بين فلاديميروفيتش «تل أبيب» اللصيق وفولوديمير «إسرائيل» الصفيق، لا تضيع «الصعبة»
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي

«لا» 21 السياسي -
هناك مَن يتحدّى أمريكا للمرّة الأولى في أوروبا بعد الحرب الباردة. وتحدّي الإرادة الأمريكية يشفي -ولو من باب «عدو عدوي صديقي»- غليل من عاش ومات تحت وطأة القنابل والصواريخ والعقوبات الأمريكية. إنما يجب ألا ننسى أيضاً أنه إذا كان زيلينسكي صهيونياً صفيقاَ فإن بوتين هو صديق «إسرائيل» المفضل.
أمس، دعمت روسيا بوتين قراراً بريطانياً إماراتياً في مجلس الأمن ينعت أنصار الله بالجماعة «الإرهابية» ويحظر توريدها للأسلحة، ولم تعترض أو تعارض موسكو في 2015 قرار أمريكا بالعدوان على اليمن. كما لا ننسى أن موسكو هي شريك عسكري واقتصادي رئيس لأبوظبي والرياض.
يعلن الكرملين أن ولي عهد أبوظبي أكد لبوتين حق روسيا في الدفاع عن مصالحها القومية، مقابل ماذا؟! مقابل أن يدعمه في الاستمرار بالعدوان على اليمن.
دبلوماسي أوروبي قال لوكالة الأنباء الفرنسية إن الإمارات عقدت اتفاقا «قذرا» مع روسيا يخص غزو أوكرانيا.
ونقلت الوكالة الفرنسية عن مسؤول غربي لم تسمه قوله إن «الغربيين أصيبوا بخيبة أمل كبيرة من امتناع الإمارات عن التصويت مرتين خلال التصويت على قرارات في مجلس الأمن تتعلق بالحرب في أوكرانيا».
وهدف هذا الموقف كان «تجنب استخدام روسيا حق النقض خلال تبني القرار الذي يمدد حظر الأسلحة المفروض على جميع الحوثيين في اليمن»، على حد تعبير هذا المصدر.
وأضاف دبلوماسي أوروبي طلب عدم الكشف عن هويته: «نحن مستاؤون جداً من الإمارات، ومقتنعون بأنهم أبرموا صفقة قذرة مع روسيا» مرتبطة باليمن وأوكرانيا.
والقرار الذي تبناه الصهاينة الأمريكان والروس يدين بشدة ما سماه «الهجمات العابرة للحدود» التي تشنها من وصفها بـ»جماعة الحوثي الإرهابية»، بما في ذلك الهجمات ضد السعودية والإمارات التي تستهدف -كما زعم- المدنيين والبنى التحتية المدنية، بحسب النص.
حسناً، ما يلزمنا في هكذا سياق ملتوٍ ومتلوٍّ هو ألا نسمح لأحد بمحاولة هز تماسك سرديتنا المقاومة، وهي الحقيقة التي نؤمن بثبوتها والقضية التي لا نشك في عدالتها، وهي أيضاً المروية التي لا ننفك عن تلاوتها ليالي جبهات ونهارات مواجهات وسنوات عدوان وأعوام صمود. وما نحتاجه فعلاً في هكذا لحظات هو تطويق أي مقاربة مؤبلسة المقاس بين اليمن وأوكرانيا أو أي مقارنة متلبسة القياس بين أمريكا وروسيا.
في المقابل، لا نحتاج إلى التغني مجاناً بالدب الروسي وكأنه ذئب يوسف، بل نعتاز زيادةً عن التشفي بالحمار الأمريكي إلى اللعب دبلوماسياً على واقع المتغير الناشئ عن حرب أوكرانيا والكسب سياسياً من وقائع التغيير الطارئ على رقعة الشطرنج الدولية.
لا ولن يعيبنا اللعب، كما تفعل إيران مثلاً، التي طالب المرشد الأعلى فيها، الإمام الخامنئي، روسيا بوقف الحرب وحمّل في الوقت نفسه أمريكا مسؤولية الحرب. إيران بررت مقاصد بوتين لكنها لم تعلن تأييده وتضغط بقوة لتحقيق مزيد من المكاسب في مفاوضاتها النووية مع حلف واشنطن مستغلةً حرب موسكو.
هكذا يجب أن تسير الأمور، وهذا علمي ولا جاكم شر!
المصدر «لا» 21 السياسي