ مقطوعة مع كل دعاية العدوان السابقة واللاحقة، وهي مخاتلة مكشوفة اضطرت ابن سلمان إليها حقائق الحرب المغايرة لأوهامه ومعادلات المعركة المختلفة عن حساباته، مستخدماً أسلوبا دعائيا وإعلاميا صادما يعتمد في ظاهره على الشفافية الناقصة والمصارحة المنقوصة، فيما يستهدف في باطنه التشويش الكامل على عقلية الناس وإرباك الخصم وتشتيته.

6
طوال سنوات العدوان، والإعلام العبري العربي يثير مراراً وتكراراً قضايا على هامش العدوان على اليمن، ويصنع شائعاته بحق أنصار الله كرأس حربةٍ في جبهة الصمود اليمني، وبحق الجيش اليمني واللجان الشعبية، بل وبحق كل اليمنيين في مجموعهم المقاوم لمشروع الاحتلال والوصاية والتبعية. ولو تتبعنا كل تلك الشائعات منذ اليوم الأول للعدوان وحتى اليوم وجمعناها لدخل إعلام «الجزيرة» و»العربية» وشقيقاتهما غير الشرعية موسوعة جينيس، مسجلاً رقماً قياسياً غير مسبوق في صنع الإشاعات والأكاذيب.
ويقوم أسلوب تحويل انتباه الرأي العام على فكرة إثارة قضية أو شائعة أو فضيحة لتحويل انتباه الجماهير إذا كان هناك رأي سائد يصعب معارضته تجاه موضوع أو حدث معين. ويستخدم هذا الأسلوب أيضاً لعدم ضمان نتيجة الوقوف أمام تيار جارف من الرأي العام بعد تكوينه.
فكم من المرات قتل إعلام «العربية الحدث» سيد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي وقيادات أنصار الله والجيش اليمني؟! وكم من الشائعات التي روجتها صحف البترودولار الصفراء عن خلافات واختلافات وصدامات وانهيارات وانكسارات وانسحابات الجيش وقياداته ومجاهديه بخلاف الاستمرار في إثارة الإشاعات المتعلقة بتدين اليمنيين وأخلاقهم وعاداتهم وتقاليدهم؟!!

7
«إذا اخترعت كذبة كبيرة وظللت ترددها بإخلاص فسيصدقها الناس في النهاية».
(جوزيف جوبلز)
«الانقلاب الحوثي»، «الشرعية»، «المليشيات الحوثية»، «الجيش الوطني»، «الانقلابيون»، «المقاومة»، «الصواريخ والمسيرات الإيرانية»، «خبراء حزب الله»، «ضباط الحرس الثوري الإيراني»... كلمات وعبارات وجمل تدأب على تكرارها باستمرار وسائل إعلام العدوان بمختلف رؤوسها وشتى تروسها، معتمدةً على أسلوب التكرار والمحاصرة كأنجح الأساليب لتغيير الرأي العام كما يرى الكثير من أساتذة الإعلام، إذ تذيع دول العدوان وتكرر الجمل والأفكار نفسها عبر وسائل إعلام متعددة، وتحاصر الجمهور وتحفر هذه الجمل في عقله اللاواعي. ولنجاح هذا الأسلوب لا بد من استخدام وسائل إعلام واسعة النطاق ولغة دعاية تثير العواطف بدلاً من إعمال العقل، وهذا ما توفره براميل النفط لأبواقها العبيد المرتزقة وأسواقها في الرق والنخاسة.

8
«الهاشميون»، «الإمامة»، «الهضبة»، «الأقيال»... مفردات تلو أخرى يلوكها إعلام العدوان استغلالاً لأسلوب يعتمد على صنع وترويج صورة ذهنية نمطية متطرفة، حيث يجنح العقل إلى التنميط وترسيخ القوالب الجامدة لتسهيل تنظيم المعلومات وتخزينها واسترجاعها. وتكمن خطورة هذا النمط من التفكير في تصنيف الناس وتكوين صورة ذهنية عن مجتمع أو بلد ما أو مجموعة معينة وتعميم صفة على جميع أفرادها والتعامل معهم على هذا الأساس قبل الاحتكاك بهم.
ولا تقتصر خطورة الصورة النمطية المتطرفة على نشر الكراهية فقط؛ لكن دائماً ما يتطور الأمر لأعمال عنف وقتل وحشية بهدف صناعة العدو.
وفي تعاطي وسائل إعلام العدوان مع جريمة حافلة أطفال ضحيان، في واحدة من عشرات المذابح العدوانية، شاهدٌ حيٌّ وقطعي على تعامل خونة ومرتزقة تلك الوسائل بأسلوب صنع وترويج الصورة الذهنية المتطرفة.

