«لا» 21 السياسي -
قال موقع مركز «أتلانتك كاونسل» إن «إسرائيل» صعدت هجماتها على إيران بحسب التقارير الإخبارية، على عكس الاستراتيجية السابقة التي ركزت على تخريب البرنامج النووي للبلاد واغتيال علمائها النوويين.
وقال المركز: «يبدو الآن أن الهجمات توسعت لاستهداف العلماء والضباط الآخرين المسؤولين عن برامج الصواريخ والطائرات المسيرة، وكذلك أعضاء فيلق القدس التابع للحرس الثوري».
يضيف المركز: «بالنسبة لشخص عادي، يبدو أن إسرائيل تنجح في خلق حالة من الفوضى والارتباك في صفوف النظام الإيراني. كما أقامت الدولة ردعها ضد إيران بطريقة تعزز أيضا الصورة الأمنية لرئيس الوزراء داخليا في وقت تتعرض فيه حكومته الائتلافية لخطر الانهيار».
لكن حقيقة البرنامج النووي الإيراني، التي تم الكشف عنها في 6 حزيران/ يونيو خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، تكشف عمق التقدم الإيراني في هذا المجال، رغم جهود «إسرائيل» لإفشال ذلك، في حين تواصل إيران تخصيب عشرات الكيلوجرامات من اليورانيوم إلى درجة نقاء 60٪ وتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة من نوع (IR6) في منشأة تحت الأرض في فوردو، وإنتاج معدن اليورانيوم.
ورأى المركز أنه «بينما تستمر إسرائيل في التمتع بنجاحات تكتيكية مثيرة للإعجاب، من الناحية الاستراتيجية، فإنها لم تحقق هدفها في منع إيران من امتلاك برنامج نووي متقدم».
لا تزال «إسرائيل» تحتفظ بعقلية عمرها عقد من الزمن، دون أن تفهم أن العالم قد تغير، وأن برنامج إيران النووي على وجه التحديد قد تطور. الواقع أن قاعدة السياسة «الإسرائيلية» لا تزال قائمة على فكرة أن بالإمكان حرمان إيران من قدراتها النووية، رغم أن برنامج إيران النووي لم يكن كما كان قبل عقد من الزمان.
ونجحت إيران في تجاوز الحواجز التكنولوجية الكبيرة، لاسيما في مجال التخصيب وإنتاج أجهزة الطرد المركزي. المعرفة في إيران واسعة وموجودة في أذهان عدد لا يحصى من العلماء النوويين، أكثر بكثير مما يمكن القضاء عليه، بحسب المركز.
والأسوأ من ذلك، حتى لو اختفت المنشآت النووية بأعجوبة غدا، ستكون إيران قادرة على إعادة بنائها في غضون بضعة أشهر، بسبب المعرفة التكنولوجية الموجودة في البلاد. علاوة على ذلك، وفقا لمسح أجراه مجلس شيكاغو، يحظى البرنامج النووي بالدعم في إيران، وبالتالي، حتى لو تغير زعيم الدولة أو النظام غدا، فمن غير المرجح أن يتم التخلي عن البرنامج.
وبالنظر إلى هذه الحقائق، لا تحقق «إسرائيل» سوى انتصار باهظ الثمن على إيران. في أحسن الأحوال، فإن الهجمات «الإسرائيلية» تعطل البرنامج. في أسوأ الأحوال، هم يحفزون إيران على التحرك بشكل أسرع. تحتاج «إسرائيل» إلى إعادة حساب وتبني استراتيجية تتوافق مع الوضع الحالي للبرنامج النووي الإيراني وستسمح لـ»إسرائيل» بمزيد من التأثير على الرأي العام الدولي.