دموع في عيون وقحة
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي

«لا» 21 السياسي -
«باسم الإنسانية أوقف الحرب على أوكرانيا». هكذا بدأ أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غويتريش، حديثه المتلفز إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع اليوم الأول للحرب. بدا غويتريش متهدج الودج والصوت، متورم العين والقلب، وهو يبكي في رسالته إلى بوتين الإنسانية التي لم يتذكرها يوماً طوال سبع سنوات من قتل وحصار العدوان للشعب اليمني؛ ليس لأن دماءنا رخيصة مقارنة بدماء الأوكرانيين، بل لأن غويتريش وكصهيونيٍ وقح ليس أكثر من مجرد تمساح قذر يبكي في نهر أمريكا الآسن دموع البنكنوت. ليس الأمر مقتصراً على غويتريش، الذي سقط مغشياً عليه في جمعيتهم الخاصة حزناً أمريكياً وألماً صهيونياً، فمعظم إن لم يكن كل حكام العالم «الحر» طلعوا «خوازيق»!
موقع «ميدل إيست أي» أكد أن دول الغرب خلال الأزمة الأوكرانية طبقت معيارين مختلفين حين اندفعت لمساعدة الأوكرانيين ضد الغزو الروسي في وقت لا توجد فيه بعثات رحمة إلى اليمن أو غزة أو سورية أو ميانمار في هذا الصدد.
وقال الكاتب بيتر أوبورن في مقال إن المفارقة ليست أكثر قتامة من تصريح نهاية الأسبوع الماضي لريتشارد أوبنهايم، السفير البريطاني في اليمن، الذي أعلن وقوف المملكة المتحدة مع شعب أوكرانيا في وجه الهجوم الروسي غير المبرر على الحرية والديمقراطية.
وأشار إلى أن أوبنهايم يحمل لقب سفير بريطانيا في اليمن ولكنه في الواقع غير موجود في اليمن على الإطلاق، بل هو موجود في العاصمة السعودية الرياض، حيث إن مهمته الرئيسية هي تكرار ما يصدر عن السعوديين من تصريحات حول حربهم البشعة والوحشية على الشعب اليمني.
ولفت إلى أن السفير البريطاني محق في تنديده بالغزو الروسي غير القانوني والهمجي لأوكرانيا في الجوار؛ ولكن لا يمكن نسيان أن بريطانيا جزء أساسي من آلة القتل الهمجية للمملكة السعودية في اليمن المجاور.
وأضاف: «لم تكتف بريطانيا بالوقوف متفرجة، بل ساهمت المملكة المتحدة أكثر من أي بلد آخر في تمكين المملكة السعودية من شن حربها».
ورأى الكاتب أن بريطانيا تحولت إلى وكيل للمملكة السعودية على الساحة الدولية، بينما هي تنهال بالضرب على اليمن في حرب أزهقت حتى الآن أرواح ما يقرب من 230 ألف إنسان كنتيجة مباشرة للقصف السعودي وبسبب التداعيات الإنسانية الأوسع لما تفرضه على البلد من حصار اقتصادي، معتبرا أن أزمة أوكرانيا ستزيد الأمور سوءا لأنها سترفع أسعار الغذاء.
وأوضح أن ثمة معيارين يتم تطبيقهما من قبل بريطانيا: في حالة أوكرانيا نهبّ سريعا للمساعدة ضد الغازي الأجنبي، وأما في اليمن فنترك شعبه يتعفن. وأشار إلى أن الوضع في أوكرانيا غير سوي؛ ولكن ما يشهده من فظاعة ومعاناة لا يمكن مقارنتها بما عليه الحال في اليمن، الذي وصفت الأمم المتحدة الوضع فيه بأنه أعظم نكبة إنسانية في القرن الحادي والعشرين.
ولفت إلى أن عضو البرلمان عن حزب المحافظين والوزير السابق توبياس إلوود، الذي ما فتئ يطالب بإلحاح بتدخل قوي للناتو دعماً لأوكرانيا، أجبر قبل سبع سنين على تصحيح السجل بعد أن ضلل الوزراء المرة تلو الأخرى البرلمان بشأن الاستخدام الفاضح في اليمن من قبل قوات المملكة السعودية لقنابل عنقودية مصنوعة في بريطانيا.
المصدر «لا» 21 السياسي