9
بالإضافة إلى سعي وسائل إعلام العدوان الدؤوب لزرع الاستسلام والعجز، تثابر أيضاً على محاصرة اليمنيين من خلال فبركة ما يشابه استطلاعات رأي زائفة لحث الناس لاتخاذ الرأي أو الموقف نفسه ليوافق رأي الأغلبية المصطنعة، كما وخلق الأزمات واستغلال الكوارث، في أسلوبٍ قذر يحرك حتى شرائح جماهيرية لم تكن مهتمة من قبل في خلق أزمات تمس الاحتياجات الأساسية للشعب مثل الأزمات الاقتصادية أو أزمات الوقود والكهرباء والغذاء وغيرها من الاحتياجات التي يعتمد عليها الجميع بشكل أساسي لتدبير المعيشة ولقمة العيش، مما يخلق حالة غضب عارمة بشرائح واسعة تريد فعل أي شيء لحل الأزمة، ودائماً ما يحاول العدوان استغلالها وتوجيهها لتحقيق مصالحه.
وما تزييف إعلام العدوان لحقيقة الحصار العدواني على الشعب اليمني والمستمر منذ سنوات والمانع لوصول الغذاء والدواء والمشتقات النفطية إلا أحد أمثلة تناول الإعلام الكاذب للأزمات بعد خلقها عسكرياً وتخليقها اجتماعياً.

10
يُعد أسلوب التلاعب بمشاعر الخوف من أقوى وأقدم الأساليب للتأثير في الجماهير، فكل الناس تخاف وترتبك إذا مس أحد احتياجاتها، ويؤثر ذلك في سلوكها وآرائها.
أما أسلوب التلاعب بالمصطلحات فيهدف إلى التلاعب بالحقائق ونشر تغيير أدوار الأطراف في أي قصة تُنشر، فيصبح المجرم بطلاً والمقتول مجرماً، أو يصبح المُحتل رجل سلام والمدافع عن أرضه أو نفسه إرهابياً.
وتأتي عملية اغتيال الزوجين الصحفيين محمود العتمي ورشا الحرازي بتفجير سيارتهما في عدن كمثالٍ طازج سبقته أمثلة عدة وشواهد عديدة تدل بوضوح على هكذا تلاعب إعلامي بالحقائق يمارسه العدوان خونة ومرتزقة بقذارة غير مسبوقة.

