خاص / لا ميديا -
ارتفاع غير مسبوق لدرجات الحرارة في مدينة عدن المحتلة، يقابله ارتفاع في المعدل اليومي لانطفاءات الكهرباء إلى أكثـر من 12 ساعة في اليوم الواحد. هذا الجحيم الذي يعيشه المواطن في المحافظات المحتلة يضطره للخروج إلى الشارع مستجيرا بظل شجرة هنا أو هناك يقيه القيظ، مثلما فعل طلاب جامعة عدن، فيما قصر معاشيق وحده ينعم مرتزقة الاحتلال بكهربائه ومكيفاته غير آبهين لأيٍّ من تلك الصيحات المتكررة: «كهرباء أو ارحلوا»، وسط دعوات إلى اقتحام القصر وإسكان كبار وصغار السن بدلا من مرتزقة الاحتلال.

توعد مواطنون في مدينة عدن المحتلة، أمس، بالتوجه إلى قصر معاشيق فعدن للسكن فيه مع مرتزقة الاحتلال في ما يسمى «المجلس الرئاسي»؛ كون القصر هو المكان الوحيد في عدن الذي لا تنطفئ فيه الكهرباء.
وأكد المواطنون أن الرد الطبيعي على تجاهل «رئاسي» الاحتلال لمعاناة سكان المدينة هو اقتحام قصر المعاشيق وتحويله إلى مكان لإيواء كبار وصغار السن، وفي المقدمة المرضى منهم الذين يعانون حد الموت من الحر وانقطاع الكهرباء، متهمين المرتزق العليمي بتجاهل معاناة سكان عدن الناتجة عن الانطفاءات الكهربائية المتكررة في فصل الصيف شديد الحرارة، وأن رفع هذه المعاناة بحاجة لصرف عشرين مليون دولار عاجلة لإصلاح محطة بترومسيلة التي ستكفل عدم انقطاع الكهرباء.
وتأتي الدعوة وسط تصاعد الاحتقان الشعبي بفعل انهيار مرتقب للكهرباء في ظل انقطاع متواصل وتجاهل السلطات لكافة المعاناة التي دفعت بعض السكان للمبيت في الشوارع هربا من قيظ الصيف وانقطاع التيار الذي يصل إلى 15 ساعة.
وتشهد مدينة عدن المحتلة أزمة معتادة، مع قدوم فصل الصيف من كل عام، في توليد الطاقة الكهربائية، وسط ارتفاع درجات الحرارة في المدينة الساحلية، وغياب الحلول الجذرية من قبل حكومة و»رئاسي» الاحتلال لهذه الأزمة المستمرة.

«الانتقالي» يحاول ركوب موجة الاحتجاجات
بدورها، أطلقت ما تسمى الهيئة الشعبية الوطنية الجنوبية، التابعة لمرتزقة ما يسمى «المجلس الانتقالي»، الموالي للاحتلال الإماراتي، حملة «كهرباء أو ارحلوا»، للمطالبة بوضع حل جذري وعاجل لأزمة الكهرباء التي تعيشها مدينة عدن المحتلة منذ سنوات، تزامنا مع ارتفاع ساعات انطفاء التيار الكهربائي عن منازل المواطنين إلى ما بين 15 و18 ساعة قي اليوم، في ظل ما تشهده المدينة الساحلية من جحيم.
ودعت الهيئة أبناء عدن إلى التجمع يوم الخميس المقبل العاشرة صباحا في ساحة البنوك بكريتر، ومن ثم الانطلاق نحو قصر معاشيق لمحاصرة القصر الذي يتخذ منه «رئاسي» الاحتلال مقرا له، ومنع أي كان من الخروج منه إلا إلى المطار مباشرة.
وأشارت الهيئة إلى أن قصر معاشيق يجب أن يكون مأوى لكبار السن والأطفال والمرضى، الذين يعانون الحر حد الموت جراء انقطاع الكهرباء، مهيبة بـ»كل الشعب»، في الداخل والخارج، التفاعل مع الحملة ودعم نزول ومشاركة الجميع رحمة بالأطفال وكبار السن، بحسب البيان.
وفي الوقت الذي تتعالى فيه مثل تلك الدعوات السكانية في مدينة عدن بسبب أزمة الكهرباء التي أحالت حياتهم إلى جحيم، يحاول مرتزقة الإمارات استغلال معاناة المواطنين وتوظيفها لصالحه، حيث اتهم ناشطون مرتزقة الإمارات بمحاولة تجيير الدعوات بحصار قصر المعاشيق لصالح أجندة الاحتلال وتصفية الحسابات بين أدواته.
ومع أن الدعوة جاءت أولا من قبل مواطنين يعانون من أزمة انقطاع الكهرباء عن منازلهم، إلا أن ناشطي «الانتقالي» تبنوا الدعوة نفسها لدوافع سياسية، خصوصا وأن دعوتهم هم تأتي في ظل أنباء عن استقالة المرتزق أحمد لملس المحسوب على الانتقالي، بعد تصاعد الصراع مع حكومة الارتزاق على الإيرادات وتجاهل معاناة الناس، ناهيك عن ترتيبات يسعى مرتزقة الإمارات لإعلانها قد تتضمن إنهاء مشاركتهم في ما يسمى المجلس الرئاسي.

تفاقم الأزمة
وتبدو أزمة توليد الطاقة بعدن في طريقها إلى التفاقم أكثر، إذ هددت شركات توليد الطاقة الكهربائية المستأجرة في عدن، يوم الأربعاء الماضي، في رسالة بعثتها إلى حكومة الارتزاق، بتعليق الخدمة وإيقاف محطاتها ابتداءً من يوم غد الاثنين، نظرا لعدم سداد مستحقاتها المالية للفترة من نيسان/ أبريل وحتى أيلول/ سبتمبر من العام 2020، وسداد المستحقات الخاصة بالفترة من تشرين الأول/ أكتوبر 2020 وحتى آذار/ مارس 2021، كاملة ودون تأخير، والالتزام بموعد محدد لسداد المستحقات الخاصة بالفترة من نيسان/ أبريل 2021 حتى نيسان/ أبريل 2022، وتوقيع تمديد العقود التي انتهت قبل أشهر، في صفقات فساد اشترك فيها رئيس ووزراء حكومة الارتزاق.
وسبق لمؤسسة الكهرباء أن طالبت بإصلاح محطة بترومسيلة لضمان تزويد عدن بالكهرباء، مشيرة إلى أن تكلفة الصيانة لن تكلف أكثر من 20 مليون دولار؛ ولكن حكومة الارتزاق رفضت ذلك، وسعت لتمرير صفقة فساد لاستئجار محطة إسعافية ستصل عدن خلال فصل الشتاء بقيمة أربع محطات، سيتم شراؤها في صفقة فساد دخل فيها رئيسها المرتزق معين عبد الملك، حيث سيتم استئجار المحطة العائمة بـ١٣٠ مليون دولار.