تقرير: نشوان دماج / لا ميديا -
لا يفتأ الصراع بين مرتزقة الإمارات يتصاعد أكثـر فأكثـر، حيث لم يعد محصوراً بمحافظة شبوة، التي يحاول كل طرف منهم الاستئثار بها، بل انتقل مجددا إلى مدينة عدن، التي يعتبرها تيار المرتزق الزبيدي معقله الأبرز. لكن يبدو أن «معقله الأبرز» هذا بدأ يزاحمه تيار آخر، هو التيار نفسه الذي زاحمه في شبوة: تيار المؤتمر جناح الإمارات، بقيادة العميل طارق عفاش، الأمر الذي جعل «الانتقالي» يهدد بـ«حرب مفتوحة» ضد الأخير.

هدد مرتزقة ما يسمى «المجلس الانتقالي الجنوبي»، الموالي للاحتلال الإماراتي، أمس الأول، بحرب مفتوحة ضد مرتزقة ما تسمى «ألوية العمالقة»، في إطار الصراع المستمر بين فصائل الاحتلال الإماراتي المسلحة.
ووجه المرتزق عيدروس الزبيدي، رئيس «الانتقالي»، رسالة عاجلة إلى المرتزق أبوزرعة المحرمي، قائد «قوات العمالقة»، يطلب منه سرعة إخلاء القوات التابعة لما يسمى «اللواء الثاني» من جنوب عدن، بعد ساعات قليلة من سيطرة الأخير على المنفذين الشمالي والجنوبي الرئيسي لمدينة عدن المحتلة. واعتبر الزبيدي في رسالته أن تلك التحركات تعد بمثابة إعلان حرب مفتوحة بين الطرفين.
وكان مرتزقة «اللواء الثاني عمالقة» انتشروا، أمس الأول، في محيط المنفذ الشمالي والرئيسي لمدينة عدن، استعدادا لتأمين دخولها، ضمن إعادة تموضع جديد لفصائل الاحتلال الإماراتي الجديدة داخل عدن، على حساب المرتزقة القدامى.
وفرض مرتزقة الإمارات الجدد سيطرتهم على مداخل مدينة عدن المحتلة، الخاضعة لسيطرة المرتزقة القدامى، حيث انتشرت عناصر مما يسمى «اللواء الثاني عمالقة»، الذي يقوده المرتزق حمدي شكري الصبيحي، في محيط المنفذ الشمالي لمدينة عدن، وفرضوا سيطرتهم على نقطة مصنع الحديد، التي تعد البوابة الرئيسية للمدينة.
وأوضحت المصادر أن «قوات العمالقة» أرسلت تعزيزات عسكرية إلى المنطقة قادمة من معسكرات الفصيل الإماراتي بمحافظة لحج.
ويخشى مرتزقة «الانتقالي» من محاولات إزاحتهم بشكل نهائي من المشهد، بعد دفع الاحتلال بفصائله الجديدة لتحل محله في المحافظات الجنوبية المحتلة.
ولم يعرف بعد ما إذا كانت قوات الاحتلال الإماراتي قد بدأت فعلا إعادة تموضع فصائل ما تسمى «القوات المشتركة» التي يقودها العميل طارق عفاش، في مدينة عدن، ضمن مخطط يستهدف إزاحة «الانتقالي» من المشهد.
وكانت قوات الاحتلال لوحت، قبل عدة أسابيع، بإرسال عدة ألوية من «العمالقة» المتمركزة في محافظة شبوة، إلى مدينة عدن، استعدادا لتسليمها إلى طارق عفاش، قبيل المرحلة القادمة.
ويتوقع أن تفجر هذه التطورات صراعا جديدا بين فصائل الارتزاق الموالية للاحتلال الإماراتي، في ظل استمرار الخلافات البينية والانشقاقات المتواصلة داخل أروقتها.
