تحقيق:طلال سفيـان / لا ميديا -
مع كل هزيمة وسقوط للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم في المنافسات الدولية، ترتفع الأصوات الغاضبة وتظهر آثار النكبات على العيون وتزداد وتيرة النقد على وقع خفوت دقات المطبلين.
بعد ثلاث مباريات خاضها الوطني الأول في المجموعة الثانية (الملحق) المؤهلة لنهائيات كأس آسيا 2023، خرج المنتخب الكبير بتعادل هزيل سلبي أمام الفلبين وخسارة ثقيلة من فلسطين، تبعتها ختامية السقوط أمام منغوليا المستضيف والمتذيل قائمة المنتخبات في تصنيف "فيفا" بهدفين من دون رد، لتبدأ بعدها المطالبة برحيل اتحاد العيسي ورجاله عن الكرة اليمنية، والتساؤلات تتناثر ولا مجيب للدعوات ومسح دموع التأملات التائهة بالآلام والخزى.
صحيفة "لا" استطلعت آراء الجمهور والإعلاميين والرياضيين لوضع اليد على الجرح والتعبير عن مدى الوجع.

مؤامرة سعودية من تنفيذ العيسي
ماجد السباعي يرجع الهزائم الكارثية التي خرج بها منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في تصفيات المجموعة الثانية التي أقيمت في منغوليا مؤخرا إلى مؤامرة سعودية نفذها العيسي واتحاده بحق اليمنيين للنيل من سعادة قليلة قد تعتريهم حتى وإن كانت من أقدام اللاعبين.
ويشرح ماجد: "عندما مرمطنا بالسعوديين في التصفيات الأولى المزدوجة بدبل كيك قراوي ولمسة الداحي وتبادلنا كلمات "قيق وبقيق" لم تمض شهور حتى يرحل عن الدنيا، وبسبب جائحة كورونا كما قيل وقتها، مدرب منتخبنا الأول الوطني سامي نعاش، وبعدها ما ذاق فيه السعوديون من علقم فوز ناشئينا بلقب غرب آسيا وفي إحدى مدن السعودية وعلى منتخبهم".
ويتساءل: "لماذا تمنح السعودية منتخبنا الأول مدربا فاشلا ومطرودا من منتخبات أفريقية، مع جهاز فني وعلى حسابها؟! ولماذا تقيم منتخباتنا معسكرات إعدادية في مدنها ولا تسمح باستقدام أو لعب منتخبنا مع منتخبات أخرى في وديات؟! هل لأنها تحبنا وقلبها علينا؟! أكيد لا، هي دولة عدوة لبلدنا منذ زمن وتكره أن نفرح ونجتمع على فوز كروي، وهذا كله تنفذه مع عميلها العيسي".
"أريد أن أصرخ: يرحل العيسي إلى الجحيم، ومعه شيباني وباشنفر، وكل متسول غبي في اتحادهم. يرحل الفيفا بؤرة الفساد، الذي مدد لهذا الاتحاد الذي خطف الفرحة من عيون اليمنيين".

هوامير ومافيا فساد تحت عباءة الاتحاد
يقاربه الرأي الأستاذ محمد قاسم الغيلي، الذي قال: "ما يقارب العقدين من الزمن وحال الاتحاد الكروي لم يتغير كما تغير حال رئيسه أحمد العيسي. ومع ذلك ورغم كل النتائج السلبية والكارثية بحق الكرة اليمنية وقبله الاتحاد، إلا أننا نشاهد لوبي الفساد يعض عليه بالنواجذ وغير مستعد لتقديم استقالته كلما مر بمنعطف كارثي، ظنا منه أن هذا الكيان الكروي إقطاعية ورثها عن أب لقيط لا شرعية له. ولذلك نعتقد جازمين أن هنالك مجموعة من هوامير ومافيا الفساد الذين يستترون تحت عباءة الاتحاد ليمارسوا تجارتهم المشبوهة واللاشرعية، والتي قد تتقلص إن تم إبعادهم عن الاتحاد الكروي".
 ويختتم الغيلي: "نقول لكل عشاق كرة القدم: العيسي وشركاؤه اليوم يضعون العراقيل أمام منتخب الناشئين ويمارسون ضغوطات مبطنة، ومن يدري قد تكون استراحة المنتخب الصغير في جدة بعد عرقلة الحجز للأردن أولى الخطوات نحو تكرار الوجع، والذي بدأ بالهزيمة أمام العراق في العقبة، ومع ذلك لن نستبق الأحداث، وسننتظر ما يخبئه لنا أحمد العيسي".

عشوائية ومنظومة فشل
بدوره الإعلامي الرياضي جمال الحجري، وصف الإخفاق قائلاً: "ظهور المنتخب الأول كان بمثابة الصدمة لتواقي أمل العودة إلى الأداء الجميل والحضور المشرف، ومن غير المتوقع تلقي الهزائم أمام منتخبات لم تكن ضمن حسابات المواجهات الصعبة وتاريخها حديث في عالم كرة القدم الآسيوية. الإخفاق حصيلة عشوائية الاتحاد الذي يلتزم صمتا مريبا يضاف إلى رصيده في الفشل، هو منظومة لا تفقه شيئا عن كرة القدم وتعمل على رؤية الحضور للمشاركات بتحصيل حاصل بغض النظر عن النتائج، وليس لديهم شعور بالمسؤولية، وخير دليل على ذلك النتائج الكارثية والتراجع المستمر للمنتخب الأول، وعدم إدراك أن ذلك ينعكس على وطن برمته وغير مقبول الاستمرار في ذلك، وينتظر منهم الشجاعة لمواجهة الشارع الرياضي بأسباب ما حصل، وترك المجال لوجوه جديدة من أبناء اللعبة يعملون على إعادة بريق وحضارة كرة القدم".

