مملكة للمنشار ... شارع لخاشقجي
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي

«لا» 21 السياسي -
دافع البيت الأبيض مجددا عن التغيير في العلاقة مع السعودية، رغم استمرار الأسباب السابقة التي وترت العلاقة، وعلى رأسها -وفقاً للسردية الأمريكية- قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول.
حيث رفضت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير الرد على سؤال صحفي مباشر حول نظرة جو بايدن إلى ابن سلمان فيما يتعلق باغتيال خاشقجي في وقت يستعد فيه الرئيس لزيارة المملكة.
وطرح أحد الصحفيين، خلال مؤتمر صحفي، السؤال التالي: «هل يعتقد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو المسؤول عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي؟».
وردت جان بيير قائلة: «لقد تحدثنا عن هذا من قبل. أعتقد أنه سئل (تقصد بايدن) هذا السؤال مباشرة الأسبوع الماضي. لذا، انظروا، يركز الرئيس على إنجاز الأمور للشعب الأمريكي. هذه هي المشاركة. قائد، ومشاركة من قائد إلى قائد في جميع أنحاء العالم. إنه يأخذ ذلك على محمل الجد، وهو يتعامل مع مسألة خدمة الشعب الأمريكي على محمل الجد».
وأضافت: «إذا قرر أن مصالح الولايات المتحدة في التعامل مع زعيم أجنبي، وأن مثل هذه المشاركة يمكن أن تؤدي إلى نتائج، فسوف يفعل ذلك. وهكذا، كما سمعتمونا، كانت السعودية شريكا للولايات المتحدة لأكثر من 80 عاما، شريكا مهماً في مجموعة من المبادرات التي نعمل عليها، في المنطقة وحول العالم».
ولم ييأس الصحفي من السؤال حيث أعاده قائلا: «فيما يتعلق بالسؤال الذي طرحته، هل يعتقد بايدن أن محمد بن سلمان كان مسؤولا عن مقتل خاشقجي؟».
لكن المتحدثة تمسكت بجوابها الدبلوماسي قائلة: «لقد صرحنا عندما تولى الرئيس منصبه. كما تعلمون، قتل جمال خاشقجي كان شيئا أخذناه نحن وكثيرون آخرون حول العالم على محمل الجد. هو أصدر تقريرا مستفيضا عن مقتل خاشقجي، وقد وضعنا ما يسمى «حظر خاشقجي»؛ للتأكد من أن أي دولة تسعى إلى استخدام أدوات القمع ضد الأشخاص في الخارج الذين ينتقدون حكومتهم ستدفع الثمن».
وتابعت: «لقد استخدمناه عدة مرات منذ ذلك الحين، وفرضنا عقوبات أو قيودا على التأشيرات على أكثر من 70 فردا وكيانا سعوديا، بما في ذلك قوة التدخل السريع التابعة للحرس الملكي السعودي».
واستطردت: «كما أكدنا آنذاك، كان من المهم أيضا إعادة توجيه العلاقات مع المملكة العربية السعودية وليس الاختطاف. لذلك أخذنا ذلك على محمل الجد بشكل لا يصدق، وتحدث الرئيس عن هذا من قبل، وسأدع كلامه قائما».
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للمتحدثة نفسها أثناء رد على سؤال حول العلاقات مع السعودية واعتبارها «منبوذة»، حيث أجابت وهي تقرأ الرد بعناية عن ورقة و»بحذر»، وفقا لمغردين.
يقول السيناتور الديمقراطي عن ولاية فرجينيا، تيم كين، وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، لشبكة (CNN) إن «الرحلة إلى الرياض فكرة سيئة حقاً».
وقال كين: «دماء خاشقجي لم يتم إنصافها بعد، وأنا أفهم أن الظروف تغيرت. ولكن ما القضية الأساسية في العالم الآن؟ إنها السلطوية! لا أعتقد أنك تذهب وتقول: حسناً، تغيرت الظروف، لنجلس مع قاتل صحفي كان يعيش في فرجينيا. أعتقد أن هذه الزيارة خطأ كبير. لقد التقيت بآخرين، وكنت سألتقي بوزير الخارجية، كنت سألتقي بالسفير السعودي، كنت سألتقي بالملك نفسه، لكنني لن أقابل محمد بن سلمان».
كما أكد مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى، وفق ما نقلت شبكة (CNN) أن واشنطن مستعدة لـ»إعادة ضبط العلاقات» مع السعودية وتجاوز قضية مقتل جمال خاشقجي بهدف إصلاح العلاقات بين واشنطن والرياض.
ويقول هؤلاء إن بايدن، الذي يقبع تحت ضغط شديد من أجل ردع روسيا، نحى جانباً منظوره الأخلاقي والغضب الناجم عن مقتل خاشقجي؛ لإعادة بناء علاقاتٍ أكثر دفئاً مع المملكة في ظل الاضطرابات الكبرى التي يشهدها العالم نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا.
أيضا قال مسؤول أمريكي رفيع: «اتفقت الدولتان على تجاوز الأمر (مقتل خاشقجي) في سبيل إحلال السلام والاستقرار بالشرق الأوسط»، في حين تعتبر السعودية قضية خاشقجي أُغلقت، وقد أبلغت المسؤولين الأمريكيين بذلك مراراً.
وفي مساومة أمريكية رخيصة وخاسرة أُطلق اسم جمال خاشقجي على الشارع الذي يحد السفارة السعودية في واشنطن بحضور عدد من الشخصيات السياسية الأمريكية والمقربين منه.
وخلال تدشين الشارع، قال رئيس لجنة الاستخبارات في الكونجرس، آدم شيف: «يسرني أن أنضم لكم اليوم في تكريم حياة وإرث جمال خاشقجي وإطلاق اسمه على هذا الشارع إحياء لذكراه».
وأضاف شيف قائلا: «يجب محاسبة الأشخاص الذين ارتكبوا هذه الجريمة البشعة وأولئك الذين أمروا بتنفيذها. يجب أن يمثلوا أمام العدالة أيضا، بمن فيهم الأمير محمد بن سلمان الذي خطط لعملية الاغتيال»، بحسب قوله.
في الوقت نفسه كشف موقع «إنتلجنس أونلاين» أنّ الولايات المتحدة الأميركية تسعى لتبييض صورة ابن سلمان من خلال رابطة العالم الإسلامي (MWL)، وشركة الاستشارات العالمية (Berkeley Research Group).
وسجّلت رابطة العالم الإسلامي (MWL)، شركةَ الاستشارات العالمية (BRG) الحكومية، في سجل الوكلاء الأجانب التابع لوزارة العدل الأميركية، في خطوةٍ تشير إلى نيتها تبييض صورة ابن سلمان.
المصدر «لا» 21 السياسي