11
يستعين إعلام العدوان على اليمن بأسماء لامعة وأقلام بارعة لتسويق الحرب واستمرارها وتبرير مذابح العدوان وجرائمه في مصفوفة إعلانية تمتد في إدارة حذلقاتها من ألف الحوالات المالية وحتى ياء الصنع الصهيوني، وتعتمد في استدارة حلقاتها على ماكينات بتروإعلامية هائلة تضع أقنعتها على شاشات القنوات وصفحات الجرائد وحيطان السوشيال ميديا وجوهاً كهرمانية خادعة ومخادعة.
في صحيفة ابن سلمان «الشرق الأوسط» يُؤتى -مثلاً- بـ»محمد الرميحي»، رئيس التحرير السابق لمجلة «العربي» الكويتية الشهيرة، ليضاجع خبرته التحريرية لا التحررية سفاحاً بواحاً يطرحه الزنا مقولاتٍ مشوهة وتقولاتٍ متشوهة تنضح حقداً في فاحشة القائل وفحش القول أنتجته عقدة مركبة تفشخ الرميحي بين العروبي الذي ادعى وبين الكويتي الذي يثأر من غزو العراق بالعدوان على اليمن والتأريخ لغزوات تركي الفيصل والاستشهاد بعبارات عبدالله بن زايد...
وفي الزاوية المقابلة للرميحي يستميت حازم صاغية لإيجاد طريقة طريفة جداً في إخراج طاعته لصالح النظام السعودي، وهو الذي «كان قد دعا إلى اغتيال أنور السادات بعد زيارته إلى القدس المحتلة في «السفير»، يدعو إلى الليبراليّة في العالم العربي؛ لكن بحدود السياسة السعوديّة التي يتطابق معها بالكامل؛ لكن بالصدفة طبعاً وليس عن هوى. أما انسجام خطه السياسي مع جريدة خالد بن سلطان (حيث كان يكتب)، ومع جريدة محمد بن سلمان (حيث يكتب اليوم)، فهو محض صدفة؛ غير أن صاغية تبنّى هنا في جريدة محمد بن سلمان الديمقراطيّة مقولة «لا صوتَ يعلو على صوت المعركة»، مع الفارق أن جمال عبد الناصر كان يخوض معركة تحرير وتحرّر، فيما لا يخوض النظام السعودي الذي ينطق باسمه هنا إلا معارك وحروبا وحشيّة»، كما يخلص إلى ذلك أسعد أبو خليل في «الأخبار» اللبنانية.
وعلى ذكر عبدالناصر يُستجلب الناصري الدعي عبدالحليم قنديل مرتزقاً ليلعق أحذية الصهاينة أعداء عبدالناصر بلسانه «الزفر» ويسيل لعابه ريالاتٍ قطرية على وجه صفاء المعلول في جريدة «القدس العربي» سابقاً. يذهب قنديل بعيداً في مقاربة علاقة حزب الله مع أنصار الله في النقيض تماماً من حقيقة هذه العلاقة، التي ينسفها قنديل باستدعاءاته المريضة لذاكرة هزيمة المصريين في اليمن منتصف ستينيات القرن الماضي، وهي الهزيمة التي صنعها عرابو أسياده الصغار من اليهود وبني سعود.

12
المتابع الحصيف لن يعجز عن اكتشاف التطابق التام بين خطابات إعلام العدوان البعراني ومخاطبات إعلام العدو العبراني، ولا يتعذر أبداً الاستدلال بعيناتٍ عشوائية تدل على انكشاف كل أبعاد المشروع الصهيوأمريكي في ثنايا ذلك الخطاب الشيطاني كسياقٍ موازٍ لباقي سياقات العدوان على اليمن. إنه الخطاب ذاته، وإن كُتب بأبجديتين مغايرتين وقيل بلغتين مختلفتين، فما تقوله «العربية» السعودية تتحدثه «كان» الصهيونية، وما تتكلمه «الجزيرة» القطرية تتخاطب به «آي 24» العبرية، وما تنشره «الشرق الأوسط» و»عكاظ» و»العرب» و»القدس العربي» مجرد إعادة مترجمة للسياسات التحريرية لـ»معاريف» و»هآرتس» و»يديعوت أحرنوت» و»جيروزاليم بوست»...

13
غرباً، لم يكن العدوان على اليمن عنواناً رئيساً للمحطات والصحف والمواقع الأمريكية والأوروبية وحتى الروسية التي لم تعد تنتمي حتى لجغرافيتها وتعرت من موروثها النقدي البائد تجاه الغرب. كل ما في الأمر أن مجمع الصناعات العسكرية الأمريكي هو الذي يحرك أحياناً موضوع الحرب على اليمن إعلامياً من أسفل قائمة الموضوعات باتجاه أعلاها كلما طال إغلاق بوابات مخازن أسلحته وتأخرت الردود النهائية للموافقة على الصفقات المؤجلة. لا يختلف ذلك كثيراً بالنسبة للصفحات الأولى وعناوين النشرات الأوروبية وصار الأمر سيان بين شرق الأطلسي وغربه وأصبحت الانتهازية في حضيضها البراغماتي مقياس التعامل الإعلامي الغربي من العدوان، ولا اختلاف بين خداع «واشنطن بوست» و»نيويورك تايمز» و»وول ستريت جورنال» و»بوليتيكو» و»إكسيوس و»سي إن إن» وبين مخادعة «الغارديان» و»فايننشال تايمز» و»تلغراف» و»لوموند» و»لي فيجارو» و»ميدل إيست آي» و»بي بي سي»... «فكلهم في العهر غربُ».