وتشهد عموم المناطق الجنوبية المحتلة توترا غير مسبوق بين فصائل الاحتلال الإماراتي في الآونة الأخيرة، وسط أنباء عن قرب اندلاع حرب شاملة بينها، في محاولة لإثبات السيطرة على المناطق الاستراتيجية.
غير أن مراقبين يرون في الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة عدن تواصلاً لصراع الاحتلال الإماراتي السعودي المحتدم في المحافظات الجنوبية منذ أشهر، باعتبار أن التكفيري حمدي شكري، قائد ما يسمى اللواء الثاني عمالقة، من القيادات السلفية التكفيرية الموالية للرياض، مشيرين إلى أن توجه مرتزقته نحو مدينة عدن كان بدفع من الاحتلال السعودي لتفرض واقعاً عسكرياً، وهو ما اعتبره «الانتقالي» الموالي للإمارات استهدافا ممنهجا لنفوذه العسكري في مدينة عدن ومحيطها.
كما أن تحركات التكفيري حمدي شكري في عدن تأتي امتداداً للصراع مع «الانتقالي»، الذي كان قد بدأ قبل فترة يتخذ منحى قبلياً بين قبائل الصبيحة ويافع بمحافظة لحج المحتلة. كما شهد محيط منطقة مصنع الحديد في مديرية طور الباحة توتراً بين قبائل الصبيحة وقوات تابعة لـ»الانتقالي» تنتمي إلى منطقة يافع.
واعتبر المراقبون سيطرة التكفيري الصبيحي على واحد من أهم مداخل مدينة عدن تحركا عسكريا يهدف إلى تطويق «الانتقالي»، وقطع خطوط تعزيزاته العسكرية، لاسيما من محافظتي لحج والضالع، اللتين -بحسب المراقبين- تعدان الرديف الحقيقي للانتقالي.
وبحسب المراقبين، فإن الأحداث الأخيرة تأتي في ظل «صراع نفوذ إماراتي سعودي احتدم خلال الأشهر الماضية إلى أعلى مستوياته دون أن يحدث تصادما بطريقة مباشرة، إلا أن تهديد الانتقالي في عقر داره، في مدينة عدن، من قبل السعودية بتحريك قوات موالية لها وعلى عداء معه سيدفع بالأوضاع نحو التصادم العسكري»، مشيرين إلى «عدم استبعاد اتساع نطاق أي مواجهات قد تحدث نتيجة التقدم الأخير لقوات تنحدر من الصبيحة، إلى فتنة مناطقية بين الصبيحة ويافع».

«الانتقالي» يحذر من انفجار وشيك ضده في عدن
وفي السياق، حذرت قيادات بارزة في مرتزقة «الانتقالي»، أمس الأول، من انفجار وشيك ضد «سلطته» في مدينة عدن المحتلة.
واتهم المرتزق وضاح بن عطية، القيادي في «الانتقالي»، في منشور على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي، مدير مكتب رئيس حكومة الارتزاق، أنيس باحارثة، بإدارة صراعات بين فصائل المجلس على الأراضي بمدينة بئر فضل، حيث تحتدم معارك بين فصائل المجلس المتناحرة التي تتسابق لنهب أراضٍ وعقارات عامة وخاصة.
وكان ناشطون أشاروا إلى أن عدن تشهد أيضا حالة احتقان غير مسبوقة بفعل الأزمات، وأبرزها الوقود، مشيرين إلى أن الناس بدؤوا بالفعل يُحمّلون «الانتقالي»، باعتباره سلطة الأمر الواقع هناك - حسبهم، تداعيات تلك الأزمات ويتجهون للانفجار في وجهه.
وتعيش عدن، إلى جانب الصراع على الأراضي وأزمة انعدام الوقود وانهيار العملة وارتفاع الأسعار، انفلاتا أمنيا غير مسبوق، واشتباكات متواصلة بين فصائل «الانتقالي» ضمن صراعها على أراضي وممتلكات المدينة.