«لا» 21 السياسي -
أكدت الزيارة السرية التي قام بها رئيس وزراء الكيان «الإسرائيلي» (السابق) بنيامين نتنياهو في تشرين الأول/ نوفمبر 2020 لولي العهد السعودي محمد بن سلمان كيف يعتمد كلا الجانبين السعودي و»الإسرائيلي» على الآخر، وألغى نتنياهو اجتماعاً لمجلس الوزراء وقام بزيارة سريَّة على متن طائرة خاصة في رحلة مدتها ساعة واحدة عبر البحر الأحمر متجهاً إلى مدينة نيوم التي تقع على الساحل الغربي للسعودية، وقد امتدت الزيارة إلى ما يقرب من خمس ساعات أمضاها نتنياهو مع ابن سلمان ووزير الخارجية الأمريكي (السابق) مايك بومبيو ومدير الموساد (السابق) يوسي كوهين، وأراد الاجتماع بعث رسالة مفادها أن الحليفين الرئيسين في المنطقة يتحدان معا.
ووردت تقارير عن اجتماعات أخرى بين نتنياهو ومحمد بن سلمان عُقدت على متن يخت في البحر الأحمر بالقرب من الأردن وفي مدن أوروبية مختلفة.
* جوناثان هـ. فيرزيجر - «فورين بوليسي» الأمريكية
بعد إعلان الرئيس الأمريكي (السابق) دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكيّة في «إسرائيل» من «تل أبيب» إلى القدس واعتراف الولايات المتّحدة بالقدس عاصمة للاحتلال لم تنتفض السعودية حتى أنها لم تدع لعقد قمةٍ عربيةٍ استثنائية.
لقد تسبب إعلان ترامب في موجة غضب كبرى جابت العالم الإسلامي من جاكرتا إلى إسطنبول، فيما التزمت بلاد الحرمين الشريفين الصمت حيال هذه الخطوة، بل وعلى العكس امتدحت المملكة السعودية «خطة ترامب الإيجابية» بشأن القضية الفلسطينية.
وكانت وسائل إعلام «إسرائيلية» قد أكدت أن المملكة السعودية منحت ترامب موافقتها على نقل سفارة «بلاده» إلى القدس قبل إعلانه ذلك.
المثير أن ولي العهد السعودي حين ظهر في برنامج «60 دقيقة» الأمريكي في أيار/ مايو 2018 لم يعترض على قرار نقل السفارة الأمريكية، وبدلاً من ذلك قال: «نحاول التركيز على الجهود التي تعزز السلام بين الجميع. نحن لا نحاول التركيز على أي شيء قد يخلق التوتر».
وأوضح ابن سلمان أن قضية الصراع «الإسرائيلي/ الفلسطيني» ليست أهم أولوياته في المنطقة، بل إن الأولوية هي مواجهة إيران.
وكشف ابن سلمان صراحة في تصريحات أدلى بها لمجلة «أتلانتك» الإخبارية الأمريكية نيسان/ أبريل 2018 عن رأيه باعتبار «الإسرائيليين» لهم «حق» في أن يكون لهم وطن، مشدداً على أهمية الوصول إلى «اتفاق سلام لضمان استقرار الجميع والبدء في بناء علاقات طبيعية».
وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز» في 5 كانون الأول/ ديسمبر 2017 عن تفاصيل الزيارة الغامضة التي قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى السعودية ليلتقي ولي العهد السعودي في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام نفسه والتي طرح فيها محمد بن سلمان خطة السعودية للسلام بين فلسطين و«إسرائيل» والتي تصب في مصلحة «الإسرائيليين» أكثر من أي خطة قد تقدمها الحكومة الأمريكية وعلى الأغلب لن يقبل بها أي زعيم فلسطيني أبداً.
سيحصل الفلسطينيون (بمبادرة بني سعود الثالثة) على «دولتهم»؛ لكن دون الأجزاء المجاورة لـ«إسرائيل» في الضفة وبسيادة محدودة على أرضهم، كما ستبقى الغالبية العظمى من المستوطنات «الإسرائيلية» في الضفة الغربية والتي تعتبرها الأغلبية العظمى من الدول غير شرعية، ولن يحظى الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لهم، بل سيحصلون بدلاً منها وفقا لكرم ابن سلمان على «أبو ديس»، وهي إحدى ضواحي القدس الشرقية، ولا حق للاجئين الفلسطينيين أو أسلافهم بالعودة.
وكانت السعودية قد قدمت في عام 2002 المبادرة الثانية لما يسمى السلام مع «إسرائيل»، الأولى هي مبادرة الملك فهد وقدمت في مؤتمر قمة فاس عام 1982، والثانية هي مبادرة الملك عبدالله في قمة بيروت عام 2002.