14
يؤرخ العدوان على اليمن اللحظة الفاصلة بين زمنين: زمنٌ غير يمني بتوقيت الوصاية والإذلال، وزمنٌ يمني بموعد الكرامة والاستقلال. وقد كشفت مواقيت الصمود عقارب الخيانة وتكتكاتها المسمومة، كما فضحت مواعيد الانتصار عراقبة الارتزاق وتكتيكاتها الملغومة، وتعرّى الكثيرون من الكتاب والصحفيين والإعلاميين على كشوفات اللجنة الخاصة السعودية أصفاراً يمنية.
لم ولن يكون خونة العدوان ومرتزقة الحرب ممن يحملون الجنسية اليمنية أكثر من مجرد ورق تواليت تمسح بها دول العدوان بشاعة وشناعة جرائمها بحق أطفال ونساء اليمن. فمنذ اليوم الأول وحتى اللحظة ووظيفة هؤلاء الرخاص لا تتعدى تنفيذ توجيهات ضابطي الاستخبارات السعودية والإماراتية، ولا تتجاوز التبرير للعدوان والتسويغ للحرب والتغرير على العامة والتسويق للاحتلال والتحريض على الاستمرار في الحصار والتعريص بإنكار الجرائم والقرفصة أمام شاتات التويتر والفيسبوك، والعنطزة والقنفزة بين شاشات «العربية» و»الحدث» و»الجزيرة و»سكاي نيوز»، والمرور نهاية كل رذيلة على أمين صندوق الخونة لاستلام مفتاح الحانة ومصروف البار. ويتذكر الجميع خروج معمر الإرياني من مخدعه المخملي بعد منتصف كل ليلة ليبرر جريمة، وما فجوره بعد مذابح العدوان في سنبان والمخا والحديدة والمزرق وضحيان ببعيد. الإرياني واحدٌ من آلافٍ ولغوا وما يزالون في الدم اليمني وبلغوا من الخيانة لشعبهم ووطنهم وكرامتهم مبلغاً أحرج حتى الصهاينة.

15
تعترف وثيقة صادرة في مارس 2019 عن مركز دعم القرار السعودي بالتفوّق الإعلامي لخصوم المملكة رغم كل إمكانياتها المادية وطول أذرعها الإعلامية، وبرغم اعتمادها على شركات علاقات عامة دولية من بينها «هاربور غروب» و»بي جي آر غروب» و»بيرسون مارستيلر» و»إيدلمان» و»بابليسيز غروب». إلا أن الوثيقة توصي وتحدد خمس شركات علاقات عامة وتواصل أخرى للتعامل معها من بين تلك التي عملت مع حكومات إقليمية وعالمية، وهي «هيل آند نولتون استراتيجيز» و»فرويدز» و»فلايشمان هيلارد» و»غلوفر بارك غروب» و»ويبر شاندويك».

16
في مواجهة كل تلك القباحة وفي مجابهة كل ذلك القبح، ثبتت أقلامٌ على أسنة الحق، وتلبثت أفواهٌ بألسنة الحقيقة، وتوالت أيام الصبر كلمات وقوافي، وتوالدت ليالي الصمود قنوات وصحفا... ومشت «المسيرة» وشقيقاتها طريق الشعب، ومضت «لا» وأخواتها صباح الوطن، واصطف على الجبهة بضعة رجال، والتف حول الممانعة بعض الرفض، وعلى الحدود مع الأعداء والخونة والمرتزقة تكاتف الإيمان وتكتف النفاق وتحالف خندق الرصاصات مع بندق الكلمات فتهاوت تحت أقدام المجاهدين وبين أقلام المرابطين إمبراطوريات النفط والدولار والـ»إف 16» ونِت الفضائيات وتِت الجرائد وانهزمت الأحزاب وولى الجمعُ الدُّبر.