تقرير: نشوان دماج / لا ميديا
يستمر مسلسل التفجيرات الدامية فـي المحافظات الجنوبية المحتلة، في ظل الصراع المحتدم بين أدوات الاحتلال من مرتزقة ما يسمى المجلس الانتقالي وخونج التحالف، آخرها ما حدث في محافظة أبين من استهداف، والمضحك أن كلا الطرفين يتهم الآخر بـ»الإرهاب»، وكلاهما لديه إرهابيوه وتكفيريوه.

لقي عدد من مرتزقة الاحتلال الإماراتي مصارعهم وأصيب آخرون، بانفجار سيارة مفخخة استهدفت موكباً للتكفيري عبد اللطيف السيد، قائد ما يسمى الحزام الأمني، في محافظة أبين المحتلة.
وأفادت مصادر محلية بأن انفجارات عنيفة استهدفت موكب عبداللطيف السيد، القيادي السابق في تنظيم «القاعدة» التكفيري، لدى مروره في منطقة عمودية في دلتا أبين.
وأوضحت المصادر، أن حصيلة قتلى وجرحى الانفجار ارتفعت إلى 26 قتيلاً وجريحاً، بالإضافة إلى إصابة التكفيري عبد اللطيف السيد بجراح وصفت بـ»الطفيفة».
وقالت قناة «عدن المستقلة» الناطقة باسم «الانتقالي»، في تقرير لها، إن الانفجار أسفر عنه مقتل 12 من عناصر «الحزام الأمني»، وإصابة 14 آخرين، بينهم مواطنون من المارة، بالإضافة إلى منفذي العملية.
ويأتي هذا الاستهداف، تزامنا مع تصاعد الصراعات الدموية بين أدوات الاحتلال في أبين، في ظل مساعي مرتزقة «الانتقالي» لفرض مزيد من السيطرة في المحافظة، وإنهاء آخر تمثيل لخونج التحالف.
ولم تتوفر تفاصيل حول هوية المنفذين؛ غير أن  تزامن العملية مع محاولة الانتقالي إعادة تموضع في هذه المحافظة وسط شكوك بالسيد يشير إلى أنها ذات طبيعة تتعلق بالتصفيات الداخلية.
بدورها، ذكرت مواقع إخبارية مقربة من «الانتقالي» أن «انتحاريا» يقود سيارة مفخخة هاجم موكب عبد اللطيف السيد في الطريق العام الرابط بين مديريتي زنجبار وجعار في منطقة عمودية، مشيرة إلى أن السيارة انفجرت أثناء اعتراضها من قبل سيارة يستقلها مرافقو التكفيري عبداللطيف السيد.
وأشارت إلى أن التفجير أدى إلى احتراق طقم ودراجة نارية يستقلها مدنيان.
واتهم عبداللطيف السيد من سماها «الجماعات الإرهابية» بالوقوف وراء التفجير، فيما سخر معلقون من البيان الذي جاء على لسان التكفيري عبد اللطيف السيد عن «مواجهة الإرهاب»، وهو التكفيري «العريق» في تنظيم القاعدة.
وتأتي العملية ضمن أخرى استهدفت قيادات في مرتزقة «الحزام الأمني» في أبين خلال العام الماضي 2021، وآخرها نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حيث أطلق مسلحان يستقلان دراجة نارية وابلاً من الرصاص على قائد النقطة التابعة للحزام الأمني في المحفد، بلعيد محمد عبدالله بن ناصر، الذي أُصيب برصاصتين اخترقتا رأسه وصدره.
وأرجع محللون العملية التي استهدفت التكفيري عبداللطيف السيد إلى الصراع المتواصل بين أدوات الاحتلال، حيث يتهم «الانتقالي» خونج التحالف بالتعاون مع التنظيمات «الإرهابية» والتورط في عمليات طالت قيادات موالية لمرتزقة الإمارات، مشيرين إلى أن التفجير كشف عن مدى الاحتقان الذي تعيشه محافظة أبين بين أدوات الاحتلال، حيث يحاول كل طرف السيطرة على كامل المحافظة، في الوقت الذي يؤجج فيه الاحتلال السعودي الإماراتي الصراع بين أدواته.
وفيما يوجه مرتزقة «الانتقالي» أصابع الاتهام إلى خونج التحالف بالوقوف وراء العملية، يرى مراقبون أنها قد تكون ضمن مخطط إماراتي لإزاحة التكفيري عبداللطيف السيد من المشهد، تهيئة لقيادات موالية جديدة من حزب المؤتمر جناح الإمارات، على غرار شبوة.
ويقول مراقبون إن الاحتلال الإماراتي يسعى مؤخراً إلى التخلص من الانتقالي ومن كل فصائله العسكرية، سواء بدمجها في كيان عسكري جديد أو بتسريحها من خدمته، بعد أن استنفدها تماماً طيلة السنوات الماضية واحتفظ بأوراق جديدة لاستخدامها في هذه المرحلة.
ويشيرون إلى أن الاحتلال الإماراتي لن يعدم وسيلة لجعل أصابع الاتهام تشير إلى خونج التحالف، وذلك لضرب عصفورين بحجر، حسب وصفهم؛ فمن جهة يتخلص من مرتزقته القدامى، ومن جهة أخرى يضعف «الخونج»، الفصيل الموالي لحليفه في احتلال المحافظات الجنوبية السعودية، وجعل صفة التكفيريين لاصقة بهم، بينما هي لصيقة به هو أيضاً.
ذلك أن لدى الاحتلال الإماراتي مئات التكفيريين في صفوف مرتزقته مما يسمى «ألوية العمالقة»، يستطيعون تنفيذ عمليات اغتيال في صفوف «الانتقالي» ورمي التهمة على الخونج، مضيفين أن ما يؤكد تلك الفرضية هو الاختراقات الكثيرة في صفوف الانتقالي ومعرفة تحركات قيادييه، وهو ما ليس متسنياً للخونج معرفته بسهولة.