الإدارة هي المشكلة
من الولايات المتحدة الأمريكية يقول الكابتن عبدالناصر الهمداني، مدرب فريق أهلي أركنساس للناشئين: "الحقيقة أنا لم أشاهد مباريات منتخبنا الوطني الأول في تصفيات مجموعة منغوليا، نتيجة انشغالي؛ لكن تابعت تعليقات كثيرة وكانت تتكلم عن سوء أدائه وهزائمه المريرة".
وأكمل الهمداني: "لكن هذه الهزائم المخجلة كانت متوقعة، خاصة أن وزارة الشباب والرياضة ومعها اتحاد الكرة لا يهتمون ولا يكترثون لدعم اللاعبين وتدريبهم فترة كافية قبل المشاركات الخارجية، ولن تنجح الكرة اليمنية إلا متى توفر الدعم للاعبين وتجهيزهم بشكل لائق، وعلينا في الأخير أن ندرك أن المشكلة ليست في المنتخب، بل المشكلة في الإدارة".

اتحاد الذل والعار
من فنلندا تحدث محمد مجاهد السميني، لاعب وحدة صنعاء سابقا: "إخفاقات منتخبنا الوطني الأول يتحملها بالمقام الأول اتحاد العيسي، وهذه حقيقة جلية أصبح يعرفها 30 مليون نسمة، حتى الطفل المولود حديثا".
"العيسي سبب كل هذه الإخفاقات. يا أخي اتحاده ما يشتغل لأجل الوطن نهائيا، ولا يشعرون بالشعب اليمني بتاتا، ولا يعرفون أنهم يمثلون اليمن، دائما ويوم بعد يوم إخفاق ونفس المشاكل التي تؤدي إلى الإخفاق، مش راضين يتعلموا ولا راضين يشتغلوا، فقط هم متغطرسون في مناصبهم يحملون لنا الذل والعار لبلدنا".
ويكمل السميني: "هذه إمكانياتهم، لن يقدموا شيئا، لأنهم أصلا لا يقدرون أن يشتغلوا. تلاحظ أن قراراتهم وتعييناتهم الإدارية كلها مجاملات ومحاباة وعنصرية. يا رجل كيف يتم تعيين إداري لمنتخب الناشئين وهو شخص عليه عقوبات وعمره في الملاعب اليمنية لا يتجاوز عاما واحدا، وكم من لاعب عاصر وحقق لليمن ومثلها في محافل دولية مرجوم بالبيت، ومليان لاعبين دوليين وخبراء!! هذا مثل بسيط للمجاملات والمحاباة والفساد الذي نستحي أن نسمعه أو نشاهده بأي دولة، وأصبحنا نشاهده في اليمن جهارا نهارا، وهذا سبب رئيسي للتخلف الرياضي".

كلٌّ يغني على ليلاه
ونختتم الحديث مع نجم أهلي تعز سابقاً الكابتن عبدالعظيم القدسي، المقيم حاليا في السويد، الذي قال: "إخفاق المنتخب الوطني في ملحق التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا 2023 كان متوقعا لكل متابع لتفاصيل الكرة اليمنية. ومن الأول والأخير من يتحمل هذه المهزلة هو اتحاد الكرة المنتهية ولايته منذ 14 سنة".
"ما حدث شيء مهين جدا جدا. أن تنهزم ولا تقدم أي شيء، مدرب في نهر بلجيكا ولاعبون في وادي الضباب، واتحاد في أروقة الفنادق، وكل جهة تغني على ليلاها".
ويؤكد الكابتن عبدالعظيم: "أخي العزيز أنا أول من طالبت الاتحاد بسرعة تقديم استقالتهم بعد خسارة منتخبنا (الكبار) بحسب محللي الكرة، وقلت لهم: جاءت الفرصة لكم على طبق من ذهب... ولكن فوز المنتخب الصغير بلقب غرب آسيا زادهم عنجهية وغرورا، وقالوا: كيف نقدم استقالتنا ونحن الذين حققنا الإنجاز (غرب آسيا)؟! هل تعتبرها كأننا كنا نلعب دورة رمضانية؟! وعلى فكرة، انتظر قادم الأيام. الكرة اليمنية من سيئ إلى أسوأ، حتى ولو غالطنا ولعبنا بلاعبين دون السن. ومع احترامي، جميع رؤساء وأعضاء الإدارات في الأندية (الجمعية العمومية للاتحاد) هم السبب ويدسون رؤوسهم في الرمل كالنعام".
ويستطرد: "الكرة اليمنية تحتاج إلى أناس فاهمين محبين مخلصين لكرة القدم، وهناك كثير من أبنائها قادرون على العمل ورفع شأن الكرة اليمنية، مش أعضاء اتحاد لا يهمهم إلا متى يسافرون ويأخذون بدل سفر ونثريات وغيرها. وعلى فكرة هناك رؤساء وفود ومدراء منتخبات رافقوا الفرق الوطنية وإلى يومنا هذا لم يصفوا العهد التي عليهم، منذ أكثر من عشرين مشاركة. كذلك ماذا تتوقع من رئيس لجنة فنية في الاتحاد من عمله متابعة مباريات المنتخب، تخيل أنه كان نائما وقت مباراة المنتخب الوطني والفلبين، ومش عارف كم كانت النتيجة، ويجي يقول لك إنه عمل كذا وكذا! وكله كلام فاضي. وشكرا لصحيفتنا الغراء "لا"، ولك شخصيا أخي طلال".